علامات استفهام كبيرة مازالت تحيط بالتقدم الكبير المثير للاندهاش، الذي حققه تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، بعد تمكن هذا التنظيم الجهادي الأصولي من السيطرة على ثاني أكبر المدن العراقية بدون أي مقاومة تذكر، وتهديده بالزحف نحو بغداد. هذا التقدم يزيد من مخاوف ظهور حرب طائفية في بلاد العراق، قد يروح ضحية لها الآلاف من القتلى على شاكلة ما حدث بين 2006 و2007، بعد شروع «داعش» في تنفيذ هجماته الدموية وبث الرعب من خلال نشر صور وأشرطة فيديو فظيعة توثق لإعدام أسرى «الداعشيين». ظهور التنظيم يربطه البعض بالمناخ الجيوسياسي بالعراق؛ فحتى تاريخ الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، كانت الأقلية السنية هي المسيطرة على بلاد الدكتاتور صدام حسين. وبعد سقوطه، تمكن الشيعة من الوصول إلى الحكم بناء على نتائج صناديق الاقتراع، وهو الأمر الذي لم يستطع أهل السنة تقبله أبدا. كما أن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، ضالع، حسب البعض، في الدفع بالجهاديين السنيين إلى التمرد عليه، بسبب سياسة الإقصاء والتهميش التي نهجها المالكي منذ وصوله للحكم سنة 2006. هذا، على الأقل حتى اللحظة، السبب المعلن الذي يوضح كيفية ظهور القاعدة بالعراق، وبعدها الدولة الإسلامية بالعراق، التنظيم الذي عزز قواه بفضل الحرب السورية، وتحول إلى «داعش». «إذا تقدموا لمتر واحد فقط، يقول ضابط شاب يراقب الخط الأمامي، لن أتردد كثيرا قبل الشروع في إطلاق النار». كانت درجة الحرارة تصل إلى 42 درجة مئوية، وأمامنا، في آخر شارع فسيح، كان علم أسود يرفرف وسط أجواء حارة. بيد أن ذلك لم يحل دون التعرف على راية الجهاديين المنتمين لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش). هنا، وأمام مدخل مدينة الموصل بالتحديد، يقف النقيب ريباست على قدم وساق للسهر على تنظيم الصف ما قبل الأخير لجيش البشمرغة التابع لأكراد العراق. «نحن جد مندهشين لعدم قيامهم بشن أي هجوم لحد الساعة، يقول هذا الأخير، قد يشرعون في تنفيذ هجماتهم في أي لحظة». باتباعهم لمنهجية الحرب الخاطفة، تجشم مقاتلو «داعش» عناء رفع راية تنظيمهم، الأسبوع المنصرم، بعدما شنوا غارتهم على المدينة، لكنهم لم يبذلوا أي جهد يذكر لتحصين خطوطهم الدفاعية، باستثناء وضع هياكل بعض السيارات التي تم إفراغها من جميع محتوياتها، وسلسلة من المتاريس التي تم نصبها على عجل بالشارع الكبير المؤدي للمدينة، والتي تحمي في الوقت الراهن ثاني أكبر مدن العراق، التي بسط التنظيم سيطرته عليها. لاشيء غير ذلك لحماية مدينة من هذا الحجم، كما لو أن الجهاديين يشككون في نية الأكراد المجازفة وشن هجوم على معقل السنيين العرب هذا. على مستوى الحاجز الذي تغطيه راية «داعش»، يقوم السلفيون بتفتيش دقيق للسيارات التي تحاول أن تغادر المدينة، ولا يسمحون سوى لعدد ضئيل من السيارات يعد على رؤوس الأصابع بالدخول إلى الموصل. بيد أن مقاتلي «داعش» يظلون، مع ذلك، متوارين عن الأنظار. من دون أدنى شك، فهم يختفون وراء متاريس أكياس الرمل المقامة على طول الطريق، وطوب البناء الموضوع أمام المباني، والعمارات السكنية المهجورة بضواحي المدينة. فرار «جنود أمريكا» «في الواقع، يضيف ريباست بعد تأمل، عددهم، على ما يبدو، ليس بالكافي لأجل شن هجمة أخرى. التهديد المباشر والحقيقي يتمثل في قيامهم بشن تفجير انتحاري». بذقنه المحلوق بعناية، وشعره المصفف، وقبعته حمراء اللون، انضم هذا الضابط البالغ 22 سنة إلى البشمرغة منذ اليوم الأول الذي غادر فيه رحاب الجامعة، ليتم دمجه مع كتائب النخبة التابعة للحكومة الكردية الإقليمية. التقهقر لم يطل البشمرغة حينما انهار الجيش الوطني العراقي أمام المد السلفي الجهادي. وبجيش نظامي يضم أزيد من 100 ألف رجل، ينتظر الأكراد برباطة جأش مقدم مقاتلي الفرع الجديد لتنظيم القاعدة، الذي يتبنى مواقف أصولية بشكل أكبر. «البشمرغة، تعني حرفيا «في مواجهة الموت»، يوضح النقيب ريباست، فيما يقوم رجاله بتوجيه مدفع رشاش ثقيل نحو سماء المدينة البالغ تعداد سكانها 1.5 مليون نسمة. «قل لي، هل تعتقد فعلا أننا سنتخلى عن شبر من أرض كردستان لهؤلاء المتعصبين؟» عدد كبير من الجنود الأكراد الذين يعترضون في الوقت الراهن طريق الموصل كانوا، قبل بضعة أيام فقط، ضمن الجيش الوطني العراقي. لقد كان ذلك الجيش يخضع بالموصل، كما بسائر المناطق العراقية، لسيطرة جنرالات ينتمون للطائفة الشيعية. ومنذ ظهور الإشارات الأولى المنذرة بسقوط الجيش، اتخذ الجنود الأكراد القرار بالانضمام لصفوف البشمرغة، بما أن لا أحد هنا عاد يثق في حكومة نوري المالكي، ولا شيعة جنوب البلاد الذين يقدمون الدعم له. العراق يبدو إذن على حافة الانهيار الداخلي. أما الجزء الأكبر من الجيش، الذي يتألف في غالبيته كذلك من الشيعة، فقد طالته كذلك حمى الفرار. فعشرات الآلاف من الجنود الذين كانت بين أيديهم تجهيزات ثقيلة وتلقوا التدريب منذ عدة سنوات على يد الجيش الأمريكي فروا أمام بضع مئات من الجهاديين الذين تدفقوا من الصحراء، مكدسين داخل سيارات رباعية الدفع... جلال، سائق سيارة أجرة ذو جسم قصير وممتلئ، يتفحص البقايا التي تناثرت حول النقطة العسكرية التي تخلى عنها الجيش العراقي. «انظر حولك، هؤلاء ليسوا بجنود حقيقيين!! يصرخ منددا بما يرى. إنهم لم يتجشموا حتى عناء إحراق معداتهم العسكرية قبل فرارهم». جلال الذي كان في الماضي مهربا سابقا بفرنسا، وسجينا سابقا بإيطاليا، ومهاجرا سريا بكالي بشمال فرنسا، وطباخا للبيتزا بمانشستر، يرى نفسه كمحارب في الصميم، مثل سائر الأكراد. وبازدراء شديد كان يتفحص السيارات الأمريكية المصفحة التي تم التخلي عنها، وجميع معدات العم سام التي سقطت من جنود الجيش الحكومي أثناء فرارهم. جلال ليس الشخص الوحيد الذي يعتقد أن الجيش لم يقم بإطلاق ولو رصاصة واحدة لحظة معاينة وصول الجهاديين من سوريا المجاورة. لكن هناك إشارات تدفع إلى الاعتقاد بأن عدة معارك جرت بالقرب من مشارف مدينة الموصل، بعضها عنيف جدا. فآثار الدماء تلطخ عددا من السيارات، التي تم نهب جميع محتوياتها، وبقيت منها الهياكل فقط. كما أن ناقلة جنود مدرعة تملأها بقايا رصاص من العيار الكبير، ما يشير إلى أن الأشخاص الذين كانوا بداخلها حاولوا المقاومة لوقت طويل بالاستعانة بالأسلحة الثقيلة، قبل اتخاذ قرار الفرار. الميليشيات الكردية المعززة ب 1200 رجل منذ أزيد من أسبوع، يسارع البلد بأكمله من أجل الحصول على السلاح من أجل الدفاع عن النفس، فيما فاق عدد النازحين 300 ألف شخص، في الوقت الذي تسقط فيه المدينة تلو الأخرى. وعلى بعد عشرات الكيلومترات من مدينة الموصل، «العاصمة» الجديدة للسلفيين الجهاديين القساة، الذين يسعون إلى إعادة إقامة الخلافة الإسلامية التي تضم العراقوسوريا، يساور القلق النصارى بمدينة قرقوش، المتوجسين من تعرضهم للأذى على يد أنصار «داعش». آخر كنيسة بالموصل أغلقت أبوابها مؤخرا. القيم على تلك الكنيسة، إسكندر، تمكن من اختراق خطوط الجهاديين بشكل سري. يقول هذا الأخير إنه صادف في طريقه العشرات من «الداعشيين»، الذين يسهل التعرف عليهم من خلال ملابسهم السوداء وجلابيبهم القصيرة جدا. «كانوا قد احتشدوا بالقرب من المسجد الكبير حيث أقاموا محكمة إسلامية من أجل تطبيق الشريعة. حدة التوتر تزداد ارتفاعا»، في إشارة منه إلى طوابير المئات من السيارات التي تقف بالقرب من محطات الوقود، وحصص التزويد بالكهرباء المحدودة، فضلا عن انقطاع خدمة الأنترنيت وشبكات الهاتف. علاوة على ذلك، يهاب السكان قيام القوات الحكومية بشن ضربات جوية، في حال استعادة بغداد لهمتها. يتبرأ اسكندر من لهجة الجهاديين لكي يؤكد أنهم يشبهون جميع العراقيين، وبأن بعض الأشخاص بين صفوف التنظيم يتحدرون من الموصل والمناطق المحيطة بها، وبأن أعضاء بعض الجماعات السنية المسلحة انضموا بشكل مؤقت إلى صفوف «داعش». وهو ما ذهب إليه كذلك المحافظ السابق لمدينة الموصل، عطيل النجيفي، ذو التطليعة الأرستقراطية. هذا الأخير كاد يفارق الحياة في حمأة الصراع، وقام في الوقت الراهن باللجوء لدى الأكراد، في المدينة الكبرى المجاورة إيربيل. «واصل الأجانب الذين يشكلون الوحدات التي ظهرت فجأة زحفهم في اتجاه الجنوب، يحكي النجيفي، وتنقلوا نحو الفرات في اتجاه بغداد. مع الجماعات الأخرى المسلحة التي بقيت بعين المكان، أنا متأكد من التوصل إلى حل سياسي». في كلامه هذا إشارة إلى «المحافظ» الجديد، المعين من قبل «داعش»، والذي كان فيما مضى من أفراد حزب البعث وأحد الموالين لصدام حسين. «هو نفس الشخص الذي كنت أتحدث معه للتو على الهاتف، يؤكد النجيفي. لقد هاتفي لكي يطمئنني بأنه لا يطمح أبدا ليصبح محافظا وبأنه ليس متواجدا بالموصل!». كتيبة المحافظ السابق النجيفي، الذي يتحدر من إحدى أغنى العائلات السنة بالبلاد، يقر بشكل مضمر باستيعابه للدواعي وراء الانتفاضة التي قادها جزء من سكان إقليمه ضد بغداد، رغم أن شقيقه مازال يشغل منصب رئيس البرلمان. وبقميصه الأنيق المصمم على مقاسه، يتصفح النجيفي، على جهاز أيباد أثناء لقائنا، الصور الرائعة لعائلته، التي يتجاوز عدد أفرادها 300 شخص. بعضهم في مكان آمن بفرنسا، بالقرب من بوردو. بيد أنه تخلى مضطرا عن بعضهم بداخل أحد المزارع، القريبة من الموصل. «إنه لمفجع قول ذلك، لكن خوفي الأكبر هو عليهم أكثر من أي شيء آخر»، يقر. النجيفي، الذي يعد أحد أهم شيوخ قبيلة بني خالد البدوية الكبيرة، يوضح أن أسلافه وصلوا إلى الموصل منذ أربعة قرون، من سوريا تحديدا، كما هو الحال، اليوم، مع الفاتحين الجدد الذين اقتحموا الأبناك وسلبوا أزيد من 400 مليون دولار، فضلا عن أسلحة عسكرية تعد بالآلاف. يسهر هذا الأخير في الوقت الراهن عن تجميع أزيد من 5 آلاف شرطي من أجل تشكيل قوة دفاعية جديدة، تنتمي كليا للطائفة السنية. «سنسعى لإقامة تحالف مع الجماعات الأخرى المسلحة وسنتمكن عبر ذلك من طرد «داعش» من المدينة في غضون أسبوع واحد». الأهم، حسبه، هو أن يتوصل أهل السنة إلى اتفاق بينهم... يزرع شبح الحرب الطائفية الرعب في جميع أرجاء العراق، ويسود التخوف من ظهور مواجهة بين السنيين في شمال ووسط العراق، والشيعة بالجنوب، المواجهة التي كان الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 سببا رئيسيا في ظهورها. فبعد ما يزيد عن 160 ألف قتيل، والانسحاب العقيم لجيش الاحتلال في 2011، يأمل البعض في إخماد فتنة الصراع. لكن التطورات على أرض الميدان تقول عكس ذلك. فالتقدم القوي ل «داعش» التي وصل أفرادها إلى أبواب بغداد في أقل من أسبوع، والدعم الذي يحصل عليه التنظيم من جماعات سنية أخرى غير المعروفة بنزعتها الأصولية يؤكد هذا الأمر. التهديد تم اعتباره على درجة كبيرة من الخطورة من قبل شيعة العراق، ما دفع قائدهم الأسمى، أية الله علي السستاني، إلى دعوة شعب الجنوب إلى التعبئة من أجل الدفاع عن العاصمة والمواقع الشيعية المقدسة. وقد بدأ الأمريكيون وعدد من الدول الأخرى في سحب جزء من الموظفين العاملين بالسفارات. وبتعداد يصل إلى آلاف، تحاول ميليشيات مختلف الجماعات الشيعية حمل السلاح والانتقال إلى الجبهة في محاولة لوقف الحرب الخاطفة التي يشنها تنظيم «داعش». في الوقت الراهن، يتم الحديث عن وجود مئات الضباط الإيرانيين ببغداد من أجل توفير الدعم لإخوانهم في المذهب الديني. ومما زاد الطينة بلة، أن تنظيم «داعش» يقوم بنشر مقاطع فيديو على الشبكة العنكبوتية تبرز المذابح واسعة النطاق، التي يسقط ضحيتها الأسرى من الجيش. كركوك «القدس الجديد» بينما يترقب الجميع تصعيدا كبيرا في العنف بين الإخوة الأعداء في الإسلام، يظهر بأن الأكراد يأملون في الاستفادة من تأزم الوضع. «ليس معروفا عنا أننا نتدخل في المشاكل التي تظهر بين الجماعات الطائفية»، يوضح بتروٍ شديد نجم الدين كريم، محافظ كركوك. هذا الأخير الذي عينه في هذا المنصب رئيس الوزراء نوري المالكي سنة 2011، لم يحتج سوى لبضعة أيام لكي يتحول من طبيب إلى بطل قومي بالنسبة لعدد كبير من الأكراد خلال الأسبوع المنصرم. فالمحافظ يقف شخصيا للإشراف على خطوط الدفاع عن كركوك منذ اللحظة الأولى التي تهاوى فيها الجيش العراقي. وفي غضون ساعات فقط من فرار جنود الجيش الوطني، تمكنوا بشكل يدعو للافتخار من السيطرة على القاعدة العسكرية الأمريكية الكبيرة المتاخمة للمدينة، ويقومون في الوقت الراهن بشن غارات تمتد لعشرات الكيلومترات في اتجاه الجنوب، بداخل الأراضي العربية. وبدفاعهم عن المدينة تحول هؤلاء كذلك إلى أسيادها. وبصفتها مدينة نفطية ومدينة ذات رمزية كبيرة، يعتبر الكثير من الأكراد كركوك مدينة «القدسالجديدة». ومع ذلك تظل المدينة مكانا تحيى به عدة جماعات عرقية، وفي حال ضمها بشكل رسمي سيكون ذلك بمثابة انتصار كبير لكردستان. مقاومة المدينة لدخول «داعش» إليها هو في حد ذاته انتصار يفتخر به كثيرا محافظها، الذي يحتمي داخل منزل كبير تحيط به ثلاث أسوار من الإسمنت المسلح. «لا أدعي بأن التمرد قد لا يؤدي إلى سقوط كركوك، يوضح الأستاذ السابق في جراحة الدماغ، بنبرة حاسمة وسحنة أخذ التعب منها نصيبا. لكنني أقول إن المدينة محمية بشكل جيد». صعد هذا الأخير إلى سطح منزله الفسيح ووجه أبصارنا نحو حقول البترول، التي يسهل التعرف على مكانها من خلال منصات استغلال النفط التي تبقى مشتعلة ليل نهار. نجم الدين، الذي كان يبدو ظاهريا واثقا جدا من نفسه، أشار في المدى إلى الخندق الكبير المضاد للدبابات الذي أعطى الأوامر بحفره من أجل حماية آبار النفط والمدينة. وبصفته جنديا سابقا ضمن البشمرغة، اختار اللجوء بالولايات المتحدةالأمريكية، لم يعد نجم الدين إلى بلده الأم إلا في العام 2009 بعدما أصبح مواطنا أمريكيا وأصبح مديرا لمصحة طبية ناجحة بالقرب من واشنطن. بحديقة منزله، يمر العشرات من الحراس من تحت أشجار الزيتون. المهمة المطلوبة من هؤلاء تتمثل في صد أي هجوم انتحاري محتمل أو أي هجوم على نطاق واسع. بيد أن هذه التهديدات لا تحول دون رسم المحافظ أحلاما للمستقبل. «أي كردي يتمنى الحصول على استقلال كردستان..» بهذه العبارات بدأ كلامه قبل التطرق لحل أكثر واقعية يمكن تطبيقه على الفور بالعراق، والمتمثل في تقسيم البلاد إلى نظام كونفدرالي يتألف من ثلاث كيانات. العرب الشيعة بالجنوب، والسنة بالوسط، والأكراد بالشمال الشرقي مع سيطرتهم على الجزء الأكبر من حقول النفط. «سيتطلب منا ذلك قدرا كبيرا من الذكاء، يقول المحافظ، مغلقا عينيه الصغيرتين البراقتين. في وسعنا أن نستغل كنموذج دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك من خلال الاحتفاظ بالعملة الموحدة، ونفس الهيئات الدبلوماسية ونفس حرس الحدود. ما عدا ذلك، ستكون للجميع حرية التصرف في باقي الأمور كما يشاؤون بسلام..». لكن يبدو أن السلام لم يجد بعد طريق العودة إلى «بلاد الشام»، كما يحلو للجهاديين تسمية سورياوالعراق. خلال الساعة التي تلت لقاءنا، استهدف تفجير انتحاري سيارة المحافظ، كما انفجرت قنبلة تقليدية الصنع بمكان لا يبعد كثيرا عن منزله. * بتصرف عن مجلة «باري ماتش»