سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قضية اختطاف واغتيال بنبركة.. الحقيقة توجد في الرباط..لكن هل كل الحقيقة توجد في الرباط؟ المحامي موريس بوتان يتحدث عن «الحسن الثاني وديغول وبن بركة» ويطالب بالكشف عن الحقيقة
«الحقيقة توجد في الرباط»، هكذا قال المحامي الفرنسي موريس بوتان، وهو يتحدث مرة أخرى، في تجمع عمومي لليسار بمدينة فاس، مساء أول أمس الثلاثاء، عن قضية اختطاف واغتيال المهدي بنبركة، ويوقع ترجمة كتابه «الحسن الثاني..ديغول..بن بركة..ما أعرفه عنهم» إلى اللغة العربية. «سيدي موريس»، حسب تعبير عثمان بناني عن معهد بنبركة «ذاكرة حية»، لم يتردد في وصف ما أسماه غياب الجرأة لدى المغرب في كشف حقيقة اختطاف واغتيال بنبركة ب«الفاضح»، متسائلا عن عدم السماح للتحقيقات بأن تسير إلى نهايتها، وعبرها الاستماع إلى متهمين لا يزالون على قيد الحياة، ومنهم متهمون فرنسيون يقيمون في المغرب. المحامي الفرنسي، بوتان، الذي خبر القضية، وكتب عن تفاصيل دقيقة حولها، انتقد أيضا في هذا الإطار مآل الإنابات القضائية في هذا الملف سنتي 2003 و2005، والتي كان مصيرها الفشل، بسبب عدم تعاون الطرف المغربي لإنهاء الغموض الذي يكتنف قضية صاحب وثيقة «الاختيار الثوري»، وزعيم اليسار، وأحد معارضي نظام الملك الراحل الحسن الثاني، حينها، المناهض للإمبريالية، والذي سقط صريعا في ميدان النضال، حسب تعبير عثمان بناني، عن معهد بنبركة «ذاكرة حية». لكن هل كل الحقيقة في اختطاف واغتيال المهدي بنبركة منذ ما يقرب من 49 سنة توجد في الرباط؟ هكذا تساءل الباحث الجامعي عبد الحي أزرقان في هذا اللقاء، الذي نظم بتعاون بين شبيبة حزب الطليعة ومعهد بنبركة ومجلة «وجهة نظر»، قبل أن يقول إن المحامي موريس بوتان، في كتابه «الحسن الثاني..ديغول..بن بركة.. ما أعرفه عنهم» يبحث عن ظروف التخفيف للجانب الفرنسي في هذه القضية. الباحث أزرقان أورد بأن المحامي بوتان يعتبر بأن القضية «جريمة سياسية»، وأن كشف حقيقتها يحتاج إلى «حل سياسي»، ويأمل أن تحصل المبادرة السياسية في المغرب، لأن فرنسا التي وقع فيها الحادث لم تعد قادرة على تقديم أي جديد في هذه القضية بعدما أزالت الستار عن أرشيفها السري حول هذا الملف، ليظهر، حسب الكاتب، بأن إبقاء الطابع السري حوله لمدة طويلة مجرد إجراء ل«التمويه». أما عبد الباحث عبد اللطيف حسني، مدير نشر مجلة «وجهة نظر»، وهو يمارس ما أسماه «الغواية» لقراءة كتاب «الحسن الثاني..ديغول..بن بركة..ما أعرفه عنهم»، فقد سجل بأن المحامي بوتان، وهو يرتدي قبعة المؤرخ رغما عن أنفه، وقبعة القانوني رغما عنه، وقبعة السياسي مكرها، وقبعة المحامي بحكم المهنة، قرر في النهاية أن يزيل كل هذه الأقنعة، وتحول إلى قاض بعدما فقد الأمل في القضاء، وقال إن الحقيقة في اختطاف واغتيال بنبركة توجد في الرباط، دون أن يستبعد وجود أدوار محتملة لجهاز الموساد والمخابرات الأمريكية في هذه العملية. وختم بالقول إن المصالحة والإنصاف لا يمكن أن تتحقق إلا بمعرفة الحقيقة حول هذه القضية التي هي قضية عمر بالنسبة للمحامي موريس بوتان. أما بالنسبة لهذا الأخير، فقد اعتبر، وهو يتحدث عن الملف، بأن غيثة بنبركة تريد أن تعرف الحقيقة، وأن تتعرف على قبر زوجها بعد مرور 50 سنة على حادث اختطافه واغتياله. العشرات من اليساريين الذين صفقوا بحرارة للمحامي «سيدي موريس»، في قاعة الندوات بمركب القدس بوسط مدينة فاس، أشعلوا الشموع، في إشارة إلى مطلب الكشف عن الحقيقة في هذه القضية، وعلقوا صور المهدي بنبركة في جنبات القاعة، احتفالا بهذا الزعيم اليساري. فيما قال عبد الحق الخلادي إن اللقاء يرمي إلى الحفاظ على ذاكرة المهدي بنبركة، التي لا تؤمن بأنصاف الحلول، وضد خوض الصراع بمعزل عن الجماهير. وأضاف بأن اللقاء أيضا مناسبة لتسليط الضوء على ملفات مجهولي المصير، وهي من بين توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة. أما الكاتب الوطني بالنيابة لحزب الطليعة، علي بوطوالة، فأوضح بأن هذا الحزب يعتبر نفسه امتدادا لفكر المهدي بنبركة، وقال عن كتاب «الحسن الثاني..ديغول..بن بركة..ما أعرف عنهم» إنه بمثابة شهادة على العصر في وقت لم يكشف فيه عن الحقيقة من قبل الدولتين المغربية والفرنسية.