التساقطات المطرية التي شهدتها المناطق الجنوبية للمملكة نهاية الأسبوع كشفت من جديد واقع الاستهتار في التعامل مع أخطار الكوارث الطبيعية، ودرجة التهديد التي قد تشكله على الممتلكات والأرواح. لقد كان حريا بالمسؤولين التحلي بمسؤولية أكبر عبر تحذير المواطنين من الأمطار الطوفانية، والتعاطي بحزم مع الخطر التي تشكله هذه الفيضانات. الأمطار الطوفانية كانت تستدعي، كما هو الحال في سائر بقاع العالم، الطلب من المواطنين المكوث داخل منازلهم وانتظار مرور العاصفة بدل المجازفة بأرواحهم من أجل حضور مناسبات اجتماعية، كما حدث لخمسة عشر فردا من عائلة واحدة كانوا في طريقهم ل«الاحتفال» بمناسبة زواج، فكانت النهاية مأساوية بعدما لقوا حتفهم بعد أن جرفتهم السيول. كما تسببت الأمطار بإقليمي ورزازات وتنغير في وفاة شخص جرفته فيضانات وادي داس بمنطقة بومالن دادس، وكان حينها على متن سيارته. كما جرفت مياه الفيضانات طفلا لا يتعدى عمره 12 سنة في منطقة أيت هاني بإقليم تنغير. كان بالإمكان تفادي مثل هذه الفواجع لو تم التحسيس بالخطورة الحقيقية التي تشكلها الأمطار وعدم الاستهتار بقوتها عبر تقديم نشرات إنذارية في الأسواق والدواوير والتعامل بشكل استباقي معها. كما تفتح الفيضانات الأخيرة تساؤلا كبيرا حول الجهة التي تتحمل مسؤولية الأضرار التي شهدتها القنطرة الموجودة على الطريق الوطنية الرابطة بين تارودانتوورزازات، التي تم تدشينها حديثا ولم تمر إلا أربعة أشهر على فتحها في وجه مستعملي الطريق.