بالرغم من أن عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم أطلق تصريحات ضد المغرب هدد من خلالها بتسليط عقوبات قاسية ضده، بل وتحدث عن منع المنتخب الوطني من المشاركة في دورة كأس إفريقيا 2017، فإن وزارة الشباب والرياضة التي تبنت الملف منذ بدايته إلى نهايته اكتفت بالصمت، دون تعليق، ودون أن تبادر إلى اتخاذ إجراءات فعلية تحفظ للمغرب حقه وتضمن له عدم التعرض لأية عقوبات، بل وتنقل الكرة إلى معترك «الكاف» من خلال التشبث بالتنظيم والمطالبة بتعويضات مالية، وتحميل الاتحاد الإفريقي المسؤولية كاملة بعد قراره بسحب التنظيم من المغرب، في الوقت الذي طالب فيه الأخير بتأجيل الدورة لسنة واحدة، بسبب انتشار وباء إيبولا القاتل ومخاوفه من أن يشكل تنظيم كأس إفريقيا حقلا خصبا لانتشاره بين سكانه والوافدين عليه. منذ أن قدم المغرب طلبه الرسمي بتأجيل تنظيم البطولة تابعنا الكثير من التصريحات والخرجات الإعلامية لوزير الشباب والرياضة محمد أوزين، بعضها حالفه الصواب والبعض الآخر لم يكن كذلك، بل إننا أصبحنا أمام يشبه «الوان مان شو» للوزير سواء وهو يحل ضيفا على القنوات التلفزيونية، أو هو يجيب على أسئلة البرلمانيين سواء في مجلس النواب أو مجلس المستشارين، حيث النبرة قوية جدا، وحيث التمسك بالمطلب المغربي، لكن على مستوى الفعل لاشيء تم لحد الآن. ما الذي تنتظره وزارة الشباب والرياضة لتدخل إلى مرحلة الفعل، وتتحول من الدفاع إلى الهجوم، هل تنتظر صدور عقوبات حياتو لتقوم باستئنافها، أو تحاول بعد ذلك تخفيفها. إذا كانت الوزارة مقتنعة بدفوعات التأجيل بسبب وباء إيبولا، ومقتنعة إلى أبعد الحدود بالموقف المغربي، فإن هذا الاقتناع من المفروض أن نلمسه على أرض الواقع، وهو ما كان يفرض التوجه إلى محكمة التحكيم الرياضية الدولية للطعن في قرار «الكاف» القاضي بسحب تنظيم البطولة من المغرب، والمطالبة بتعويضات عن الخسائر المالية التي سيتكبدها المغرب جراء عدم التنظيم، والإثبات بما لا يدع أي مجال للشك أن قوة قاهرة هي التي منعت المغرب من تنظيمه للبطولة، خصوصا أن المغرب يوجد اليوم في موقع قوي فميثاق الحركة الأولمبية بجانبه، ناهيك عن أن أصواتا أوربية لها وزنها لم تتردد في انتقاد قرار حياتو بإقامة كأس إفريقيا في موعدها ونقلها إلى غينيا الاستوائية، حيث يجاور هذا البلد منابع الوباء، هذا فضلا عن أن جوزيف سيب بلاتير رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أطلق من السعودية حيث يحضر منافسات كأس الخليج، حملة للتحسيس بمخاطر وباء إيبولا، وفي ذلك إشارة مهمة على المسؤولين المغاربة التقاطها واستخدامها بشكل جيد، بدل الاستمرار في الجلوس بقاعة الانتظار ترقبا لما سيقرره حياتو. في مثل هذه الملفات لا مجال للانتظار، والمبادرة ضرورية والتمسك بالحق أساسي للفوز بالمعركة، أما دون ذلك فإن الخسارة قد تكون بالضربة القاضية.