خرج عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم عن صمته، ومباشرة بعد أن اتفق مع غينيا الاستوائية على أن تكون بديلا للمغرب في تنظيم «الكان»، خرج الرجل ليهدد المغرب بعقوبات قاسية تقضي بحرمانه من المشاركة في دورة 2017، فضلا عن عقوبات أخرى مالية. لم يتردد حياتو في إطلاق هذه التصريحات، وبدا كما لو أنه يمارس سياسة شد الحبل مع المغرب، وهو الأمر الذي يطرح الكثير من علامات الاستفهام، ذلك أن المفروض في رئيس «الكاف» أن يلتزم بواجب التحفظ، وأن لا يتحدث عن طبيعة العقوبات وأن يترك الأمور لمؤسسة «الكاف»، إذا كانت فعلا مؤسسة، أما أن يتحدث الرجل كأي ديكتاتور، دون احترام ولو شكلي للمؤسسة التي يديرها، فإن ذلك يدخل الموضوع برمته إلى دائرة الصراع الشخصي، وليس المؤسساتي، بين بلد يرى أن «قوة قاهرة» متمثلة في وباء إيبولا الفتاك منعته من تنظيم البطولة، وبين اتحاد قاري متشبث بالتنظيم، ويرى أن إيبولا لا يشكل خطرا على تنظيم البطولة بالمغرب. سواء اتفقنا أو لم نتفق مع طلب الحكومة المغربية القاضي بالتأجيل، فإن حياتو يوجد في موقف حرج، ذلك أنه قبل أن يتخذ أي قرار في حق المغرب عليه أن يثبت بالدليل الملموس أن الإيبولا لا تشكل خطرا فحتى لو لم تسجل أية حالة في غينيا الاستوائية أثناء إقامة البطولة، إلا أن من حق أي بلد على المستوى النظري أن يخاف على صحة مواطنيه وعلى الوافدين عليه، وأن يتخذ الإجراءات التي يرى أنها مناسبة لمنع «دخول» الوباء، هذا ناهيك عن أن ميثاق الحركة الأولمبية يتحدث بتفصيل عن ضمان سلامة الممارسين والجماهير أثناء إقامة التظاهرات الرياضية، وفي هذه النقطة فإن حياتو ومكتبه التنفيذي يوجدان في زاوية ضيقة، ولذلك، على المغرب وبالأخص وزارة الشباب والرياضة أن يخرج من حالة الدفاع إلى الهجوم، من خلال التمسك بالتنظيم وأيضا من خلال مطالبة «الكاف» بتعويضات مالية خصوصا أن المغرب صرف أموالا كثيرة لإقامة البطولة، قبل أن يطالب بتأجيلها إلى يناير من السنة المقبلة. يصر حياتو في تصريحاته الصحفية على تشبيه حالة المغرب بنيجيريا التي رفض رئيس بلادها المشاركة في كأس إفريقيا سنة 1996 بجنوب إفريقيا، حيث حرم منتخبها من المشاركة في دورة بوركينافاصو 1998، بيد أن الحالتين مختلفتين، فالمغرب لم يرفض المشاركة في البطولة كما فعل رئيس نيجيريا، ولكنه طلب تأجيل تنظيم البطولة. ما قفز عليه حياتو، هو أن حالة المغرب مشابهة لحالة نيجيريا التي اعتذرت عن تنظيم كأس العالم للشباب سنة 1995 بسبب وباء «الكوليرا»، وحينها نقلت البطولة إلى قطر، ولم تتخذ أية إجراءات عقابية في حق نيجيريا، كما أن حالة المغرب مشابهة أيضا لما وقع لمصر التي عجزت عن تنظيم تصفيات الألعاب الأولمبية 2012 ونقلت إلى مراكش وطنجة، دون أن يتم حرمان المنتخب المصري من المشاركة، حيث خاض التصفيات وتأهل للمشاركة في الأولمبياد. لقد تصرف حياتو كما لو أنه يدير ضيعة وليس اتحادا قاريا تنضوي تحت لوائه 54 دولة، بل إن الرجل تناسى أن جوزيف سيب بلاتير فكر في تأجيل كأس العالم 2006 بألمانيا بسبب وباء «سارس»، بينما فكر حياتو في أرباحه المالية فقط.