رفض الاتحاد الافريقي لكرة القدم (كاف) أول أمس الاثنين طلب المغرب تأجيل نهائيات كأس أمم إفريقيا، المتوقع إقامتها مطلع السنة المقبلة، بسبب انتشار وباء إيبولا في دول غرب القارة السمراء. ومنح الاتحاد القاري المغرب مهلة خمسة أيام ( حتى يوم السبت المقبل)، حيث يتعين عليه أن يحسم يوم ثامن من الشهر الجاري في قراره النهائي، إما بتأكيد الاستضافة أو الاعتذار، وبناء عليه ستعقد اللجنة التنفيذية للكاف اجتماعا لها يوم 11 نونبر بالقاهرة من أجل تحديد القرار الحاسم، إما بإقامة البطولة في موعدها أو إلغاء الدورة نهائيا. وحسب مصدر مسؤول بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فإن القرار لم يعد بيد الجامعة، وأن الحكومة هي المطالبة بحسم موقفها، مشيرا إلى أن عيسى حياتو كان صارما في اجتماع يوم الاثنين مع المسؤولين الجامعيين، حيث بدا حاسما، ولم يبد أي مرونة تجاه الطلب المغربي بالتأجيل. وأضاف مصدرنا أن رئيس الكاف خلال الاجتماع أخبر المسؤولين المغاربة أن القرار برفض التأجيل اتخذ في اجتماع الجزائر. وأضاف مصدرنا أن المسؤول الأول بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم حين لقائه بأعضاء الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالرباط، أخبرهم بأن وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، دعاه إلى لقاء رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، مؤكدا لهم أن قراره لن يتغير، وأن تأجيل هذه البطولة أمر مرفوض جملة وتفصيلا. واستعرض حياتو في لقائه مع المسؤولين المغاربة الأسباب التي جعلته يتشبث بقرار الرفض، مشددا على أن الكأس القارية لا تشكل تهديدا للسلامة الصحية للمغاربة، مذكرا بأن استضافة المملكة لبطولة العالم للأندية لم يرافقه كل هذا الجدل، رغم أن ريال مدريد يمثل بلدا سجلت به حالة إصابة بالوباء، ومن المتوقع أن ترافقه أعداد كبيرة من الجماهير، عكس البطولة القارية، التي لن تستقطب سوى أعدادا قليلة من البلدان الإفريقية، بالنظر إلى ضعف القدرة الشرائية للمواطن الإفريقي. كما أن التدابير الوقائية التي يفرضها المغرب قادرة على محاصرة الوباء. وجدد حياتو التأكيد على أن الاتحاد الإفريقي يواجه مجموعة من الإكراهات، ويصعب عليه الاستجابة للطلب المغربي بالتأجيل. وبخصوص العقوبات التي يحتمل ان تفرض على المغرب في حال تشبثه بقراره، أوضح ذات المصدر أن المغرب لم يعتذر عن التنظيم، وإنما طلب تأخير البطولة، نظرا لظروف قاهرة، وتتمثل في تهديد سلامة الشعب المغربي، بسبب الانتشار الخطير لوباء الإيبولا، وهو أمر مختلف عن الاعتذار، مشيرا إلى اجتماع الرباط لم يتطرق قط إلى العقوبات التي يمكن أن تطال المغرب في حالة إصراره على طلب التأجيل. وخاطب الاتحاد الافريقي ثمانية اتحادات وطنية طلبت استضافة نسخة 2017، بعد سحبها من ليبيا لأسباب أمنية اضافة، إلى جنوب إفريقيا، لمعرفة موقفها من استضافة نسخة 2015، في حال إصرار المغرب على تأجيلها بسبب تخوفه من فيروس إيبولا القاتل. والدول هي مصر والسودان والجزائروجنوب إفريقيا والغابون وغانا وكينيا وزيمبابوي، وأعلنت الدول الأربع الأولى رفضها الاستضافة. وموازاة مع المهلة الممنوحة للمغرب، فتح الاتحاد الافريقي الباب أمام جميع الاتحادات القارية، التي ترى بأنها قادرة على الاستضافة في المواعيد المحددة في حال انسحاب المغرب، شرط استجابتها لدفتر التحملات. وهناك ثلاثة احتمالات بشأن الدورة 30 من البطولة القارية، إما تنظيمها بالمغرب في الموعد المحدد سلفا، أو نقلها إلى دولة أخرى، أو إلغاؤها نهائيا، وهو الحل الذي لم يلجأ إليه الاتحاد الإفريقي في تاريخ هذه البطولة، التي تعد من بين أكبر التظاهرة الكروية العالمية . يذكر أن قرعة النهائيات ستسحب في 26 نونبر الجاري في الرباط.