أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن «المغاربة بالخارج هم الأكثر تدينا، وبالتالي من الطبيعي أن يمسهم التطرف، ولكن هذا نسبي، فالغالبية العظمى متدينة ومعتدلة». جاء ذلك في رده على تدخلات النواب خلال انعقاد لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، أول أمس، بعدما أثار النواب قضية التطرف، الذي أصبح ينتشر في صفوف مغاربة العالم، خصوصا أن منهم من أصبح يتوجه للقتال في صفوف الدولة الإسلامية في العراق وسوريا (داعش). وقال التوفيق: «لا يمكننا التدخل في الشأن الديني بالخارج بشكل مباشر ورسمي ما دامت دول الاستقبال لم تنخرط معنا»، مضيفا أنه يتفهم المسألة لارتباطها بالتداعيات السياسية والمآلات الانتخابية. غير أنه أضاف أنه يمكن الاستجابة لطلبات هذه الدول في هذا المجال، كما حصل بعدما تم اتخاذ قرار تكوين 50 إماما بعد الطلب الذي تقدمت به جهة فرنسية للملك. وقد أثار النواب مسألة انتشار التطرف والتشيع في صفوف المغاربة، حيث أكدت نزهة الوافي، عضو فريق العدالة والتنمية، أن جسم مغاربة العالم مستهدف بسبب فشل السياسات الإدماجية وتهميش الأجيال الصاعدة، وهذا ما يدفع المغاربة إلى بحث عن بديل فيقعون ضحية خطاب التطرف. ودعت النائبة البرلمانية، في تدخلها، إلى ضرورة تدخل المغرب في مستوى من المستويات وتكوين أئمة من الجيل الصاعد كما قامت بذلك ألمانيا، متسائلة عن مدى تقييم المبادرات المتخذة والمتعلقة بالتأطير المناسباتي. وأشارت المتحدثة ذاتها إلى أن النسبة المرتفعة للأوروبيين من أصل مغربي الذين يقاتلون في صفوف «داعش»، وكذا ارتفاع نسبة المغاربة في سجون أوروبا يستوجب وضع خارطة الطريق تهم تقديم عرض ديني وثقافي يتناسب مع احتياجات المهاجرين وينسجم مع المبادئ الدستورية. واستعان النواب في تدخلاتهم بالمعطيات والإحصائيات التي قدمها محمد حصاد، وزير الداخلية، حول المغاربة الذين يقاتلون في مجموعات إرهابية. وكان تقرير حديث لوزارة الداخلية قد كشف أن عدد المغاربة الذين لقوا حتفهم بسوريا هو 254 «متطوعا جهاديا» لقوا حتفهم، منهم 219 بسوريا و35 بالعراق. وأضاف أن عدد أن الذين يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية هو 1203، منهم 218 معتقلا سابقا في إطار قضايا الإرهاب، منهم 311 في صفوف «تنظيم الدولة الإسلامية بسوريا والعراق».