«لن أتوجه غدا إلى العمل»، كانت هذه آخر رسالة عبر برنامج «الواتساب» الخاص بالمحادثة، توجهها لبنى السبتاوية إلى صديقتها التي تعمل معها مربية للأطفال في مدرسة خوان مويخون، قبل توجهها إلى سوريا للالتحاق بالجهاديين. فاليوم الأربعاء يكون قد مر أسبوع على مغادرة لبنى ذات ال21 سنة منزلها بحي «الموررو» بمدينة سبتة للتوجه إلى الشام للجهاد. وتقول والدة لبنى إنهم فوجئوا بعد توصلهم بمكالمة هاتفية من ابنتها، مصدرها إسطنبول، تشعرهم فيها بأنها بخير وأنها بتركيا، «غادرت ابنتي البيت في الساعة السابعة صباحا، ومساء نفس اليوم توصلنا بمكالمتها الهاتفية»، تقول الأم، مضيفة أن ابنتها رفضت الإجابة عندما سألتها عن موعد عودتها إلى البيت، وما إذا كانت تنوي السفر إلى وجهة أخرى. وتؤكد والدة الفتاة أن ابنتها مسلمة عادية منفتحة، كما أنها ترتدي سراويل الجينز ولم تكن تظهر عليها أي سمات التطرف أو تغيير في سلوكها اليومي، مشيرة في حديثها إلى أنها عادة ما ترافقها في خرجاتها، مستغربة في نفس الوقت سفرها، كما لم تخف صدمتها القوية جراء ما حدث لابنتها. أما والد الفتاة السبتاوية، فلم يستوعب مغادرة ابنته بيت الأسرة للتوجه إلى العراق أو سوريا. مصادر الجريدة أفادت بأن لبنى غادرت إسبانيا على متن رحلة جوية من مطار مدينة مالقة، وهي الرحلة التي كان على متنها مجموعة من الشبان والشابات السبتيات، حيث توجهوا للسياحة في تركيا. «تعرفنا عليها داخل الطائرة، وعندما سألناها عن وجهتها ردت علينا بالقول إنها ستلتحق بصديقة لها للسياحة أيضا بإسطنبول»، تقول فتاة إسبانية من اللائي صادفن لبنى على متن الرحلة الجوية. أما المصالح الاستخباراتية فقد أعلنت حالة استنفار قصوى بالمدينة لمعرفة الجهة التي تعمل على تجنيد الفتيات، لاسيما أنها الفتاة الثالثة التي تغادر المدينة في اتجاه سوريا أو العراق، من أبرزهن، أسية أحمد محمد، زوجة ابن مدينة الفنيدق، محمد حمدوش، الملقب ب«كوكيتو» والمعروف بقاطع الرؤوس. وأفاد مصدرنا أن المخابرات الوطنية الإسبانية تحقق بشكل مكثف حول إقدام جهاديين على إحداث صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك خاصة بفتيات إسبانيا، أثارت، حسب مصادرنا، استنفارا كبيرا، خصوصا وأن الموقع تزامن مع إعلان الحكومة الإسبانية إرسال 300 جندي إسباني إلى العراق في إطار التحالف الدولي ضد «دولة الخلافة الإسلامية». وتتصدر الصفحة الخاصة بالجهاديات من النساء والموجهة إلى إسبانيا، صورا لنساء منقبات يحملن أسلحة رشاشة أوتوماتيكية، ورافعات سبابة التوحيد، حيث تتواصل الصفحة مع أعضائها باللغة الإسبانية، منددة بالهجوم الجوي الأمريكي على مواقع تنظيم «داعش» بالعراقوسوريا. ويقول مصدرنا إن الصفحة الجهادية الموجهة إلى إسبانيا دقت ناقوس الخطر مجددا وسط المصالح الاستخباراتية. ولم تستبعد مصادرنا أن يكون قرار وزارة الدفاع الإسبانية بإرسال 300 جندي إسباني إلى العراق في إطار قوات التحالف الدولي على داعش وراء محاولة هؤلاء تجنيد نساء مسلمات بإسبانيا، فيما قال وزير الدفاع الإسباني، بيدرو مورينيس، إن القوات الإسبانية ستقوم بتكوين جنود عراقيين في إبطال المتفجرات، وتدريبهم على القيام بعمليات خاصة، كما أنه لم ينف في تصريحه قلقه من تنامي الخلايا الإسلامية المتطرفة بسبتة ومليلية.