تشبث المغرب رسميا مساء أول أمس السبت، بطلب تأجيل استضافة نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2015، المقررة في الفترة ما بين 17 يناير و 8 فبراير، لمدة سنة بعد انتهاء مهلة خمسة أيام التي حددها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم يوم الإثنين الماضي بالرباط، في أعقاب اجتماع لجنته التنفيذية يوما قبل ذلك بالجزائر. وسيكون على الكونفدرالية الإفريقية التي ستجتمع لجنتها التنفيذية بالعاصمة المصرية القاهرة يوم غد الثلاثاء أن تعلن عن قرارها النهائي. واستفسرت «الكاف» فعليا سبع دول بشأن رغبتها في استضافة البطولة وطلب منها التقدم سريعا بطلباتها، لكنها لم تلق ترحيبا من مصر وغانا، بينما رفضت كل من جنوب أفريقيا وتونس الاستضافة، وسط حديث عن قبول مبدئي من نيجيريا وأنغولا. وأضاف البلاغ «أن المملكة المغربية أثبتت، في واقع الأمر، التزامها الراسخ باحتضان هذه المنافسة المتميزة وطموحها في جعل كأس أمم إفريقيا لسنة 2015 دورة استثنائية»، مبرزا أن المملكة المغربية قامت بعمل جبار من أجل إعداد ترشيحها، وبذلت، على إثر ذلك، مجهودا استثنائيا من أجل تأهيل بنياتها التحتية الرياضية والإنهاء الدقيق للجوانب التنظيمية. وبعد أن أكد، على المجهودات التي بذلت من طرف المغرب، لإعادة تأهيل بنياته التحتية في أفق تنظيم كأس إفريقية استثنائية، و تجديد رغبته في تعزيز علاقاته مع الدول الإفريقية، أضاف البيان: «بالمقابل و بسبب قاهر لدواعي صحية مرتبط بالمخاطر الجدية لانتشار وباء إيبولا و آثاره الخطيرة خاصة على مستوى الوفيات فإن المغرب و بعد تفكير عميق تركز على دواعي صحية طلب تأجيل تنظيم كأس إفريقيا من 2015 إلى 2016». وذكر البيان، بأرقام منظمة الصحة العالمية، التي بنت عليها وزارة الصحة المغربية و اللجنة الوطنية العلمية لإيبولا، التي تتحدث عن 5000 قتيل بسبب فيروس إيبولا و بأن هناك 13000 مصاب و بأن الرقم مرشح لأن يصل إلى 20000، وبأن بيان منظمة الصحة العالمية بتاريخ 23 أكتوبر، طلب من كل بلد تقييم أخطار إيبولا و اتخاذ الإجراءات التي يراها ضرورية للحفاظ على الأمن الصحي. وتابع: «بجانب الأسباب الصحية، هناك أيضا أسباب إنسانية، انطلاقا من مسؤولياتنا لاستضافة جميع المشجعين و الضيوف في أفضل الظروف، تماشيا مع تقاليد الضيافة المغربية، و من ثم فإن المغرب يرى أنه من غير المقبول في إطار الإجراءات الوقائية، أن يرفض دخول بعض الجماهير خاصة من الدول الأكثر تعرضا لوباء إيبولا، بالنظر لعلاقات حسن الجوار الجيدة التي تربط بين المغرب و الدول الإفريقية». وذكر البيان بأن المغرب استضاف لقاءات المنتخبات الوطنية الغينية (أقل من 17 سنة والكبار)، وذلك في إطار سياسة التضامن ودعم البلدان الصديقة، التي مسها الوباء، مبرزا أن هذه المباريات استقطبت عددا قليلا من المشجعين، وظل الوضع متحكما فيه من طرف جهاز المراقبة الصحية ضد «إيبولا»، كما أن تدفق المسافرين عبر الخطوط الملكية المغربية، ظل تحت السيطرة من طرف جهاز المراقبة الصحية الموجود». وزاد: «وإذا كان هذا الجهاز، أظهر فعاليته في تغطية خطر «إيبولا»، فإنه سيكون من الصعب جدا السيطرة على هذا الخطر أمام الرقم الكبير للمشجعين المتوقعين، وذلك بالنظر أساسا إلى المدة الطويلة التي تستغرقها مدة الحجر الصحي لهذا المرض (21 يوما)، مضيفا أن الإقبال المهم على حضور كأس أمم إفريقيا، ينذر بخطر تغذية المخاوف والهواجس الموجودة بسبب الارتفاع المقلق لوباء «إيبولا»، مما قد يتسبب في عدم توجه المشجعين إلى الملاعب، بالرغم من كل مجهودات التحسيس والتعبئة، وهذا ما من شأنه التأثير على الصورة الاعتبارية لكأس الأمم الإفريقية والتي تطلب بناؤها مدة طويلة». وأضاف:»صحيح أن المغرب، سينظم فعلا، كأس العالم للأندية من 10 إلى 20 دجنبر المقبل ، غير أن هذه المنافسة تسجل حضورا قليلا نسبيا من المشجعين العالميين، عكس كأس أمم إفريقيا، بحكم أنها تعد أول منافسة رياضية إفريقية، وتستقطب عشرات الآلاف من المشجعين، هذا الرقم يمكن أن يكون أكبر من ذلك نظرا للقرب الجغرافي للمغرب وجاذبيته السياحية». وزاد بيان وزارة الشباب و الرياضة: «من جهة أخرى وجب التذكير أنه و لأسباب تقنية مرتبطة بملائمة جدول المباريات الدولية تم تنظيم كأسين للأمم في سنتين متتاليتين 2012-2013، كما أنه و لأسباب مقبولة أيضا هناك اقتراح لتغيير موعد كأس العالم 2022 لأسباب مناخية مرتبطة أساسا بارتفاع درجات الحرارة». و أضاف: «انطلاقا من أسباب صحية بدرجة عالية من الخطورة تنطلق من المخاطر الجدية لانتشار فيروس إيبولا القاتل، فإن قرار المغرب يبدو منطقيا لتبرير ملاءمة أجندة كأس الأمم الإفريقية و تكرار نموذج دورتي 2012 و 2013 سنتي 2016 و 2017».