علمت «المساء الرياضي» من مصدر مطلع أن المغرب ل يتراجع في قراره تأجيل نهائيات كأس افريقيا للأمم. وأفادت نفس المصادر أن «كاف» كان يرمي من وراء البلاغ الذي ألمح فيه إلى عدم نيته تأجيل المنافسات (كان يرمي) من خلاله إلى كسب الوقت. وتوقعت نفس المصادر أن ينتهي اجتماع المكتب التنفيذي بداية الشهر المقبل ثم لقاء السمؤولين المغاربة يوم 3 نونبر المقبل إلى تأكيد قرار المغرب تأجيل موعد النهائيات. وحددت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم يوم الأحد ثاني نونبر المقبل كموعد للبث في الطلب الذي تقدم به المغرب والقاضي بتأجيل موعد نهائيات كأس افريقيا للأمم إلى موعد لاحق. وأكدت «كاف» أن مكتبها التنفيذي الذي سيلئتم يوم ثاني نونبر المقبل بالجزائر سيدرس ملتمس المغرب، كما سيترأس عيسى حياتو، رئيس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم الوفد الذي سيلتقي بالمسؤلين المغاربة في اليوم الموالي. وأضفى رد الاتحاد الإفريقي على ملتمس المغرب الكثير من الغموض، حيث حرص بيان «كاف» على التأكيد أنه لن يكون هناك أي تعديل على تواريخ مسابقاته وتظاهراته، سيما أنه منذ النسخة الأولى عام 1957 لم تكن نهائيات كأس الأمم الإفريقية محل إعادة برمجة أو تأجيل. وأوضح نفس المصدر أن الاتحاد الإفريقي «كان يعي بالمخاطر الصحية الناجمة عن فيروس «إيبولا» ويسهر باستمرار على تطبيق المبادىء الوقائية، مع الأخذ بعين الاعتبار توصيات منظمة الصحة العالمية». وحظر الاتحاد الافريقي -الكاف- بالفعل إقامة أية مباريات دولية في ليبريا وغينيا وسيراليون و هي الدول الأكثر تأثرابفيروس الايبولا. ولا تزال غينيا وسيراليون تشاركان في تصفيات كأس الأمم الافريقية. ورغم طلب التأجيل فإن المغرب استضاف مباريات منتخب غينيا الممنوع من الاستقبال بملعبه من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وبالموازاة مع ذلك أورد الجانب المغربي أن وزارة الصحة طلبت من السلطات العمومية المختصة تأجيل تنظيم كل التجمعات البشرية الضخمة التي تشارك فيها دول ظهر فيها وباء إيبولا، بما فيها التظاهرات الرياضية الدولية مثل كأس إفريقيا للأمم. وأوضحت الوزارة أن توصية تأجيل تنظيم كأس إفريقيا للأمم تستمد شرعيتها من اللوائح الصحية الدولية، وكذا من التدابير الاحتياطية التي اتخذتها بعض الدول في مثل هذه المناسبات ومن التجارب السابقة التي بينت بشكل واضح خطورة تنظيم تظاهرات ضخمة متزامنة مع أزمات صحية حادة. وكانت وزارة الشباب والرياضة قد تقدمت باسم الحكومة المغربية إلى عيسى حياتو، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بطلب تأجيل تنظيم كأس إفريقيا للأمم . وأبرز بلاغ وزارة الصحة أن توصية التأجيل جاءت استنادا لتوصيات اللجنة العلمية الوطنية، والتي تضم خبراء ومختصين في علوم الأوبئة وطب المستعجلات والإنعاش الطبي، في اجتماعها الأخير المنعقد يوم الثلاثاء الماضي، والتي أكدت استثنائية هذا الوضع من الناحية الوبائية وخطورته وانعكاساته على الصحة العامة. كما تأتي هذه التوصية، يضيف البلاغ، بالنظر للأعداد الكبيرة المنتظرة للزوار والمشجعين القادمين من عدة دول إفريقية، والتي قد تتجاوز مئات الآلاف، ولضرورة تتبع الوضع الصحي لكل الوافدين على المغرب من الدول المصابة خلال فترة حضانة المرض، والتي قد تمتد إلى 21 يوما، وكذا مراقبة كل الأشخاص الذين دخلوا في اتصال مباشر مع هذه الحالات المحتملة، وذلك وفق ما توصي به منظمة الصحة العالمية وتوجهات الخطة الوطنية للرد على مرض فيروس «إيبولا». وتابعت الوزارة أن التوصية تم اعتمادها أيضا بالنظر لكون التحكم في الوباء على الصعيد الدولي سيتطلب وقتا أطول ومجهودات تقنية كبيرة لتطوير وإنتاج أدوية ولقاحات ناجعة مازالت حاليا في مراحلها التجريبية الأولية. كما جاءت استنادا إلى الوثائق التقنية والعلمية لمنظمة الصحة العالمية، والتي تؤكد فيها أن خطر انتشار الوباء يرتفع في التجمعات البشرية الضخمة، خاصة التي يشارك فيها وافدون من الدول الموبوءة، مثل كأس إفريقيا للأمم ، والتي تطرح مشكل الأمن الصحي.