طلبت وزارة الصحة من السلطات العمومية المختصة تأجيل تنظيم كل التجمعات البشرية الضخمة التي تشارك فيها دول ظهر فيها وباء إيبولا، بما فيها التظاهرات الرياضية الدولية مثل كأس إفريقيا للأمم المزمع تنظيمها بالمغرب في غضون شهري يناير وفبراير 2015. وأوضحت الوزارة، في بلاغ صادر عنها، أن توصية تأجيل تنظيم كأس إفريقيا للأمم تستمد شرعيتها من اللوائح الصحية الدولية، وكذا من التدابير الاحتياطية التي اتخذتها بعض الدول في مثل هذه المناسبات ومن التجارب السابقة التي بينت بشكل واضح خطورة تنظيم تظاهرات ضخمة متزامنة مع أزمات صحية حادة.. وكانت وزارة الشباب والرياضة قد تقدمت باسم الحكومة المغربية إلى عيسى حياتو، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بطلب تأجيل تنظيم كأس إفريقيا للأمم. وأبرز بلاغ وزارة الصحة أن توصية التأجيل جاءت استنادا لتوصيات اللجنة العلمية الوطنية، والتي تضم خبراء ومختصين في علوم الأوبئة وطب المستعجلات والإنعاش الطبي، في اجتماعها الأخير، والتي أكدت استثنائية هذا الوضع من الناحية الوبائية وخطورته وانعكاساته على الصحة العامة، كما عبرت عن انشغالها بخصوص احتمال تضاعف خطر انتقال الوباء إلى المغرب خلال التجمع البشري الضخم المتمثل في تظاهرة من حجم كأس إفريقيا للأمم. كما تأتي هذه التوصية، يضيف البلاغ، بالنظر للأعداد الكبيرة المنتظرة للزوار والمشجعين القادمين من عدة دول إفريقية، والتي قد تتجاوز مئات الآلاف، ولضرورة تتبع الوضع الصحي لكل الوافدين على المغرب من الدول المصابة خلال فترة حضانة المرض، والتي قد تمتد إلى 21 يوما، وكذا مراقبة كل الأشخاص الذين دخلوا في اتصال مباشر مع هذه الحالات المحتملة، وذلك وفق ما توصي به منظمة الصحة العالمية وتوجهات الخطة الوطنية للرد على مرض فيروس "إيبولا". وتابعت الوزارة أن التوصية تم اعتمادها أيضا بالنظر لكون التحكم في الوباء على الصعيد الدولي سيتطلب وقتا أطول ومجهودات تقنية كبيرة لتطوير وإنتاج أدوية ولقاحات ناجعة مازالت حاليا في مراحلها التجريبية الأولية. كما جاءت استنادا إلى الوثائق التقنية والعلمية لمنظمة الصحة العالمية، والتي تؤكد فيها أن خطر انتشار الوباء يرتفع في التجمعات البشرية الضخمة، خاصة التي يشارك فيها وافدون من الدول الموبوءة، مثل كأس إفريقيا للأمم ، والتي تطرح مشكل الأمن الصحي. وأضافت الوزارة أن اتخاذ هذا الإجراء تم اعتبارا أيضا للتطور التصاعدي للوباء في الأسابيع الأخيرة، والذي من المتوقع أن يعرف ارتفاعا في وتيرة عدد المصابين به وعدد الوفيات، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة في الدول الموبوءة بغرب إفريقيا 8011 منها 3857 حالة وفاة، كما جاء في آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية الصادر في الثامن من أكتوبر 2014 . وخلص البلاغ إلى أن توصية الوزارة تمت كذلك بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية في مجال تدبير الأزمات الصحية، واستنادا إلى اللوائح الصحية الدولية، والتي تدعو فيها الدول إلى اتخاذ كل القرارات السيادية المناسبة للوضعية الوبائية والإجراءات الكفيلة بحماية المواطنين، مذكرة بقرار دولة السنغال بإغلاق حدودها مع الدول الموبوءة، وكذا قرار المملكة العربية السعودية بمنع الحجاج الوافدين من دول غرب إفريقيا من أداء مناسك الحج هذه السنة، وأيضا إعلان فرنسا سابقا وبعض الدول الأوروبية عن تعليق كل الرحلات الجوية إلى كل الدول المصابة بالوباء.