تجدد الحديث بقوة حول مخاطر الانتشار المريع لفيروس إيبولا الفتاك بالعديد من دول إفريقيا الغربية و تحول هذا الأخير الى مصدر تهديد حقيقي لمواعيد منافسات رياضية هامة و في مقدمتها نهائيات كأس الكاف المرتقب تنظيمها بالمغرب مطلع السنة المقبلة . و دخلت في وقت سابق الفيفا على خط التخمينات بتأجيل المنافسة بعد تداول تصريحات منسوبة إلى متحدث باسم الاتحاد الدولي للكرة المستديرة مفادها إمكانية بتنسيق مع الاتحاد الأفريقى لكرة القدم "كاف" على أن الاتحاد الافريقي لكرة القدم قد رفض قبل أيام قليلة مقترحا يقضي بتأجيل كأس الأمم الإفريقية القادمة التي ستجري بالمغرب مطلع يناير المقبل، بسبب تفشي داء إيبولا في دول غرب القارة السمراء. وبرر الاتحاد الإفريقي رفضه، بسبب التزاماته بعقود إشهار واحتضان، إضافة إلى استحالة تغيير أجندة الأندية الأوربية، التي يزاول بها اللاعبون الأفارقة، حيث سيتعذر عليها السماح للاعبين بمغادرة الدوريات الأوربية في فترة غير شهر يناير. ولم تتطرق الجامعة الملكلية المغربية لكرة القدم بعد لموضوع تأثير وباء إيبولا على منافسات الكان، في وقت رفعت فيه حالة التأهب داخل مطارات المملكة. على أن بعض الخبراء الكرويين الفرنسيين أكدوا بداية الأسبوع عبر قناة "بين سبور" الفرنسية أن هناك احتمالات قوية بأن تتخذ الجامعة الدولية لكرة القدم فيفا ومن خلالها الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم قرارا بتأجيل نهائيات كأس الأمم الإفريقية بسبب سرعة انتشار فيروس إيبولا ، علما أن المباريات التصفوية لهذا الموعد القاري الهام ستبتدأ فعليا بعد أيام، وبالتحديد في 5 سبتمبر المقبل، إذ تأهلت عدة دول التي تفشى فيها الوباء إلى التصفيات النهائية، كنيجيريا التي تلعب في المجموعة الأولى إلى جانب السودان وجنوب أفريقيا ورواندا ، فيما وقعت سيراليون في المجموعة الرابعة مع ساحل العاج والكاميرون والكونكو الديمقراطية، وغينيا التي ستلعب في المجموعة الخامسة إلى جانب أوغندا وغانا والطوغو. وكان المغرب قد وافق رسمياً على استقبال مباريات المنتخب الغيني لكرة القدم بعد تفشي فيروس إيبولا في غينيا، حيث سيستقبل المنتخب الغيني لكرة القدم يوم 5 سبتمبر المنتخب الطوغولي بمركب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم ، كما سيستقبل المنتخب الغيني للشبان نظيره الطوغولي في المغرب، أيضا، لكن في إطار التصفيات المؤهلة لكأس أفريقيا التي ستنطلق في عام 2015 بدولة النيجر. وقد نشرت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت، بتاريخ 13 غشت الجاري، بيانا مفاده أن الكاف ستبقي على أجندة مباريات القارة الأفريقية فيما عدا منتخبات ثلاثة بلدان هي غينياوليبيريا وسيراليون، وهي البلدان التي سجلت أكبر عدد إصابات بفيروس إيبولا قبل أن تعلن نيجريا حالة الطوارئ للسبب ذاته. وطلبت الكاف من اتحادات البلدان الثلاثة نقل مكان مباريات منتخباتها المشاركة في مسابقات الكاف إلى بلد محايد، وذلك في أجل أقصاه منتصف شتنبر القادم دون أن تفرض اسم أي بلد معين تنقل إلى أرضه المباريات، في الوقت الذي تأهلت فيه سيراليون مباشرة لدور المجموعات دون أن تلعب بعد انسحاب منتخب سيشل من المواجهة بينهما في الدور التمهيدي الأخير بسبب رفضها إرسال فريقها إلى فريتاون جراء مخاوف انتشار الفيروس، في حين أوقفت ليبيريا كافة أنشطة كرة القدم لديها. هذا في الوقت الذي شدّد فيه المغرب على منافذه الجوية والبحرية لتعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية، لمنع انتشار فيروس إيبولا . وتصف منظمة أطباء بلا حدود العالمية، إيبولا بكونه أكثر الأمراض القاتلة حول العالم ، وأن لديه القابلية السريعة للانتشار ، ويمكنه أن يقتل 90 في المائة من المصابين به، مما يمكنه أن يتسبب بإثارة حالة من الفزع في المجتمعات التي تشهد انتشاره.