كشفت التحقيقات التي يباشرها قاضي التحقيق بمحكمة القطب الجنحي بالدارالبيضاء عن مفاجآت جديدة بخصوص مافيا الاتجار في الأسماك المجمدة الصينية، بعد ضبط أزيد من 50 طنا من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك داخل مستودع عشوائي بالمنطقة بالبرنوصي، أهمها الأسماك وفواكه البحر المستوردة. وحسب التحقيقات الأولية، فإن شركات وهمية تقوم بالتنسيق مع أصحاب شركات بالصين لاستيراد أطنان من الأسماك المجمدة الصينية، التي تصل المغرب بعد أزيد من 5 أشهر على الأقل، ويتم توزيعها على مطاعم معروفة بكل من مركز المدينة ودرب غلف، إضافة إلى مدن أخرى كالرباط ومراكش وأكادير. وكشفت التحقيقات، كذلك، أن عناصر مافيا منظمة سجلت في حقها مذكرات بحث دولية، استطاعت أن تغرق الدارالبيضاء ومدنا أخرى بكميات كبيرة من الأسماك المجمدة المستوردة من الصين. إذ تبين أن مطاعم معروفة بالدارالبيضاء تلجأ إلى خدمات المهربين، الذين يتاجرون في السمك المجمد الفاسد، بعد إيداعه بمستودعات سرية بالدارالبيضاء. وكشف المشتبه بهم، الذين يتم التحقيق معهم من طرف قاضي التحقيق، عن تورط عناصر بالجمارك بالنقط الحدودية بطنجة، تبين أنهم يعملون على تسهيل دخول شاحنات كبيرة خاصة بنقل السمك المجمد بكشوفات مزورة لا تحمل المعطيات الصحيحة للسلع التي تدخل المغرب. وفتحت تحقيقات بتنسيق بين الدرك وفرق أمنية مختلفة، لتتبع خيوط الشبكة التي تهرب الأسماك وتبيعها لمطاعم كثيرة بالدارالبيضاء ومدن أخرى بأثمنة بخسة، إذ لا يتجاوز ثمن الكيلوغرام من «القمرون» المجمد 30 درهما، علما أن ثمنه العادي في السوق حاليا هو 120 درهما للكيلوغرام.