فجّر عبد العزيز الداودي رئيس المكتب الموحد للنقل الطرقي خلال ندوة نظمتها جمعية التواصل والتنمية لمستخدمي وقدماء النقل الحضري بوجدة في موضوع «أية آفاق مستقبلية للنقل الحضري بوجدة»، فضيحة حول هذا الواقع، مستعرضا عددا من الخروقات والتجاوزات الخطيرة. وأشار إلى أن عددا من الحافلات تجوب شوارع وطرقات وأزقة مدينة وجدة بدون وثائق، دون شواهد تأمين أو بطاقة الفحص التقني، بل هناك حافلات تحمل صفائح بالأرقام نفسها، دون أن يتم تطبيق في حقها القوانين المعمول بها، إضافة إلى تشغيل قاصرين ومتقاعدين تفاديا لتشغيل شبان عاطلين، وقيام الشركتين بالرفع من التسعيرة دون اللجوء إلى السلطات المعنية، بحيث لم يتم التداول في هذا خلال جلسة مجلس الجماعة الحضرية لوجدة. النقابي اعتبر وضع النقل الحالي كارثيا ويتطلب عملية قيصرية استعجالية، مع العلم أن هذا الوضع ليس وليد اللحظة، إذ هو نتيجة تراكمات منذ أن أسند التدبير المفوض لشركتي النقل الحضري بوجدة، بموجب كناش التحملات، لم يحترم، على علّته، ولم تتقيَّد به الشركتان المستغلتان لهذا القطاع، رغم مراقبة اللجنة المختلطة التي رفعت تقاريرها حول وضعية الشركتين بعد ضغط من المكتب الموحد للنقل الطرقي عقب ندوة صحفية عقدها. وأشار إلى أن حافلات مهترئة تشتغل رغم الأخطار التي قد تشكلها على راكبيها من المواطنين من جميع فئات المجتمع، إضافة إلى أن وزارة المعادن وقفت على واقع خطير لاستعمال خزان وقود لا تتوفر فيه شروط الوقاية والسلامة الصحية للعمال والمستخدمين، بل الخطر يهدد السكان بمحيط المرائب التي توجد وسط المدينة، إذا وقع حادث غير محسوب العواقب. المشاركون في الندوة من مهنيي النقل الحضري تساءلوا عن الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية والمنتخبة والمسؤولون المشرفون على هذا القطاع، وما مآل التقارير والمحاضر التي رفعتها اللجنة التقنية، دون الحديث عن الغموض الذي يلف تشغيل العمال في ظل غياب مفتشية الشغل ولم تلزم هاتان الشركتان بالتقيّد بكناش التحملات، مشيرا في الوقت نفسه إلى وفاة سائق متقاعد أثناء سياقته لحافلة في حادثة سير. وأكد الداودي أن هذا المرفق العام لم يعد يؤدي المهمة المنوطة به ويلبي أدنى حاجيات السكان، حيث يعاني الطلبة والتلاميذ والموظفون من هذا الوضع الكارثي، كما أن الطلبة في احتجاجات متواصلة على الشركتين باعتراض سبيل الحافلات التي تسجل تأخرا عن مواعيدها وتحرم الطلبة من دروسهم، داعيا المسؤولين إلى مراجعة التدبير المفوض وكناش التحملات. يشار إلى أن شبكة الخطوط بالمدينة الألفية تضم 23 خطا، تغطي مسافة 149 كلم وحوالي 150 مكان توقف، كما أن غالبية الركاب طلبة وتلاميذ وذلك بنسبة 75%. ومن جهة أخرى واستنادا إلى استطلاع للرأي قامت به مصالح النقل بالجماعة الحضرية لمدينة وجدة، 80 في المائة من سكان وجدة غير راضين عن خدمات النقل الحضري المقدمة من طرف شركات النقل الحضري، و53 في المائة اعتبروا نسبة التردد ضعيفة و59% اعتبروا وقت الانتظار طويلا ما بين 10 و20 دقيقة.