نفذت ، أخيرا، جمعية التواصل والتنمية لمستخدمي وقدماء النقل الحضري بمدينة وجدة والمكتب النقابي لمهنيي النقل، وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة الحضرية لوجدة تزامنا مع أشغال دورة أكتوبر التي كانت منعقدة. وقد ردد المحتجون، والذين كانوا يحملون صور السائق المتقاعد الذي راح ضحية حادثة مروعة بعد اصطدام الحافلة التي كان يقودها بعمود حديدي سقط إثر حادثة سير وتهاونت مصالح البلدية في إزالته، (رددوا) شعارات تضامنية مع زميلهم الهالك وأخرى مستنكرة التشغيل اللاقانوني للمتقاعدين بشركة «الشرق»، كما نددوا بالسياسة التي تنهجها الجماعة الحضرية في تدبير قطاع النقل الحضري الذي أصبح بحاجة إلى عملية قيصرية، كما عبر عن ذلك الكاتب العام لنقابة مهنيي النقل الطرقي عبد العزيز الداودي في كلمة بالمناسبة. وقد حمل الداودي مسؤولية الوضعية التي يعرفها القطاع لشركتي النقل الحضري «الشرق» و»النور» وكذا لمفتشية الشغل، لأنها لا تقوم بمهامها في إلزام الشركتين بالتقيد بمقتضيات وبنود مدونة الشغل، وخاصة الجانب المتعلق بتشغيل القاصرين والمتقاعدين وعدم التصريح الكامل بالعمال والمستخدمين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي... وطالب المحتجون، في بيان نتوفر على نسخة منه، بتحديد المسؤوليات في وفاة السائق المتقاعد وتقديم المسؤولين إلى المحاكمة، وإلزام الشركة بالتقيد بمدونة الشغل مع وقف الدعم السنوي المخصص لها، هذا بالإضافة إلى المطالبة بتوفير أسطول كاف وقادر على تغطية جميع الخطوط وتلبية حاجيات الساكنة التي ازدادت نسبتها مع التوسع العمراني الذي تعرفه المدينة. وللإشارة، فقد لقي سائق حافلة للنقل الحضري تابعة لشركة «الشرق» بمدينة وجدة مصرعه صباح الجمعة 17 أكتوبر 2014، متأثرا بإصابات خطيرة على مستوى الرأس والعنق نتجت عن اصطدام الحافلة التي كان يقودها بعمود حديدي مثبت لتعليق اللافتات سقط نتيجة حادثة سير، حيث لم ينتبه، بسبب أشعة الشمس، إلى العمود الذي كان منحنيا وسط الطريق عند الإشارة الضوئية المتواجدة بالمدارة المؤدية إلى الحي الصناعي قرب مدرسة تكوين المعلمين، فاخترق ذلك العمود الزجاج الأمامي للحافلة وأصاب السائق، البالغ من العمر 62 سنة، في الرأس ليرديه قتيلا في الحال. وقد تم تحميل مسؤولية هذا الحادث للجماعة الحضرية لوجدة لأنها لم تقم بالإجراءات اللازمة لإزاحة ذلك العمود عن الطريق، رغم إشعارها من طرف مصلحة حوادث السير التابعة لولاية أمن وجدة لكونه كان يشكل عرقلة لحركة السير.