سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لهذه الأسباب قاطعت النقابات المستقلة للطاكسيات بالبيضاء الإضراب العام مصدر نقابي قال ساخرا: «سائق الطاكسي لا يمانع في أن يستفيد من التقاعد في سن 75 سنة»
رغم أن الكثير من النقابات المستقلة في قطاع الطاكسيات في العاصمة الاقتصادية تؤكد، من حين إلى آخر، الدخول في تصعيد ضد حكومة بنكيران، بسبب ما تعتبره هذه النقابات تهميشا لقضاياها الاجتماعية، وعلى رأسها الانخراط في الضمان الاجتماعي وتعديل مدونة السير، فإنها لم تشارك في قرار الإضراب يوم 29 أكتوبر الأخير. وقال مصدر نقابي من النقابات التي قاطعات الإضراب إن المركزيات الداعية له لم تفتح أي حوار مع نقابات القطاع المستقلة، ولم تكلف نفسها عناء البحث عن المشاكل الكثيرة التي تعانيها فئة واسعة من مهنيي القطاع، وأكد أن الأسباب التي دفعت المركزيات النقابية لخوض إضراب 29 أكتوبر الأخير لا تشكل أي عامل مشترك بينها وبين سائقي الطاكسيات وعلى رأسها إصلاح صندوق التقاعد وتمديد سنوات العمل إلى 65 سنة. وقال المصدر نفسه بطريقة ساخرة، "سائق الطاكسي لا يمانع في أن يستفيد من التقاعد في سن 75 سنة، نحن في صراع مع الحكومة فقط من أجل الانخراط في صندوق الضمان الاجتماعي، فالمطالب التي ترفعها المركزيات النقابية التي دعت إلى الإضراب لم نجد أنفسنا ضمنها باستثناء القليل منها". وأوضح المصدر ذاته أن قطاع الطاكسيات في العاصمة الاقتصادية يعاني الكثير من المشاكل الاجتماعية، وينظم من حين إلى آخر الكثير من الوقفات الاحتجاجية، واحتجت الكثير من النقابات المستقلة على الزيادات المتكررة في المحروقات، وقال: "عدم مشاركتنا في الإضراب العام لا يعني أن القطاع يعيش في بحبوحة، فالجميع يعرف المشاكل التي يتخبط فيها هذا القطاع وسنحتج كلما سنحت لنا الفرصة من أجل التعبير عن موقفنا وآرائنا في القضايا التي لها علاقة بالقطاع. وإذا كانت بعض المصادر استاءت من عدم مشاركة فئة واسعة من سائقي الطاكسيات في الدارالبيضاء في الإضراب العام، فإن العديد من هؤلاء السائقين أكدوا، في تصريحات مختلفة، أنه لا يمكن لهم المشاركة في هذا الإضراب، لأسباب اجتماعية محضة، من بينها أنهم يكونون مرغمين على أداء ما يصطلح عليه لدى سائقي الطاكسيات ب"الروسيطة"، وهي المبلغ الذي يؤديه سائق الطاكسي لصاحبه بشكل يومي (حوالي 200 درهم للطاكسي من الحجم الكبير)، ويكون سائق سيارة الأجرة مجبرا على أداء هذا المبلغ يوميا حتى ولو لم يشتغل. وما تزال ذكريات الإضراب الذي خاضه مهنيو الطاكسيات في العاصمة الاقتصادية إلى جانب مجموعة من مهنيي النقل الطرقي ضد مدونة السير التي دافع عن كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل السابق، حاضرة في أذهان الكثير من مهنيي الطاكسيات الذين يؤكدون أنه في حال عدم جلوس الحكومة والوزارة المعنية لطي الملفات التي تشغلهم، فإنهم مستعدون لتكرار سيناريو الإضراب ضد مدون السير الذي شل حركة النقل بشكل ملحوظ في العديد من المدن المغربية بما فيها العاصمة الاقتصادية، حيث شاركت في هذا الإضراب جل النقابات المشكلة لقطاع الطاكسيات.