يحتفل المغاربة بعاشوراء ابتداء من فاتح محرم بداية السنة الهجرية الجديدة، يوم يصومون فيه اقتداء بالنبي الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي صام هذا اليوم، شكرا لله الذي نجى فيه النبي موسى عليه السلام، كما تكون عاشوراء مناسبة للذكر والابتهال إلى الله، تخرج فيها الزكاة والصدقات لتوزع على الفقراء والمحتاجين، وأيضا مناسبة يحتفل بها الأطفال باقتنائهم للألعاب التي تدخل البهجة والسرور إلى قلوبهم. فرحة الصغار تتميز هذه المناسبة باقتناء الألعاب للأطفال، حيث يعد سوق درب عمر بالدار البيضاء، أكبر سوق للألعاب بالتقسيط وبالجملة. وتتنوع فيه بين الدمى والأواني المنزلية والمسدسات البلاستيكية والسيوف والنبال والسيارات والأقنعة والعديد من اللعب الأخرى المعروضة للبيع، ويقوم بعض التجار باستعراض سلعهم على الأرض ليسهل الوصول إليها من طرف الصغار. وتحدث الحاج بوجمعة، صاحب محل للألعاب عن الرواج التجاري الكبير في هذه الفترة قائلا: "بالفعل إنها فرصة جد مواتية حيث يزيد الإقبال خلال هذه الفترة على بضاعتنا التي تعرف كسادا في باقي شهور السنة، كما أن الأسعار في متناول كل الفئات المجتمعية، فهناك ألعاب لا تتعدى قيمتها خمسة وعشرة دراهم في حين تصل أخرى إلى ما يفوق ألف درهم" . احتفالات ورقص وغناء أهازيج واحتفالات، لا تفارق الأيام العشر من شهر محرم، حيث تخرج الفتيات والنسوة، طيلة الأيام العشر من شهر محرم إلى الأزقة، متباهيات بأزيائهن وبجمالهن وهن يرقصن على إيقاع البنادر والطعارج مرددات: "هذا عاشور ما علينا الحكام أللا.. فعيد الميلود كيحكمو الرجال أللا..."، في إشارة إلى أن الرجال لا سلطة لهم على النساء والفتيات طيلة أيام عاشوراء، مما يسمح لهن بالغناء والرقص ليال متتابعة، وعلى الرجال أن ينتظروا انتهاء شهر ربيع الأول، موعد الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، ليسترجعوا سلطتهم "المنتزعة"من لدن النساء. الذكر والزكاة يخصص الرجال المناسبة للذكر والابتهال إلى الله، باعتبارها مناسبة دينية، ويخرجون فيها الزكاة التي يوزعونها على الفقراء والمحتاجين، وأيضا الاحتفال مع الأطفال المحرومين والمعاقين والمرضى والعجزة، وإخراج العشر من الأموال التي دار عليها الحول، إلى جانب صيام يوم التاسع والعاشر من محرم، عملا بمقولة "إن من صام في عاشوراء، فكأنما صام السنة بأكملها، ومن تصدق فيها كانت صدقة جارية له، طيلة السنة". الفواكه الجافة وهناك من الأسر البيضاوية من تفضل إحياء طقوس الليلة بمفردها بعيدا عن ضوضاء الجيران، حيث تقتني جل أنواع الفاكهة اليابسة (اللوز، الكركاع ،التمر الزبيب والتين المجفف والكاوكاو) التي تنشط تجارتها بهذه المناسبة، إذ يتم وضع الفاكهة في صحن كبير أو "قصرية" كما توضح ذلك الحاجة مليكة في تذكر منها لأيام الماضي، قائلة: "كنا نجتمع في بيت حماتي التي تضع كل ما يحضر أبناؤها من فاكهة في "قصرية" خشبية كبيرة الحجم، وتأخذ "جبانية" وتخصص لكل واحد منا كبيرا وصغيرا نصيبه من "فاكية العواشر" بالتساوي، بل وتخصص نصيبا حتى للذي من تعذر عليه الحضور. ويقدم صحن "الفاكية" رفقة تشكيلة من الحلويات الخاصة بهذه المناسبة وهي "القريشلات" أو "الكعيكيعات"، والتي تحرص الأمهات والجدات على تحضيرها، قبل يومين من حلول مناسبة عاشوراء.