كشفت مصادر مقربة عن حادث اختفاء لوحة للفنان التشكيلي العالمي ماريانو بيرتوشي من داخل مقر حزب الاستقلال بتطوان في ظروف غامضة، حيث توجد حاليا بمكتب حميد شباط، بالمقر المركزي لحزب الاستقلال بالرباط. وأضافت مصادر من حزب الاستقلال أنها فوجئت بوجود لوحة الفنان الإسباني بيرتوشي بمكتب شباط، مضيفة أنها ملك لمدينة تطوان بمجملها، باعتبارها تراثا فنيا لا يضاهى للحمامة البيضاء. وأضاف محدثونا أن شباط لم يأخذ لوحة الفنان العالمي بيرتوشي لوحدها، بل تم نقل لوحة فنية أخرى للفنان محمد السرغيني، مدير معهد الفنون الجميلة خلال سنة 1957، وهي لوحة تخلد لزيارة الملك محمد الخامس إلى تطوان قادما إليها من الرباط، بعد عودته من المنفى. وتعود ملكية هذه اللوحة، حسب مصادرنا، إلى جمعية الطالب، التي كانت قد أدت ثمنها إلى الفنان بيرتوشي خلال حقبة الخمسينيات، حيث تم وضعها بمنزل الحاج بنونة، قبل أن يتم نقلها فيما بعد إلى مقر حزب الاستقلال بتطوان. وأعاد حادث اختفاء اللوحتين من تطوان، إلى الأذهان ما قام به سيرج بيرديغو، خلال تقلده منصب وزير السياحة بين سنتي 1993 و1995، حيث أثار الاختفاء حينها غضبا واستنكارا من طرف سكان تطوان، قبل أن يضطر إلى إعادتها إلى مندوبية السياحة بالمدينة. ويعتبر ماريانو بيرتوشي من الفنانين المستشرقين، وأغلب رسوماته حول المناظر الطبيعية لمدينة تطوان والحياة اليومية لسكانها، بعدما انتقل رفقة زوجته للعيش فيها سنة 1928، حيث تم تعيينه مفتشا للفنون الجميلة والصناعة التقليدية بالمغرب. وكان بيرتوشي يولي اهتماما خاصا للحفاظ على التراث الثقافي بالمغرب، بالإضافة إلى التعريف به عالميا، والدليل على ذلك إنشاؤه لرواق خاص بالمغرب في المعرض الأيبيرو – أمريكي لعام 1929 في إشبيلية، حيث تم صنع مباني مماثلة لبعض المنشآت بتطوان.