النوم حاجة أساسية للطفل خاصة من أجل نموه الجسدي والفكري، لكن العادات الحياتية والغذائية السيئة، تجعل بعض الصغار متيقظين ليلا ويخلدون للنوم نهارا وخاصة في الفصول الدراسية. ولهذا السبب بالضبط ينام بعض الأطفال الصغار في الفصل. فكيف السبيل لتجاوز هذه المشكلة? ينام الطفل عادة مع بداية الليل ويستيقظ بعد طلوع الشمس، ولا بد أن يأخذ كفايته من النوم لأن حاجته إليه تزيد عن حاجة الكبار، فالطفل الوليد يكون حاجة إلى ساعات تزيد عن العشرين ساعة يومياً، بينما تتناقص هذه الحاجة يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر لتصبح عشر ساعات من النوم لطفل في تلك المرحلة، وهذه الساعات يجب أن تنظم جيدا. فعندما ينام الطفل الساعة 12 ليلاً لن يستطيع أن يستيقظ الساعة السابعة صباحاً لأنه يكون حينها بحاجة لمزيد من النوم، وعندما تكون هناك فترتان للنوم واحدة قصيرة للقيلولة ظهراً وأخرى طويلة ليلاً لا بد أن تكون ساعات القيلولة مباشرة بعد الغداء. فالطفل الذي نام القيلولة الساعة الخامسة عصراً واستيقظ الساعة السابعة أو الثامنة، لن يستطيع حتماً النوم ثانية قبل الثانية عشرة ليلاً أو بعدها في بعض الأحيان، ولتفادي هذا الأمر عند بعض الأسر التي تعودت أخذ القيلولة ظهراً لا بد أن تكون القيلولة مبكرا وألا تكون طويلة، كما يفضل عند الأطفال الذين يرفضون النوم مبكرا ألا يعتادوا على نوم القيلولة حتى يكون سهلاً عليهم النوم مبكرا. كما أنه لا بد للأهل من التأثير على عادات أطفالهم في النوم أو السهر ليجعلوها عادات صحية وطبيعية. بالنسبة للأطفال الذين لديهم مشكلة في عدم النوم لا بد من مراقبة طعامهم وشرابهم وخاصة قبيل المساء، حيث لا بد من إبعادهم عن المنبهات وخاصة الشاي بالنسبة للطفل وإعطائهم أطعمة مهدئة كاللبن والحليب والتمر..كما أن استشارة الطبيب في الحالات المستعصية أمر مفيد للغاية. إن سهر الطفل يحمل أضراراً كثيرة بالنسبة إليه صحيا وأخلاقيا، أما من الناحية الصحية فإن عدم أخذ الطفل القسط الكافي من النوم والراحة ينعكس سلباً على سلامة تكوينه الجسدي. كما أنه يضطره إلى النوم أينما وجد, في الفصل أو السيارة، وهكذا تفاجأ المربية بطفل ينام داخل الصف منذ الصباح الباكر، وعندما تكون المربية أو إدارة الروض غير آبهة بالموضوع تسمح للأطفال بالنوم، بل تطلب منهم قائلة: ضعوا رؤوسكم على الطاولات طالبة منهم محاولة النوم.