بسبب كثرة المضايقات والتحرشات التي تتعرض لها بعض الفتيات في المقاهي, بدأ البعض ينادي بضرورة تخصيص مقاه للنساء فقط. لكن ما هو رأي الجنس اللطيف في هذه الدعوة؟ هل يؤيدنها ويستحسنها؟ أم يرين فيها دعوة للعودة بالمرأة الى عصور مظلمة؟ «المساء» طرحت السؤال وحصلت على هذه الإجابات المتباينة. سميرة - مصممة ديكور أعتقد أن تخصيص مقاه إحداث للنساء فكرة رائعة تحترم رغبة النساء عموما، سواء المحجبات أو غير المحجبات، فلأنهن سيضمن بذلك مكانا خاصا بهن يتحدثن ويضحكن ويتقابلن فيه، بعيدا عن نظرات الرجال وتلميحاتهم السخيفة ومضايقاتهم المتكررة. وردة - مدرسة الفصالة والخياطة أحبذ فكرة مقهى خاص بالنساء لأنها ستحقق لنا فضاء لممارسة ولو جزء من حريتنا في تبادل الآراء وطرح القضايا بعيدا عن أعين المتطفلين من الرجال الذين يتلذذون باقتحام خصوصية النساء، مما يفقد الكثيرات منا إحساسهن بالراحة النفسية. يافتاح عائشة - محررة في التعاون الوطني أتمنى الى جانب وجود مطاعم أو مقاهي خاصة بالنساء تخصيص حافلات للنقل العام وأماكن للتنزه خاصة بالنساء فقط، كي لا تحدث تلك الانتهاكات والمضايقات التي نتعرض لها جميعا فتيات ونساء في الأسواق، إضافة إلى المضايقات التي نتعرض لها في سيارات الأجرة والحافلات، وأنا لا أفهم لماذا يقف البعض ضد هذه الفكرة. فمرة تم تقديم هذا الاقتراح لعامل مدينة العيون وكانت الفكرة تأسيس ناد خاص بالنساء بالقرب من الساحل، لكن لم نوفق في تحقيقها، وحبذا لو نجد آذانا صاغية خاصة في مدينتي البيضاء والرباط، ولما لا تكون على ضفاف نهر أبي رقراق. لحليمي سندس - موظفة أعتقد أنها فكرة جيدة، وحبذا لو تجد آذانا صاغية بسبب هيمنة العقلية الذكورية على مجتمعنا. أليس من حقنا أن نقضي أوقاتا مسلية وممتعة، كما يفعل الرجال عندما يرتادون المقاهي، أو أثناء مشاهدتهم لمباريات كرة القدم. أنا مع هذه الفكرة، وإذا تحققت فسأكون أول من يرتاد المقهى الذي يكتب على بابه «للنساء فقط». مليكة - موظفة في التعاون الوطني هذه الفكرة موجودة بالفعل في دول الخليج، وهي أمر عاد جدا هناك، فلماذا لا يحدث هذا الأمر في المغرب لنحمي نساءنا من مضايقات الرجال وتحرشاتهم المستمرة التي تنعتها بأقبح الصفات بمجرد أن تطأ رجلاها المقهى المختلط؟ المرأة المغربية تتوق لتحقيق مثل هذه الأفكار التي تحترم حقها في ارتياد مكان يضمن لها احترامها، وخاصة إذا سهرت النساء على الخدمة. وأنا متأكدة أن تحقيق هذا الحلم سيمكن العديد من النساء من الاستمتاع بالوقت الثالث رفقة أطفالهن وصديقاتهن. صفاء - طالبة لم أسمع من قبل بوجود مقاه خاصة بالنساء، ولا أفكر بالذهاب إليها لأنني أشعر بالراحة في المقهى المختلط. وبخصوص المضايقات كما تدعي جل النساء فهناك رقابة على كل من يرتاد المقهى، ويتم إلزامهم باحترام الزبائن رجالا كانوا أم نساء. أعتقد أن الترويج لهذه الأفكار يحمل في طياته تراجعا كبيرا عن مطالبنا التي نهدف من ورائها إلى تحقيق المساواة مع الرجل في كل شيء . خديجة فتحي - مربية نتمنى أن تنتشر مثل هذه الأماكن المخصصة للنساء، وحبذا لو كانت مغطاة لأن المقهى الخاص سيوفر لنا نحن النساء مكانا آمنا، بعيدا عن جو المنزل المعتاد وعن صخب الأولاد والأزواج. فدوى - طالبة بأولى ثانوي ليس لدي أي مشكل في ارتياد المقاهي، سواء كانت مختلطة أو مخصصة للنساء طالما أن المكان يحترم الزبائن. سوسن مروضي - طالبة بكلية طب الأسنان لا أعارض الفكرة، لكني أجد راحتي في مقهى عادي «مختلط»، طالما أنه مكان محترم وخال من المدخنين. مقاهي النساء تجنب المرأة مرارة التحرش والاضطهاد فكرة إحداث مقهى خاص بالنساء محبذة لأنها تلبي حلم كثير من النساء اللواتي يعانين مرارة التحرش والاضطهاد والعنف في المقهى المختلط. ومن ثمة فالفكرة تحمل في أبعادها الاجتماعية والاقتصادية عدة إيجابيات بالنظر الى سلبيات الاختلاط وما ينتج عنه من مضايقات يعاني منها الكثير من النساء، نتيجة سلوك بعض الرجال المنحرفين، الذين لا يجدون حرجا في التحرش بالمرأة حتى وإن كانت رفقة أطفالها. لكن إذا أردنا تحقيق الغاية الكبرى من إحداث مقهى خاص فلابد من أن نضع لها شروطا حتى لا نسقط في فخ التشابه مع مثيلاتها المختلطة التي لا تعود على مرتاديها بشيء، اللهم قتل الوقت وقضائه في كل ما هو تافه ولا يعود بالنفع، ومن أهمها أن تكون هادفة لتمضي النساء فيها وقتا تستفيد منه من قبيل إحداث مقاه ببرامج ثقافية ولقاءات شعرية يتبادلن فيها وجهات النظر ويغنين من خلالها رصيدهن الفكري والمعرفي.