توفي الشاب الذي أضرم النار في جسده خلال تطويقه من قبل عناصر أمنية بمراكش الأسبوع الماضي، داخل مستشفى ابن طفيل متأثرا بحروق بالغة أصيب بها. وذهبت مصادر قريبة من الحادث إلى أن الضحية أصيب بحروق خطيرة لم تسعفها العلاجات الضرورية، التي قدمت له فور نقله إلى المستشفى. خبر الوفاة شكل صدمة بالنسبة لأفراد أسرة الضحية «عبد الرزاق. خ»، الذين هرعوا صوب المستشفى، حيث قاموا بتكسير أبواب زجاجية، الأمر الذي اضطر معه أفراد الأمن الخاص إلى التدخل. وتعود تفاصيل الحادث عندما أقدم شاب في عقده الثالث على إضرام النار في جسده أمام مقر الدائرة الأمنية الأولى بمراكش. وبحسب معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن شخصا كان يعتدي على طفلة صغيرة، صباح يوم الخميس الماضي، ورفض تدخل المصالح الأمنية، التي طوقته، وحاولت اعتقاله، لكنه أقدم على تنفيذ تهديداته بالقيام بعمل «انتحاري»، إذا ما اقتربوا منه، إذ أشعل ولاعة كانت في يده، وأضرم النار في قميصه، ليصاب بحروق في صدره، نقل على إثرها إلى مستشفى ابن طفيل (سييل) بمراكش على وجه السرعة. واستنادا إلى معلومات حصلت عليها «المساء»، فإن فرقة أمنية تابعة للشرطة القضائية بالمدينة الحمراء توصلت بإشعار من سكان شارع المنصور الذهبي، يفيد بوجود شخص في حالة غير طبيعية يعتدي على طفلة صغيرة، الأمر الذي أثار استنكار المارة، الذين حاولوا ثنيه عن الاستمرار في «تعذيب» الطفلة الصغيرة (ابنة شقيقه)، لكنه كان يهدد كل من يحاول التدخل من المواطنين. وقد هرعت فرقة أمنية إلى مكان الحادث، حاصر أفرادها المعتدي، الذي كان يضرب ابنة شقيقه، لكن مقاومته لهم ورفضه الاستسلام، جعل عناصر أمنية تحاول القبض عليه، لكن الشاب الذي كان ممونا للحفلات، قبل أن يتوقف عن العمل، عمدة إلى إشعال النار في قميصه، لتلتهم النيران صدره في بداية الأمر، وتنتقل إلى باقي جسده. وقد تدخلت العناصر الأمنية وباقي المواطنين لإنقاذ الشاب، الذي كان في حالة سكر واضحة، حيث عمدوا إلى إخماد النيران ، والمسارعة إلى ربط الاتصال بسيارة الإسعاف، التي نقلته صوب قسم المستعجلات التابع لمستشفى «ابن طفيل» في غيبوبة، حيث قدمت له الإسعافات الأولية، نتيجة إصابته بحروق من الدرجة الثالثة. وفتحت المصالح الأمنية تحت إشراف النيابة العامة تحقيقا حول الحادث، إذ استمعت عناصر الشرطة القضائية للطفلة المعتدى عليها، التي تبلغ من العمر ثمان سنوات، والتي تربطها علاقة قرابة بالمعتدي (ابنة شقيقه)، إضافة إلى تسجيل إفادات مسيرة وكالة للأسفار، تعرضت أيضا للاعتداء من قبل الشاب، الذي ينحدر من مدينة الدارالبيضاء، بعد محاولتها التدخل لتخليص الطفلة من قبضته.