أفادت مصادر إعلامية أن آلاف الملفات السرية المتعلقة بأحدث الطائرات المقاتلة الأمريكية وأكثرها تطورا تعرضت للاختراق والسطو جراء قيام متسللين غير معروفين بالاطلاع عليها عبر الكمبيوتر، وهم من القراصنة الذين يطلق عليهم اسم «الهاكرز»، حيث تمكنوا من الوصول إليها طوال السنتين الماضيتين، وفقا لمسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية. واستطاع قراصنة شبكة الأنترنت الوصول إلى البيانات المتعلقة بتصميم الطائرة المقاتلة «جوينت سترايكر» والأنظمة الخاصة بها من خلال تسللهم إلى جهاز كمبيوتر تابع لشركة متعاقدة مع البنتاغون، كانت قد كلفت بتصميم وتطوير الطائرة، وفق المسؤولين الذين رفضوا الكشف عن هوياتهم. وبالإضافة إلى الملفات الحساسة المتعلقة بالطائرة المقاتلة، فقد حصل «الهاكرز» على آليات الدخول إلى نظام التحكم بالحركة في الأجواء التابعة لسلاح الجو الأمريكي، إذ بمجرد ما يدخل المتسلل إلى هذا النظام يكون بإمكانه الاطلاع على كل المعلومات المهمة، ومن بينها موقع الطائرة الأمريكية في الأجواء. وتعتبر طائر «جوينت سترايكر»، وهي من طراز «إف-35 لايتنينغ 2»، أحدث الطائرات المقاتلة في ترسانة سلاح الجو الأمريكي، وصممت كي تصبح الطائرة الرئيسية المستخدمة في كافة القطاعات العسكرية الأمريكية. وأفادت المصادر أن معظم المعلومات التي تعرضت للكشف تركز على تصميم الطائرة، وأخرى تتعلق بإحصائيات وبيانات حول أدائها، إلى جانب أنظمتها الإلكترونية والدفاعية، وهي معلومات يمكن أن تستغل في تسهيل مقاومة الطائرة والهجوم عليها وتدميرها. وأوضح المسؤولون العسكريون أن المعلومات التي تم اختراقها تتعلق كذلك ببرنامج معلوماتي للطائرة لتشخيص المشكلات التي قد تعترضها أثناء عملية التحليق في الجو. وفي محاولة منهم للتقليل من محاولة التهديد والاختراق، أوضح المسؤولون العسكريون أن أيا من المعلومات والملفات السرية التي تم اختراقها والوصول إليها ليست «عالية الحساسية»، بسبب استخدام الطائرة لمعدات التخفي وغيرها من الأجهزة والمعدات الإلكترونية الحساسة، حسب قولهم. وقال بروس تانر، من شركة لوكهيد مارتن، إن «الحكومة الأمريكية لم تتحدث عن ذلك الأمر»، كما حاول نفي التقرير الذي نشرته «مجلة وول ستريت»، والذي كشف الاختراق المعلوماتي لبعض الأنظمة العسكرية الأمريكية. وكان فريق من القراصنة المغاربة يطلقون على أنفسهم اسم «فريق جهنم» قد اخترق سابقا عددا من المواقع الاسرائيلية والأمريكية، منها مواقع جامعات وشركات ومصارف ومنتديات ومواقع أخرى تعود ملكيتها إلى مؤسسات صهيونية. من جهتهم، يرجح المسؤولون عن الأمن الإلكتروني في الولاياتالمتحدة أن تكون للجيش الصيني علاقة بهجمات قراصنة الإنترنت على شبكات الكمبيوتر التابعة للحكومة الأمريكية والهيئات الدفاعية. فمن خلال تتبع الهجمات تم اكتشاف أنها ترجع إلى أحد الأقاليم الصينية، ويرى البعض أن التقنيات المنظمة والجهود المخططة التي اتضحت من خلال الهجمات تؤكد أن الفاعل لابد أن يكون مصدرا عسكريا. كذلك لم يترك القائمون بالهجمات آثارا خلفهم واستطاعوا اختراق الأنظمة فيما لا يزيد عن 30 دقيقة. ولا تزال إمكانية صد الهجمات على الأمن العسكري الإلكتروني في العديد من الجهات الهامة تتسم بالضعف، مما يصعب تتبع آثار المهاجمين رغم تكوين شبكات دعم الأمن الإلكتروني، لا سيما تلك التي تحمل بيانات عسكرية أو معلومات اقتصادية سرية. وقال رئيس المركز الوطني لحماية البيئة التحتية في أمريكا، وهي المخول إليها توفير الحماية من التجسس الالكتروني، إن «مخترقي أنظمة الكمبيوتر يرون في نظام دفاع حكومة الولاياتالمتحدة الامتحان الأخير لهم وأقصى تحد لاختبار مهاراتهم»، مضيفا بأن «العدو أصبح لا يحتاج إلى السفر آلاف الأميال حتى يهاجمنا أو يحمل أطنان القنابل ويغامر حتى يصل إلينا».