يدخل سائقو سيارات الأجرة بصنفيها في الدارالبيضاء في تصعيد جديد، وهذه المرة ليس بسبب إجراءات تجديد الأسطول أو الانعكاسات السلبية لارتفاع أسعار المحروقات، ولكن بكل بساطة لأن العديد من الفنادق المصنفة في العاصمة الاقتصادية لا يوجد بمحاذاتها محطات للطاكسيات، من شأنها أن تحد من الفوضى التي يعرفها النقل السياحي في المدينة. ففي العديد من المدن الأوروبية توجد محطات للطاكسيات بجانب الفنادق المصنفة، مما يسهل عملية الاستعانة بخدمات سيارات الأجرة من قبل السياح، ويضع حدا لبعض السماسرة الذين يسعون لاستنزاف جيوب السياح بأسعار الرحلات الخيالية. وقال مصطفى شعون، الكاتب العام الوطني للنقابة المغربية لمهنيي النقل، في تصريح ل"المساء"، "من جديد سنرفع أصواتنا للمطالبة بإحداث محطات بجانب الفنادق، لأنه لا يعقل أن يفتقر أزيد من 20 فندقا مصنفا في الدارالبيضاء إلى محطات. وأكد الكاتب العام الوطني للنقابة المغربية لمهنيي النقل أن المصالح التقنية بعمالة مقاطعة أنفا تتماطل بالسماح بإنجاز محطات، علما أن رئاسة المجلس الجماعي للمدينة سمحت بإنجاز هذه المحطات، وهو الأمر الذي يثير استغراب المتحدث ذاته، الذي زاد قائلا: "رغم المؤاخذات الكثيرة التي نسجلها من حين لآخر على عمل المجلس الجماعي، إلا أنه سمح بإنجاز محطات للطاكسيات بالقرب من الفنادق المصنفة، إلا أن مصالح العمالة ما تزال تتماطل في هذا الشأن، مما دفعنا إلى التفكير في شن وقفات احتجاجية، خاصة أننا تلقينا الكثير من الوعود دون أي جدوى. وأوضح شعون أن محطة الطاكسيات التي تم إحداثها بمحطة الميناء المسافرين لا تساعد السائقين على أداء مهمتهم على أحسن وجه، وقال في هذا السياق، لقد طالبنا بضرورة إشراكنا في قرار إحداث هذه المحطة إلا أن ذلك للأسف لم يحدث، إذ لم يتم إشراكنا في هذه المشروع". وأكد المصدر نفسه، أنه من غير اللائق في مدينة بحجم العاصمة الاقتصادية ألا تكون هناك محطات بجانب الفنادق المصنفة، وذلك من أجل تنظيم هذا القطاع، الذي يعرف بعض المتغيرات الايجابية، لاسيما مع تجديد الأسطول بالنسبة إلى مجموعة من الطاكسيات". وأكد بلاغ للنقابة المغربية لمهنيي النقل أن الإقصاء التي وصفته النقابة بالممنهج وسياسة التسويف التي تسلكها مصالح العمالة في التعامل مع المطالب المشروعة لمهنيي سيارات الأجرة، وفي مقدمتها إحداث محطات للوقوف والتناوب يفتح المجال لسماسرة القطاع للتعامل مع أصحاب سيارات النقل السري بكل أنواعه ووكالات كراء السيارات بدون سائق وشركات النقل السياحي العرضي، التي أصبحت، حسب البلاغ، تحتل أبواب الفنادق مما يهدد بقوة القوت اليومي لمهنيي سيارات الأجرة. الإشكال المتعلق بمحطات الطاكسيات في الدارالبيضاء لا ينحصر فقط في عدم وجودها بجانب الفنادق المصنفة، كما يقول مصطفى شعون، ولكن يمتد، حسب رأيه، إلى العديد من المناطق الأخرى، حيث تنعدم محطات نموذجية، وقال: "إن مشروع تمديد خطوط الطرامواي على مسافة 80 كيلومترا سيهدد بشكل مباشر مجموعة من محطات الطاكسيات في المدينة".