نظمت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني وممثلين عن بعض الأحزاب السياسية يتقدمهم أعضاء من المجلس البلدي ببركان، مساء الجمعة، وقفة احتجاجية أمام مقر العمالة، طالبت خلالها برحيل عامل الإقليم، ورفعت شعارات منددة بالأوضاع المزرية التي تعيشها المدينة، بسبب حالة الاحتقان والصراع الظاهر والخفي بين عامل الإقليم ورئيس بلدية بركان . بيان الجمعيات الذي صدر بالمناسبة، اتهم السلطة الإقليمية بالتعامل بمنطق الانتقام من المجلس البلدي الذي وقف ضد تفويت عقار أزيد من 50 هكتار للخواص، واللجوء إلى ردود الأفعال وعرقلة المشاريع التنموية، وتحريك ودعم الوقفات الاحتجاجية ضد المجلس البلدي لبركان، وعلى رأسها ما أسمته الوقفة «البهائمية» في إشارة إلى الوقفة التي نظمتها إحدى الجمعيات بحيواناتها أمام مقر البلدية. وأشارت الجمعيات المحتجة إلى ما وقع، الخميس 18 شتنبر 2014، عندما احتلت جمعية تدعي تمثيل مربي المواشي والكسابة، الباب الرئيس لبلدية بركان بأبقارها وأغنامها وماعزها وحميرها، الوضع الذي أدى إلى عرقلة السير العادي لمصالح البلدية وتعطيل مصالح المواطنين. وبهذا الفعل الاحتجاجي الغريب بالحيوانات، يقول البيان، أرادت السلطة الإقليمية عن طريق وسطائها إفشال ما تم التوصل إليه من اتفاق مع الجمعية لمربي المواشي والكسابة لحلّ مشاكلهم في اجتماع ناجح، دام أزيد من ثلاث ساعات بحضور قائد المقاطعة الأولى وخليفته وممثلي الأمن والقوات المساعدة وممثل شركة النظافة «أفيردا» وممثلي بعض النقابات والجمعيات وأمناء السوق. جمعيات المجتمع المدني الموقعة على البيان الاستنكاري والتي يفوق عددها الثلاثين، سجلت باستياء واستغراب ما أسمته الفوضى والهمجية وتمييع العمل النضالي والاحتجاجي بمباركة ودعم من السلطة الإقليمية. الجمعيات الغاضبة عبرت عن إدانتها لمثل هذه التصرفات غير المسؤولة والتي تعتبرها احتقارا للمؤسسات المنتخبة وإهانة للعاملين بها وللسكان وللمجتمع المدني الحقيقي والفعال، واستنكرت ما أسمته الصمت المريب للسلطة المحلية والإقليمية، والذي يعتبر إخلالا بواجبها وتشجيعا وحماية لبعض المتطفلين وهجوما على المجلس البلدي لبركان استجابة لمصالح ونزوات المفسدين. البيان عبر عن رفض المحتجين لتوجهات السلطة الإقليمية في دعمها لاسترزاق البعض على حساب المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل مباشر والإغداق عليهم مقابل التضييق على الجمعيات الفاعلة في المجتمع وإفشال جميع المبادرات والمشاريع الجادة لحلّ مشاكل المدينة. وفي الأخير، حملت جمعيات المجتمع المدني بمدينة بركان المسؤولية الكاملة للسلطة الإقليمية في زرع الفرقة وزعزعة الاستقرار الأمني بالمدينة وتفريخ جمعيات وهمية تخدم أجندتها، مما سيؤدي إلى المزيد من الاحتقان، وطالبت بفتح تحقيق في تجاوزات وممارسات السلطة الإقليمية وطريقة توزيع أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وفضح المتورطين في إثارة الفتنة بين مربي المواشي والكسابة، مع التأكيد على رفع تظلماتها إلى الجهات المركزية المسؤولة. بعض الجمعيات المشاركة في الوقفة التي ضمت حوالي 150 شخصا، منعوا مشاركين من رفع لافتة تتضمن انتقادات للبلدية وتطالب برحيل رئيس بلدية بركان، وذلك لتواجد أعضاء المجلس البلدي المنتمين لحزب الاستقلال، وهذا ما يطرح أكثر من سؤال حول مغزى هذه الوقفة، حسب بعض المواطنين، معتبرين الأمر مجرد مزايدات سياسوية في أفق الاستحقاقات المقبلة، يؤدي ثمنها إقليم ومدينة بركان.