كشف استطلاع للرأي شمل عددا من البلدان في العالم العربي، أنجزته مؤسسة بحثية خليجية، أن أكثرية المستجوبين هم من صنف المتدينين بشكل أكبر، مقارنة بنتائج استطلاعين سابقين أجرتهما نفس المؤسسة عامي 2011 و2012. وأوضحت نتائج الاستطلاع الذي قام به المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الذي يوجد مقره بالدوحة، أن غالبية مواطني البلدان العربية أفادوا بأنهم إما«متدينون جدا»، بنسبة 24 في المائة، أو «متدينون إلى حد ما» بنسبة 63 في المائة، أو «غير متدينين» بنسبة 8 في المائة فقط. غير أن الملاحظ هو أن أغلبية المستجوبين المتدينين ترفض تكفير من ينتمون إلى أديان أخرى أو من لديهم وجهات نظر مختلفة في تفسير الدين. وأوضح الاستطلاع، الذي حمل اسم «برنامج قياس الرأي العام العربي» وشمل محاور متعددة منها الديمقراطية وأداء الحكومات والمشاركة السياسية والمدنية، أن المقياس الذي يهدف إلى التعرف إلى مستوى تدين المستجوبين مقياس يعتمد على تعريف المستجوبين الذاتي لمدى تدينهم. وسجل الاستطلاع تباينا واضحا بين البلدان العربية المشمولة بالبحث حول مستوى التدين فيها، ففيما يتعلق بمقياس «متدين جدا» سجلت أعلى نسبة في موريتانيا ب 70 في المائة، تليها الكويت ب44 في المائة ثم السعودية ب38 في المائة. ووصف خمس المستجوبين أنفسهم ب«المتدينين جدا» في كل من مصر وفلسطين والأردن واليمن والعراق ولبنانوالجزائر والسودان، في حين كانت النسبة أقل من الخمس في كل من المغرب، بنسبة 12 في المائة، وليبيا بنسبة 9 في المائة، ثم تونس بنسبة 70 في المائة. أما التباين في مقياس «غير المتدين» فقد بدا واضحا هو الآخر، وسجلت أعلى نسبة في الجزائر وهي 16 في المائة، تليها لبنان ب15 في المائة. ومقارنة بنتائج الاستطلاعين السابقين اللذين أنجزهما نفس المركز، فقد ارتفعت نسبة «المتدينين جدا» من 19 في المائة عام 2011 إلى 21في المائة في استطلاع 2012/2013، إلى 24 في المائة عام 2014، بينما تراجعت نسبة غير المتدينين من 11 في المائة في الاستطلاع الأول إلى 8 في المائة في كل من الاستطلاعين الأخيرين، نفس الأمر بالنسبة للمتدينين إلى حد ما، حيث ارتفعت بنقطة واحدة بين 2011 و2012/2013 من 66 إلى 67 في المائة، لتنزل إلى 63 في المائة في الاستطلاع الأخير. ويشير الاستطلاع إلى غياب التوافق حول الشرط الأهم لاعتبار شخص ما متدينا في البلدان العربية التي شملها، فنسبة 41 في المائة اعتبرت أن الشرط الأهم هو القيام بالعبادات، فيما رأت 30 في المائة أن الشرط الأهم هو الصدق والأمانة، بينما اعتبرت 17 في المائة أن حسن معاملة الآخرين هو الشرط الأهم، أما 4 في المائة فقد اعتبرت ذلك محددا في صلة الرحم ورعاية الأقارب، ونفس النسبة اعتبرت أن الشرط الأهم في قياس التدين هي مساعدة الفقراء والمحتاجين. وحول مقولة «ليس من حق أي جهة تكفير الذين يحملون وجهات نظر مختلفة في تفسير الدين» انقسم المستجوبون، لكن الأكثرية كانت تميل إلى عدم تكفير المخالف، إذ قالت نسبة 42 في المائة إنهم يوافقون بشدة على هذه المقولة، مقابل 41 في المائة يوافقون، و12 في المائة يعارضونها، بينما قالت نسبة 5 في المائة إنهم يعارضونها بشدة. وارتفعت نسبة الذين يوافقون بشدة على هذه المقولة بين هذا الاستطلاع وآخر استطلاع أنجز خلال 2012/2013، إذ كانت النسبة هي 27 في المائة في الاستطلاع السابق. وبخصوص مقولة «ليس من حق أي جهة تكفير الذين ينتمون إلى أديان أخرى» قالت 30 في المائة إنها توافق بشدة عليها، مقابل 27 في المائة في آخر استطلاع، بينما قالت نسبة 40 في المائة إنها توافق عليها، محافظة على نفس نتيجة الاستطلاع السابق. وسجلت أعلى نسبة بين الموافقين بشدة على هذه المقولة في لبنان، تليها تونس ثم مصر، أما فئة «المعارضين بشدة» فقد سجلت أعلى نسبة لها في اليمن، تليها السودان. وقد تم إنجاز الاستطلاع في 14 بلدا هي موريتانيا، والمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والسودان، وفلسطين، ولبنان، والأردن، والعراق، والسعوديّة، واليمن، والكويت، كما شمل عينةً من المهجرين واللاجئين السوريين في تركياولبنان والأردن وداخل الأراضي السورية المحاذية للحدود التركية. وشمل 26618 مستجوبا أجريت معهم مقابلات شخصية ضمن عينات ممثلة لتلك البلدان، وبهامش خطأ يتراوح بين 2و3 في المائة.