أسفرت تساقطات مطرية غزيرة بمدينة الفنيدق، لم تدم أكثر من 30 دقيقة، عن حدوث فيضان كبير فضح هشاشة البنية التحتية للمدينة الساحلية، كما أسفرت عن خسائر مادية كبيرة سواء في المحلات التجارية، أو السيارات والعشرات من الشقق السكنية. ويعتبر سكان الفنيدق مدينتهم منطقة منكوبة، حيث عرفت أمطارا قوية بلغت ما بين 30 و33.5 لتر بالمتر المربع. وتسبب هطول الأمطار يوم السبت في حدوث حالة من الرعب وسط سكان المدينة، حيث بلغ ارتفاع منسوب المياه مترا ونصفا في بعض الأحياء والشوارع. كما قطعت شرايين المواصلات بالمدينة بعدما غمرت المياه جزءا من القنطرة التي تشكل الشريان الرئيسي لمدينة المضيق، فيما تحولت الطريق الرئيسية المؤدية إلى مدينة المضيق، قبالة منطقة ريستينغا، إلى بحر بسبب قيام أحد المنعشين العقاريين بتشييد مركب سياحي بعدما عمد إلى قطع مجرى الواد الذي كان يصب في شاطئ البحر. وطغى الهاجس الأمني على السلطات أكثر من الجانب الإنساني، حيث شهدت المدينة حضورا أمنيا لافتا تحسبا لأي رد فعل احتجاجي من طرف السكان الذين بدؤوا يلقون باللائمة على بلدية المدينة. وكشف فيضان الفنيدق، مرة أخرى، عن هشاشة البنية التحتية للمدينة وعدم فعالية القنوات الاصطناعية بخصوص الأودية الطبيعية التي تم إنجازها من طرف وكالة حوض اللوكوس، بعدما أنشأت بها أحواضا مائية مفتوحة لجمع المياه، وتغطية واد «كنديسة» الطبيعي الذي يمر وسط المدينة في اتجاه البحر. وإلى حدود مساء يوم أمس، فإن أغلبية أحياء وشوارع مدينة الفنيدق تعيش وضعا حرجا بعدما غمرت المياه المنازل والشقق السكنية والمحلات التجارية. وأصيبت محركات أكثر من 40 سيارة، حسب أحد الميكانيين، بأضرار متوسطة أو أعطاب شاملة قد لا ينفع إصلاحها. وتساءل أحد المتضررين للجريدة عن من سيؤدي لهم قيمة الأضرار التي لحقت بها جراء تهاون عدد من المشرفين في تسيير شؤون المدينة، مضيفا أن الهاجس الذي يؤرق أغلبية الأسر المعوزة المتضررة من الفيضان هو من سيصلح لهم الأضرار التي لحقت بمنازلهم وأثاثهم، فأغلبية السكان هم من أسر فقيرة جدا، ولا تملك ما تصلح به منازلها. حالات متعددة وقفت عليها الجريدة أجمع أصحابها على عجزهم المالي في إعادة إصلاح محلاتهم أو شققهم في غياب تقديم أي مساعدات إنسانية تقدم لهم ولأطفالهم.