قررت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية لمراكش، إيداع مسنة، تبلغ من العمر حوالي 90 سنة، السجن المدني «بولمهارز» بعد اعتقالها من طرف عناصر الدرك الملكي بالجماعة القروية تيزكين، التابعة قيادة أمزميز بإقليم الحوز، بتهمة امتناعها عن إفراغ أرض في ملكيتها، والتي آلت لشخص آخر بعد حكم قضائي. وحسب تصريحات نجلها، فإن الأرض الفلاحية المتنازع عليها، والتي تقل مساحتها عن هكتار واحد، تقع بدوار «الداو اورتي»، بالجماعة القروية «تيزكين» قيادة أمزميز بإقليم الحوز، كانت من نصيب والدته «الطاهرة خرصة» من إرثها عن والدتها، بعد اقتسام التركة، قبل أربعين سنة، مع شقيقها المتوفى منذ سنتين. وجاء اعتقال العجوز، التي تعاني من أمراض متعددة، على إثر شكاية تقدم بها شخص يدعى «موسى.خ.» بعد رفضها مغادرة بيتها والأرض الفلاحية، التي آلت إليه بموجب عقد بيع عرفي، حيث اشترى الأرض من شقيق الطاهرة، لكن هذه الأخيرة تصدت له، مؤكدة أن شقيقها لا يملك هذه الأرض، ومن ثم لا حق له في بيعها، ما جعل «موسى» يرفع دعوى قضائية ضد الطاهرة. واعتبر حسن كونين، القاطن بضواحي أمزميز بإقليم الحوز، والدموع تنهمر من عينيه، أن اعتقال والدته المسنة، والتي لم تعد تقوى على الحركة هو أمر لا يمكن أن يقبله أي أحد، مضيفا أن الموضوع هو عبارة عن نزاع وليس جريمة تستحق أن تعاقب عليها امرأة بلغت من الكبر عتيا واشتعل رأسها شيبا. يجد حسن نجل المرأة المسنة صعوبة في الكلام جراء البكاء، كما يجد صعوبة في توفير قوت يومه، فما بالك بتسديد التعويضات التي قضت بها المحكمة، مشيرا إلى أنه توسل عددا من المسؤولين القضائيين من أجل مراعاة ظروفه، والتي يمكن أن يقفوا عليها في عين المكان. هجر الابن حسن أبناءه وزوجته، لأنه لا يستطيع العودة إليهم تاركا والدته في السجن، كما أنه يجد صعوبة في العودة إلى الدوار البعيد عن «الفيلاج»، نظرا لانعدام المال، الذي سيخول له المجيء إليهم، والعودة بعد يومين لزيارة والدته في السجن، دون أن يجلب لها ما تأكل. وأوضح الابن أنه زار والدته نهاية الأسبوع الماضي بسجن «بولمهارز»، ووجدها في وضعية صحية صعبة جدا، نظرا لتقدمها في السن، ومعاناتها مع المرض، الذي نخر جسدها النحيف. وأشار المتحدث إلى أن والدته لم تتوقف عن البكاء خلال زيارته لها، على اعتبار أنها لم تكن تتوقع أن تكون خاتمتها في السجن إلى جانب المجرمين، بدل أن تكون في بيتها معززة مكرمة إلى جانب أبنائها وأحفادها.