يعيش سكان حي النسيم، بمقاطعة الحي الحسني بالدار البيضاء، حالة من الذعر بسبب بئر تجاور الملعب الكبير، الذي يقابل حي الباشيري، حيث يتوافد عشرات الأطفال، وهو ما يزيد من تخوف أوليائهم. وعبرت إحدى السيدات عن أن الأسر لا تطمئن على سلامة أطفالها بسببه، خاصة أن الأعشاب تغطي هذا البئر وتحجب الرؤية عنه، ولا يدرك المار أمر وجوده إلا بعد فوات الأوان، وقد سبق أن سقط فيه عدد من الأشخاص آخرهم الطفل عبد الهادي أسيفان الذي مازال يرقد بمستشفى ابن رشد. ونجا عبد الهادي بأعجوبة، بعد أن أكدت والدته لمرافقيها في عملية البحث أن ابنها يتوجه إلى الملعب باستمرار، وهو ما جعل أحدهم يفطن إلى إمكانية سقوطه في البئر. حيث تم إخطار رجال الأمن والوقاية المدنية التي استطاعت إنقاذه بمشقة النفس، لأن تربة البئر هشة، وقد يهوي جزء منها على الطفل، الذي وجد في حالة حرجة، وتم نقله إلى المستشفى وقد أصيب بكسر في يده، وشق في العمود الفقري، وجروح في مختلف أنحاء جسمه وكذا رأسه. ويبلغ عمق البئر 35 مترا، ويزداد هذا العمق كلما تهاطلت الأمطار، حسب ما أكده أحد السكان، وهو ما يجعله يشكل تهديدا حقيقيا يقض مضجع ساكنة حي النسيم، خاصة فئة الأطفال، التي تقضي معظم وقتها في الملعب، باعتباره الملعب الوحيد والمهم بالمنطقة. وعبر أحد السكان عن أنهم حاولوا مرارا تنبيه المسؤولين إلى الوضع وخطورته غير أنهم لم يقوموا لحد الساعة بأي إجراء فعلي للحد من خطورة هذا البئر، الذي يوجد إلى جانبه خندق «يزيد الطين بلة». وفكر السكان مرارا أن يبادروا بتحرك ذاتي، بسبب حالة الخوف على أطفالهم، وذلك بملء البئر بالحجارة والأتربة على الأقل لتقليص خطورتها. واعتبر السكان حي النسيم بؤرة خطر بالنسبة إليهم، ذلك أنهم يعانون من أخطار أخرى غير هذا البئر، مثل السكة الحديدية التي خلفت عدة ضحايا من أبناء هذا الحي، يؤكد أحد السكان. واتصلت «المساء» بالمقاطعة المذكورة لأخذ رأيها في الموضوع غير أن الهاتف ظل يرن دون مجيب.