كان مقتل شاب بسوق بئر لحلو بمقاطعة اسباتة في الدارالبيضاء قبل أيام، مناسبة بالنسبة إلى عدد من السكان الذين يجاورون هذا السوق، ليجددوا مرة أخرى مطلبهم بإيجاد حل للمشاكل، التي يعانونها جراء وجود هذا السوق، خاصة أنه تحول في السنوات الأخيرة إلى مجال خصب للمتسكعين واللصوص.يالعربات تحاصر زنقة بئر لحلو (خاص) يؤكد عدد من سكان زنقة بئر لحلو، أنهم ضاقوا ذرعا من وجود هذا السوق، وتقول خديجة، واحدة من هؤلاء السكان "الأمر لم يعد يسمح بأي تأخير، حرام على المسؤولين بهذه المنطقة، إنهم يغضون الطرف عن المشاكل التي نعانيها يوميا، بسبب هذا السوق الكارثة". وتضيف هذه المواطنة أنه ليست هذه المرة الأولى، التي يفقد فيها شاب حياته بهذا السوق، وتصرح ل"المغربية" "منذ أزيد من خمس سنوات اهتز سكان المنطقة بعد سماع خبر وفاة شاب بسبب الدخول في مشاداة كلامية مع الشخص الذي قتله، واعتقدنا في وقتها أن ذلك سيكون كافيا للمسؤولين بهذه المقاطعة أن يتحركوا إما لإزالة هذا السوق أو تنظيمه على الأقل، ولكن لا شيء من ذلك حدث". نقطة سوداء يشكل سوق بئر لحلو إحدى النقاط السوداء في مقاطعة اسباتة، إذ يخلق العديد من المشاكل بالنسبة إلى سكان هذه الزنقة، فقد احتل الباعة المتجولون زنقة بئر لحلو منذ بداية التسعينات من القرن الماضي، وهذا ما جعل بعض السكان المتضررين يؤكدون أنهم يعيشون حالة من الحصار، ولم يعد معظمهم يريد البقاء في هذا الحي، بسبب الروائح الكريهة. يقول عدد من السكان "إن هذا السوق يشكل بصمة عار على جبين المنتخبين في مجلس المقاطعة ومجلس المدينة، لا نعرف في الحقيقة لماذا لا يتدخل المسؤولون لحل المشكل، علما أنه سبق أن تقدمنا بعدة شكايات إلى الجهات المسؤولة، إلا أنها ظلت مجرد حبر على ورق". ويضيف هؤلاء السكان أنهم ليسوا ضد الباعة المتجولين، ولكنهم يطالبون بتنظيم هذا السوق، لأنه لا يعقل أن تبقى العربات في هذه "الزنقة" بالليل والنهار، فذلك يخلق مشاكل كثيرة بالنسبة إليهم، على اعتبار أنه إذا أصيب أحد المواطنين بمرض مفاجئ فإن سيارة الإسعاف تجد صعوبة كبيرة في الدخول إلى هذه الزنقة. و كانت زنقة بئر لحلو عبارة عن حديقة صغيرة، ويلعب فيها الأطفال، وكانت تشكل أحد المتنفسات في المنطقة، إلا أنه في منتصف الثمانينات من القرن الماضي قررت جماعة اسباتة إحداث سوق نموذجي، ومنذ ذاك التاريخ تحولت من مكان هادئ إلى فضاء للمجرمين والمتسكعين". الباعة المتجولون وإذا كان عدد من السكان يؤكدون أنه كان من الخطأ إحداث سوق في هذه المنطقة، فإن آخرين يعتبرون أن المشكل ليس في بناء هذا السوق، ولكن في وجود الباعة المتجولين، الذين يحاصرون الزنقة، ويوضحون أن المشكل الذي يعانونه ليس له علاقة بالمحلات التجارية، ولكن بالباعة، معتبرين أنه لو كانت للسلطات المحلية والمنتخبة إرادة لحل هذا المشكل، لكان عليها على الأقل تنظيم عملية البيع والشراء، ولا تترك الباعة يحاصرون الزنقة ليلا ونهارا.