وصف رئيس الحكومة عبد الإلاه بنكيران ربة البيت المغربية ب"الثريا" وب"الملكة"، كونها تجلس في منزلها وتتفرغ لخدمة زوجها وتربية أبنائها، وقال بأنها تستحق التعويض لتجنيبها العمل والاشتغال في أي شيء قد يفقدها كرامتها. هل صحيح أنه اليوم بوسع المرأة المغربية، إن كانت ربة بيت، في ظل الغلاء المعيشي وصعوبته، أن تتفرغ كليا لتربية أبنائها وخدمة بيتها؟ كان ل"المساء" حديث مع مجموعة من النسوة اللواتي يحسبن على ربات البيوت، لكنهن لم يجدن من سبيل يقيهن مد اليد غير امتهان أعمال منزلية لمساعدة أزواجهن على تكاليف العيش التي تشتعل نيرانها يوما بعد يوم. ضيفاتنا اليوم هن نساء يتقن حرفا وصنع وجبات تقليدية مغربية، ربات بيوت وجدن في سواعدهن سندا لأبنائهن وأزواجهن على تكاليف العيش المرتفعة، التقت بهن "المساء" ليبحن لها برأيهن حول ما تم تداوله من أن المرأة ربة البيت ملكة في بيتها وتستحق التعويض وما مدى قبولهن بهكذا أمر؟ وجبات مغربية عائشة، ربة بيت وأم لأربعة أبناء، تقول: "أقوم بإعداد الوجبات خلال ساعات وجود أطفالي بالمدرسة، وأحس صدقا أنه مشروع مناسب لي جدا، حيث أجيد الطبخ الذي يوفر لي مداخيل أساعد بها أحيانا كثيرة زوجي لأنه عامل بناء على قد الحال، كان الأمر بداية يقتصر على الأهل والجيران، ثم وسعته حتى صار لي زبائن يأتون إلي خصيصا ويطلبون مني إعداد الوجبات المغربية التقليدية من بسطيلة وحلويات، وكذا مسمن وبغرير وغيرها من الوجبات التي يستعصي على النساء العاملات القيام بها". وأضافت "أعد وجبات خاصة بالولائم والأعراس كذلك، ولدي طلبات على مدار الشهر، وأشعر بالسعادة عندما أسمع كلمات الشكر من الزبائن على المذاق ا لجيد". "الراندة والعقاد" وجدت فاطمة، ربة بيت وأم لطفلين، ضالتها في خياطة الجلباب المغربي، بما يعرف ب"الراندة"، من أجل توفير احتياجاتها واجتياجات أطفالها وزوجها الذي يمتهن البيع بالتجوال، وتقول فاطمة: "بالرغم من المدخول القليل الذي أحصل عليه من خلال هذا العمل، لكني أجد ضالتي فيه، حيث أشغل وقتي فيما يفيد وأيضا أوفر بعضا من المصاريف على زوجي"، مؤكدة أن "الزمان صعيب.. وكلشي غالي.. مشى زمان المرأة للي تقابل ولادها وبيتها وراجلها فقط...". والرأي ذاته تشاطرها إياه سعاد، أم لطفلة وربة بيت مجازة، ترى بأن عمل المرأة في بيتها يعد خطوة جيدة، إذ أنها تساعد على توفير دخل إضافي للأسرة. وأضافت أن عمل المرأة في بيتها يدر عليها الربح المادي، ويحل مشكلة فراغ المرأة، وخاصة التي لا يسمح لها الأهل أو الزوج بالخروج إلى العمل. تكتل ربات البيوت أسست بمدينة وجدة، مؤخرا، جمعية لربات البيوت وضعت ضمن أهدافها خلق مشاريع مدرة للدخل من أجل التأمين على حياتهن في مرحلة الشيخوخة، وبلغ عدد منخرطات الجمعية وفي ظرف وجيز ما يقارب 400 سيدة. بائعات "البغرير والمسمن" وصانعات "العقاد والراندة" والحلويات المغربية هن ربات بيوت ليست لديهن من حيلة لتوفير حاجياتهن المادية غير التشمير على سواعدهن، عبر خلق فرص عمل ذاتية كانت انطلاقتها من بيوتهن، حيث يسهرن على تربية أبنائهن وتحصيل بعض الدراهم لمساعدتهن في توفير حاجياتهن وأسرهن، إذ غالبا ما يكون الزوج بائعا متجولا أو حارسا ليليا، وبالتالي لا يستطيع توفير جل حاجيات أسرته، في ظل الارتفاع المستمر للأسعار وكذا غلاء المعيشة.