ما يزال الصناع التقليديون في الدارالبيضاء ينتظرون خروج مشروع قريتهم إلى الوجود، بعدما طالت مدة إنجاز هذا المشروع، وأكد مصدر ل"المساء" إنه حان الوقت لكي يخرج مشروع قرية الصانع إلى الوجود، خاصة أنه خلال كل برمجة للفائض لمجلس الجهة كان يتم تخصيص اعتماد مالي لهذا الغرض، وقد انطلق المشروع منذ سنوات طويلة". وقال محمد بوخيام، عضو مجلس جهة الدارالبيضاء، في تصريح ل "المساء"، لابد من خروج مشروع قرية الصانع التقليدية إلى حيز الوجود، خاصة أنه استنزف لحد الساعة ما يقارب مليارا و400 مليون سنتيم"، وأكد أن إنجاز هذه القرية استغرق وقتا كبيرا، وهو الأمر الذي يستدعي حاليا التعجيل بخروجه إلى حيز الوجود وتقديمه بالمجان إلى الصناع التقليديين بالجهة كما هو الحال في العديد من جهات المملكة. وأوضح محمد بوخيام أن الكرة في مرمى عمالة إقليم النواصر لإخراج المشروع إلى حيز الوجود، وأكد أنه لا يمكن إدخال المشروع ضمن الأسواق النموذجية، لأن المشروع موجه للصناع التقليديين في عموم مناطق جهة الدارالبيضاء. والمراد من قرية الصناع التقليديين التي من المفروض أن ترى النور في منطقة دار بوعزة (ضواحي العاصمة الاقتصادية) تجميع الصناع التقليديين في جهة الدارالبيضاء، بهدف تنظيمهم وإعادة الاعتبار لمجموعة من الصناعات التقليدية التي بدأت بالتلاشي في العاصمة الاقتصادية، وتتكون هذه القرية من 61 ورشة وقاعة للتكوين وقاعة متعددة الاختصاصات ويراهن عليها الصناع التقليديون لتطوير وتنمية وإنعاش الصناعة التقليدية في الدارالبيضاء والجهة عموما. وبحت حناجر كثيرة طالبت بضرورة خروج مشروع القرية الصناعية إلى الوجود، وكلما اعتقد متتبعون لهذه القضية أن ساعة الحسم اقتربت يفاجؤون بأن الطريق ما يزال طويلا، مما جعل اللجنة الدائمة المكلفة بالصناعة التقليدية بجهة الدارالبيضاء تؤكد، في آخر اجتماع لها، على ضرورة إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، خصوصا وأن مدة إنجازه فاقت عشر سنوات، وكان اللقاء الذي عقدته هذه اللجنة، حسب مصدر ل"المساء" فرصة لمناقشة حيثيات هذه القضية والتأكيد على ضرورة إنجاز القرية في القريب العاجل. وكان مجلس جهة الدارالبيضاء خصص مبلغ 200 مليون سنتيم كدفعة أخيرة من أجل إخراج مشروع قرية الصانع التقليدي بدار بوعزة إلى الوجود، وذلك بهدف تحسين ظروف عمل وعيش الصناع التقليديين من مختلف المهن وترويج حرف الصناعة التقليدية المحلية وتقوية شبكة البنيات التحتية للإنتاج محليا وجهويا وكذا تسويق إبداعات الحرفيين بشكل احترافي من أجل تشجيع المواطنين والسياح بدرجة كبيرة على شراء كل ما له علاقة بالصناعة التقليدية التي تزخر بها الجهة، التي تراجع الإقبال فيها كثيرا على الصناعة التقليدية وبدأت مجموعة من الحرف تختفي عن الوجود.