تبخرت آمال وأحلام مجموعة من الحرفيين والصناع التقليديين بجماعة دار بوعزة عمالة إقليم النواصر، نتيجة توقف الأشغال بمشروع قرية الصانع التي شيدت على مساحة 15,000 متر مربع ذات الرسم العقاري رقم ت.س 60658 ، أرض تعود ملكيتها للرئيس السابق لدار بوعزة ، وُضعت رهن إشارة مجلس الجهة من أجل إنجاز المشروع، و ساهم مجلس الجهة بمبلغ قدره 7,852,765,83 درهما وغرفة الصناعة التقليدية بمبلغ 2,000,000,00 درهم ، على أساس أن تتعهد جهة الدار البيضاء بإنجاز الدراسة والقيام بعملية البناء ، كما يعهد تسيير قرية الصانع الى مجلس إداري يتكون من قبل الأطراف المتعاقدة في مشروع اتفاقية شراكة مع إحداث لجنة التتبع التي يمكن لها أن «تستضيف» بصفة استشارية كل شخص من شأنه إغناء اجتماعاتها بحكم مهنته أو مؤهلاته في الميادين المرتبطة بهذا المشروع، وبعدما تمت المصادقة على هذه الاتفاقية وتوفير جميع الالتزامات المادية والمعنوية تم الشروع في بناء «القرية» التي وصلت الأشغال بها إلى مراحل متقدمة، وفجأة توقفت الأشغال، وبعدها بدأ الحرفيون والصناع يتساءلون عن الأسباب الحقيقية لتوقيفها وتسييج المشروع بكوم من الأعشاب . وهو الحلم الذي راودهم بهدف الاستفادة من مجموعة من الدكاكين التي ستمنح لهم من أجل صقل مواهبهم و تطوير حرفهم التقليدية، بالإضافة إلى العروض والتكاوين التي ستقدم لهم بقاعات العرض التي تتوفر عليها قرية الصانع، التي تحولت الى ملاذ آمن للمنحرفين والمشردين وقضاء حاجات المتسوقين بالسوق الأسبوعي بجنباتها ، وضعٌ جعل ممثل غرفة الصناعة التقليدية يضعها كنقطة بجدول أعمال المجلس الإقليمي للنواصر خلال دورته الأخيرة، من أجل معرفة مآل مشروع قرية الصناعة التقليدية بالجماعة الحضرية دار بوعزة بعدما أصبح محاصرا بمجموعة من الأسئلة والاستفسارات من طرف الحرفيين والصناع . ورغم التبريرات التي قدمتها كل من إحدى التقنيات بقسم التعمير بالعمالة وممثلة غرفة الصناعة التقليدية بجهة الدار البيضاء خلال دورة المجلس الإقليمي، التي تراوحت مابين مشكل الدراسة التي مضت على إنجازها أربع سنوات من طرف احد مكاتب الدراسات الذي ألغاها وسافر الى بلده بإسبانيا ليعود فجأة ويطالب بإتمامها، ومشكل مادة « الزفت» التي ستضع فوق سطح البناية ... تبريرات لم تأت بإيضاحات مبنية على أسس منهجية وفق بنود مشروع الاتفاقية الموقعة بين الأطراف المتعاقدة على إخراج هذا المشروع الى حيز الوجود ، الذي التهم مبالغ مالية مهمة من خزينة الدولة دون أن يعرف النور. ويبقى على الجهات المسؤولة، يقول جمعويون بالمنطقة، العمل على تدارك مختلف النقائص التي جعلت المشروع يعاني من التهميش، وبالتالي الدفع بقطاع الصناعة التقليدية بالإقليم الى الأمام، نظرا للعدد الكبير من الحرفيين والصناع الذين يزخر بهم إقليم النواصر بجهة الدارالبيضاء الكبرى، والذين يتطلعون إلى إخراج «قرية الصانع» إلى حيز الوجود.