تشكل الصناعة التقليدية جزءا لا يتجزأ من مدينة مراكش ورمزا من رموز أصالتها وحضارتها وشاهدا حيا على عبقرية صناعها التقليديين وما يمتازون به من قدرة على الابتكار والإبداع والخلق ويقدر عدد الحرفيين بمراكش بحوالي 120 ألف صانع تقليدي ويشكلون 50% من الساكنة النشيطة بالمدينة، كما أن حوالي 80 % من الصناع المشتغلين لا تتجاوز أعمارهم 40 سنة. وتتمركز أغلب الأنشطة الحرفية بالمدينة العتيقة حيث تتواجد بها 47 % من المحلات المهنية. وتمارس بمراكش مختلف حرف الصناعة التقليدية الفنية والإنتاجية من مصنوعات نباتية وفخار ومعادن ومصنوعات خشبية ومصنوعات جلدية ونسيج وحرف أخرى متعددة يتفنن الصانع التقليدي المراكشي في إنتاجها وإبداعها. { في البداية نود من خلالكم أن نعرف القارئ بالدور الذي تلعبه غرف الصناعة التقليدية؟ أحدثت غرفة الصناعة التقليدية بمقتضى الظهير الشريف رقم 194-63-1 بمثابة القانون الأساسي لغرف الصناعة التقليدية بالمغرب. وهي مجالس منتخبة لمدة ست سنوات وتمارس مجموعة من الاختصاصات وفق ماحدده لها هذا القانون والمتمثلة في: . تزويد الحكومة بالآراء والمعلومات المطلوبة منها حول المسائل المتعلقة بالقطاع. . تقديم الملتمسات حول قضايا القطاع عامة أو في دائرة نفوذها بوجه خاص. . مساعدة الحكومة على تعميم أساليب الشغل العصرية لدى الصناع التقليديين. . لعب دور الوساطة بين الصناع التقليديين بالمغرب ونظرائهم بدول أخرى. . المساعدة على إحداث التعاونيات والجمعيات الحرفية الوساطة بين الصناع التقليديين والتجار. . الادلاء بمقترحاتها في مايتعلق بالتشريعات المتعلقة بالقطاع. خلق شراكات واتفاقيات مع مؤسسات دولية ماثلة بالإضافة إلى مجموعة من الاختصاصات تروم تعزيز دور تمثيلية الغرف للصناع التقليديين وتقريب الخدمات الإدارية منهم. وقد عرف دور الغرف تطورا مع مرور الوقت وتماشيا مع مختلف التغيرات التي تعرفها الساحة الاقتصادية وطنيا ودوليا، وازدادت اهتماماتها ومجالات تدخلاتها مما حتم عليها التاقلم اكثر مع محيطها ومختلف العوامل المؤثرة فيه. من هذا المنطلق، تسعى غرفة الصناعة التقليدية بمراكش داخل مجالها الترابي والذي يشمل ولاية مراكش وأقاليم الحوز وقلعة السراغنة وشيشاوة والرحامنة من خلال ممثلي الصناع التقليديين وتعاون مختلف الشركاء المحليين الى الاستجابة قدر الامكان الى مختلف القضايا والرهانات المطروحة. { كيف تقيمون الوضع الحالي للصناعة التقليدية بمراكش؟ تشكل الصناعة التقليدية جزءا لا يتجزأ من مدينة مراكش ورمزا من رموز أصالتها وحضارتها وشاهدا حيا على عبقرية صناعها التقليديين وما يمتازون به من قدرة على الابتكار والإبداع والخلق. وهي بالإضافة إلى ما تحمله من غنى ثقافي تعتبر المورد الرئيسي لجزء كبير من ساكنتها وهو اليوم يشكل أحد أعمدتها التنموية وركيزة من ركائز نمائها وتطورها. ويقدر عدد الحرفيين بمراكش بحوالي 120 ألف صانع تقليدي ويشكلون 50% من الساكنة النشيطة بالمدينة، كما أن حوالي 80 % من الصناع المشتغلين لا تتجاوز أعمارهم 40 سنة. وتتمركز أغلب الأنشطة الحرفية بالمدينة العتيقة حيث تتواجد بها 47 % من المحلات المهنية. وتمارس بمراكش مختلف حرف الصناعة التقليدية الفنية والإنتاجية من مصنوعات نباتية وفخار ومعادن ومصنوعات خشبية ومصنوعات جلدية ونسيج وحرف أخرى متعددة يتفنن الصانع التقليدي المراكشي في إنتاجها وإبداعها. أما النسيج المقاولاتي بالقطاع فقد عرف بدوره تطورا مهما إذ توجد بالمدينة حوالي 75 مقاولة مهيكلة و150 مقاولة صغرى و760 بزار لترويج المنتوج التقليدي. وتختص أغلبية هذه المقاولات في التزيين والتأثيث والملابس والبناء. وبخصوص النسيج الجمعوي بالقطاع هناك 31 تعاونية للصناعة التقليدية بعدد أعضاء يصل إلى 1387 متعاونا و75 جمعية حرفية يفوق عدد المنخرطين بها 1887 عضوا انطلاقا من هذه المعطيات إذن، نستشف أهمية المؤشرات الإستراتيجية للقطاع. إذ يعتبر المشغل الثاني بها كما أن المدينة تحتل المرتبة الثانية من حيث رقم المعاملات على الصعيد الوطني والمرتبة الأولى في ما يتعلق بمؤشر التصدير. وتشكل دول الإتحاد الأوروبي الوجهة الأولى للمنتوجات التقليدية المحلية متبوعة بدول أخرى كالولايات المتحدةالأمريكية. { تتمة لما ختمتم به تدخلكم، ما هي المنجزات التي حققتها الغرفة حتى اليوم؟ لقد دأبت الغرفة على التواصل بشكل مستمر مع الصناع التقليديين من خلال المساهمة في تنظيمهم سواء على شكل تعاونيات أو جمعيات مع تنظيم مجموعة من اللقاءات التأطيرية والتحسيسية في مختلف المجالات المرتبطة بأنشطة الصناعة التقليدية (المواد الأولية، التصدير، الجمارك، الضرائب، التغطية الصحية، التمويل والقروض، التكوين والتكوين المستمر...) كما عملت الغرفة على تقوية البنيات التحتية من خلال المساهمة في إنجاز معهد حرف الصناعة التقليدية بتاركة بمراكش، بناء مقر جديد للغرفة يليق بمستوى الصناع التقليديين والصناعة التقليدية المراكشية، بناء مركز للتدرج المهني بدار الدباغ، بناء قرية نموذجية للصناع التقليديين بواحة سيدي إبراهيم التي قطعت أشواطا متقدمة وبناء مجمع للصناعة التقليدية بالمدينةالجديدة تامنصورت. كما عملت الغرفة في إطار المبادرة المحلية للتنمية البشرية بتنسيق مع السلطات المحلية التي نشكرها جزيل الشكر على العناية والاهتمام البالغ بقطاع الصناعة التقليدية بمراكش، حيث تم إنجاز مجموعة من الأوراش، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر: . ترميم وإعادة هيكلة مجموعة من الفنادق العتيقة ودور الدباغ. وتهدف هذه العملية إلى: . تحسين ظروف عمل الصناع التقليديين وتحسين مداخليهم. . وخلق المزيد من مناصب الشغل والمحافظة على التراث المعماري والثقافي للمدينة والمحافظة على البيئة وتحسين شروط الصحة والسلامة. . اقتناء أفرنة غازية لفائدة مجمع الفخارة بسعادة والفخارة بدوار ضراوة بجماعة أكفاي ودوار سيدي رحال بأولاد دليم. . تنظيم حملات طبية لفائدة الصناع التقليديين. . شراء أدوات وقائية لفائدة قطاع الدباغة . اقتناء وسائل الإنتاج لمجموعة من الجمعيات المهنية العاملة في مختلف الحرف وفي مقدمتها الجمعيات النسوية . تنظيم أيام تكوينية لفائدة رؤساء ومكاتب الجمعيات المهنية . الاستمرار في عملية التدرج المهني والتي نفتخر بالتجربة النموذجية لمراكش باعتراف الجميع. هذه العملية التي انطلقت سنة 2002 عرفت حتى الآن تكوين 1600 متدرج ونحن مقبلون هذه السنة على تسجيل 700 متدرج إضافي. وكما تعلمون فكون مراكش مدينة سياحية بامتياز، تعمل الغرفة على جعل الصناعة التقليدية قطاعا مسؤولا وملتزما، لذلك انخرطنا في برنامج محاربة تشغيل الأطفال من خلال الاتفاقية التي تم توقيعها تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا مريم. ولقد نجحنا في تحقيق مجموعة من الأهداف بتعاون مع منظمة الأممالمتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسيف) والمكتب الدولي للعمل بفضل المقاربات التي تم اعتمادها، حيث تمكنا من تنفيذ برامج عدة مع الجمعيات المختصة لفائدة الأطفال الذين يشتغلون بالقطاع وكانت التجربة ناجحة على الصعيد الوطني حيث تمكنا من سحب عدد كبير من الأطفال من العمل داخل المقاولات وإعادتهم إلى الدراسة، واستفادة مجموعة ثانية من برامج تكوينية وترفيهية. كما استفاد الأطفال المتراوح سنهم ما بين 15 و 18 سنة من أدوات وقائية لحفظ سلامتهم أثناء العمل (نظارات، كمامات، وقفازات...) - وإيمانا منا بأن الهدف الأسمى هو المساهمة في ترويج المنتوج التقليدي لأن نشاط الحرف وطمأنينة الحرفيين يقاس بمستوى هذا الرواج، من هذا المنطلق تولي الغرفة أهمية كبرى لهذا المجال ويأخذ الحيز الأوفر في كل مبادراتها ومداولاتها ونقاشاتها. وقد حرصنا على الاستمرار في تنظيم المعارض والتنويع في أماكنها لفتح المجال لأكبر عدد من الصناع التقليديين التابعين للنفوذ الترابي للغرفة في المدارين الحضري والقروي لإبراز منتوجاتهم والتعريف بها. ومن بين هذه المعارض الناجحة نذكر على سبيل المثال المعرض الجهوي للصناعة التقليدية بمراكش والمعرض الإقليمي للحوز بتحناوت ومعارض ببن جرير، شيشاوة والصخور الرحامنة. على الصعيد الوطني ، نعمل من خلال اللقاءات الثنائية مع الغرف الأخرى على تبادل التجارب والخبرات. كما تشكل جامعة الغرف إطارا لتنسيق المواقف وطرح الإشكالات المشتركة وإيجاد بدائل وحلول تساهم في تطوير القطاع على الصعيد الوطني. على الصعيد الدولي، عملت الغرفة على ربط مجموعة من اتفاقيات الشراكة والتعاون مع غرف أجنبية من أجل تبادل الخبرات والتجارب والتقارب ما بين الصناع التقليديين وإنعاش التسويق التقليدي والقيام بمبادرات مشتركة بحيث لنا علاقات متينة مع غرفة الصناعة التقليدية والمهن بباريس والتي أنجزنا معها تكوينا لفائدة كهربائيي السيارات، وغرفة ليون التي أنجزنا معها دراسة حول فرص خلق مركز للتدرج المهني بمراكش، ونحن بصدد الإعداد لبرنامج تكويني لفائدة الأطر الإدارية والبيداغوجية لهذا المركز. كما عملنا رفقة مسئولي غرفة أجاكسيو بكورسيكا على إحياء تقنيات حرف المعمار التقليدي. وعلى صعيد ترويج المنتوج التقليدية وجلب العملة الصعبة ، لنا اتفاقية تعاون مع غرفة التجارة والصناعة والملاحة بخيخون وإدارة معرض مالكا باسبانيا حيث يشارك الصناع التقليدية وفق شروط تفضيلية وامتيازية. كما نؤطر الصناع للمشاركة في معارض دولية أخرى بدول أوربية عديدة. { هل هذه المنجزات تعتمد على خطة موضوعة سلفا تحدد الأهداف وتقوم بأجرأتها أم تبقى ارتجالية ومرتبطة بالظروف والوسائل؟ لقد عانى قطاع الصناع التقليدية كثيرا من غياب رؤية واضحة على الأمدين المتوسط والبعيد. والدليل على ذلك هو انتقالها من وزارة إلى أخرى وترتيبها ككتابة دولة تحت وصاية وزير. كما أن اعتبارها لفترة طويلة قطاعا اجتماعيا لا اقتصاديا قد أضر بها كثيرا وترك رواسب ما زال القطاع يعاني منها بالرغم من تغيير تلك النظرة القديمة. لذلك قامت الوزارة مشكورة بوضع استراتيجية تنمية قطاع الصناعة التقليدية لعشرية 2005 - 2015 والتي تم التوقيع عليها تحت الرعاية السامية والفعلية لصاحب الجلالة ، وما تتوخى تحقيقه من أهداف نبيلة ستعود على القطاع وأبنائه بالخير. وقد خصصت الاستراتيجية برامج مهمة للقطاع بمنطقتنا همت العناية بالعنصر البشري للقطاع وجودة المنتوج وإنعاش تسويق المنتوج التقليدي والبنيات التحتية وغيرها . { ما هي المشاريع التي تعملون على إنجازها مستقبلا؟ في ما يتعلق بالمشاريع المستقبلية لابد أن أشير بداية، إلى أن توجهات وركائز عملنا الحالي والمستقبلي تحددها مضامين رؤية 2015 كما سلف ذكره. ولذلك فمختلف برامجنا تندرج ضمن إطار هذه الرؤية. ولهذه الغاية تم وضع آلية جديدة في القطاع وهي إعداد مخططات خماسية تحدد الأهداف والتمويل ومدة الإنجاز حتى تسهل عملية التتبع والتقييم. في هذا السياق تمت صياغة مخطط خماسي 2010-2014 أحاط بمختلف مكامن الضعف واقترح الحلول والتدابير الممكن اتخاذها لتطوير القطاع بتشاور مع مختلف الشركاء المحليين من سلطات وجماعات محلية وفاعلين اقتصاديين. وترتكز أهداف المخطط على محاور استراتيجية مهمة للقطاع بالجهة وتعزيز دوره كقاطرة اساسية للتنمية وذلك من خلال تثمين المنتوج المحلي ودعم الصناع الفرادى وإنعاش المنتوج التقليدي المحلي وهيكلة مقاولات الصناعة التقليدية وعدد من البرامج الأفقية تأخد بعين الاعتبار تنوع الحرف وحاجياتها حسب كل منطقة من مناطق الجهة. واعتمد في إعداد هذا المخطط مقاربة تشاركية انطلقت من تشخيص لواقع القطاع ثم تحديد التموقع الاستراتيجي في إعداد المخطط لتصل الى مرحلة المصادقة عليه من طرف كل الشركاء. وخلص التشخيص الى تحديد مكامن ضعف القطاع ومكامن قوته وحدد توجهات الصناعة التقليدية بمراكش كصناعة تقليدية مسؤولة ذات جودة عالية وميولات متجددة . أما من حيث الكم، فقد حدد المخطط أرقاما يستهدف بلوغها في أفق الخمس سنوات المقبلة بحيث يتوقع تحقيق رقم معاملات يصل الى 2.6 مليار درهم أي بزيادة تصل الى مائة بالمائة مع خلق 11000 منصب شغل . كما يتوقع أن يصل عدد خريجي التكوين المهني بالقطاع الى 3900 شابا وشابة. وفي ما يتعلق بالبنيات التحتية للقطاع فإن المخطط يستهدف خلق فضاءات للصناعة التقليدية في المناطق التالية: . المدينةالجديدة تامنصورت . إعادة تأهيل مجمع الصناعة التقليدية بمراكش . خلق قرية للفخارين في تامصلوحت . تهيئة حي الفخارين ببوشان (دوار بوشريط) . إنهاء أشغال البناء بمجمع الصناعة التقليدية بشيشاوة . نقل المدابغ الشبه عصرية إلى شيشاوة . برنامج تنمية مجمع الصناعة التقليدية بتامصلوحت . إنشاء قرية نموذجية للفخارين في واحة سيدي ابراهيم . خلق فضاء للإنتاج-البيع مخصص للصناعة التقليدية الفنية والانتاجية بسيدي بوعثمان . بناء مجمع الصناعة التقليدية بتحناوت ضمن مشروع بناء مجمع متعدد الانشطة للإنعاش الاجتماعي والثقافي في إطار برنامج تأهيل تحناوت. .إجراء دراسة جدوى بالنسبة لباقي مشاريع البنيات التحتية المقترحة. ويتضمن المخطط كذلك تدابير وإجراءات مهمة في مختلف المجالات المتعلقة بالقطاع كالجودة والتسويق والتكوين المهني واستكمال تكوين الصناع التقليديين وغيرها. فبخصوص موضوع التكوين المهني مثلا، فقد تمت بلورة مخطط مديري للتكوين المهني رسم تصورا استراتيجيا لهذا الموضوع ينطلق من تحليل الاختلالات ليصل إلى صياغة نظرة مستقبلية للتكوين تأخذ بعين الاعتبار كل المؤثرات المحيطة بالقطاع وخاصة التطورات التكنولوجية والديمغرافية. ويتضمن المخطط تدابير تخص البنيات المهتمة بقطاع التكوين المهني بالقطاع في المنطقة كمعهد فنون الصناعة التقليدية ومعهد التأهيل المهني بآيت فاسكا ومعهد التأهيل المهني ببن جرير ومركز التكوين المهني في حرف الصناعة التقليدية بمراكش وكذلك جودة التكوين والرفع من الطاقة الاستيعابية وتوفير الظروف الكفيلة بإعداد جيل المستقبل سواء في إطار التكوين النظامي أو في إطار التدرج المهني. وعلى سبيل المثال ففي موضوع التكوين بالتدرج المهني نعمل على تنفيذ الاتفاقية الموقعة بقتضى البرنامج الاستعجالي للتكوين المهني الدي تم تقديمه بين يدي صاحب الجلالة بالناضور يوم 14 يوليوز 2008 والتي تستهدف تكوين 6655 شابا وشابة في أفق سنة 2016. ونحرص من خلال مختلف أجهزة التتبع على جودة هذا التكوين وفعاليته. كما نتتبع تنفيذ مجموعة من البرامج الأخرى في هدا المجال بمعية الوزارة الوصية لفائدة الصناع التقليديين في ميادين تقنيات الإنتاج والتصاميم والسلامة المهنية والتسيير المقاولاتي وغيرها. { بالرغم من تجربتكم الفتية على رأس غرفة الصناعة التقليدية بمراكش، ما هو تقييمكم لهذه التجربة؟ بداية، أريد أن أعبر عن اعتزازي الكبير بخدمة الصانع التقليدي بالنفوذ الترابي للغرفة، لأن هذه الخدمة هي أولا خدمة للحضارة والثقافة المغربيتين بحيث أن كل منتوج تفتقت عنه أنامل الصانع التقليدي هو بمثابة رسالة أصيلة ومعطرة برائحة حضارة متجدرة تجسد القدرة الإبداعية للصانع التقليدي واعتزازه بوجوده واستطاعته مجاراة كل التحولات والتغيرات هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإن القطاع يلعب دورا اقتصاديا كبيرا في المنطقة ويساهم بشكل كبير في عجلتها التنموية وفي استقرار ساكنتها وتوازن مجالها. وقد راكمت المنطقة، وخاصة مدينة مراكش، على امتداد التاريخ تنوعا في الصنائع والفنون وأضحت بذلك قبلة لمختلف المهتمين بالحرف من مختلف الأقطار والأجناس. ولا أخفي أن هذا الغنى والتنوع يزيد من ثقل المسؤولية وجسامتها لأن الرهان هو كيفية الحفاظ عليه ومساعدته على التطور ومسايرة المستجدات التي تعرفها الأسواق مما يتطلب منا انكبابا دائما على مختلف الاكراهات وتتبعا يوميا لكل القضايا، وهو ما حرصنا القيام به منذ تولينا رئاسة الغرفة. ومن منبركم هذا أتوجه لكل من يساندنا من قريب أو بعيد بالتحية والشكر الجزيل، كما أهيب بكل الفاعلين في القطاع محليا، جهويا ووطنيا، تكثيفَ وتضافر الجهود حتى نؤدي الرسالة، ونكون عند حسن ظن الصانع التقليدي المراكشي.