حالة احتقان غير مسبوقة تعرفها المناطق المعروفة بزراعة القنب الهندي بمنطقة كتامة بعد حلول موسم الحصاد، حيث استمرت احتجاجات مزارعي الكيف بجماعة سيدي أحمد الشريف لليوم الثاني على التوالي، بسبب ما أسموه عملية ابتزاز يتعرضون إليها منذ بدء عملية الحصاد من أجل «الحصول على عمولات» مقابل غض الطرف عن تجميع الغلة السنوية. ووجه المزارعون اتهامات ثقيلة إلى مجموعة من الدركيين، في مقدمتها مداهمة منازلهم بدون مسوغ قانوني وتفتيشها من خلال الاستعانة بعدد كبير من رجال الدرك. السكان الذين «اعتقلوا» قبل أيام فقط قبطانا للدرك، وقاموا بمحاصرته أثناء محاولة فرقة تابعة له تفتيش إحدى المنازل بمنطقة سيدي أحمد الشريف، لم يستسيغوا ما وصفوه ب«الطريقة المهينة» التي تعامل بها الدرك مع السكان، الشيء الذي دفعهم إلى النزول للاحتجاج لليوم الثاني على التوالي، وسط محاولات حثيثة من طرف رئيس الجماعة بغاية احتواء غضب السكان. وقد حمل السكان شعارات قوية تدعو إلى فتح تحقيق فوري فيما جرى في سيدي شريف، لاسيما أن هذه الحملات صارت تتم بشكل «ممنهج» خلال هذه الفترة، متسائلين في الوقت نفسه عن تزامن الحملات الأمنية مع توقيت «الحصاد». وحمل المزارعون المسؤولية للسلطات الأمنية إذا ما حدثت أي تطورات في الأيام القليلة المقبلة. في السياق نفسه، كشفت مصادر مطلعة للجريدة أن مستشارين جماعيين يستعدون لمراسلة وزارة الداخلية للتدخل بشكل فوري «حتى لا تنفلت الأمور وتشتعل احتجاجات في منطقة معروفة بالكثافة السكانية»، مضيفة أن رئيس الجماعة الذي حث السكان على إنهاء الاحتجاجات، قدم وعودا بمراسلة وزارة الداخلية لحل مشاكلهم في أقرب وقت. إلى ذلك، أصدرت «حركة شباب كتامة ضد التهميش والإقصاء» بيانا شديد اللهجة، أكدت فيه أنه «في إطار مسلسل الاعتداءات الممنهجة على ساكنة المنطقة منذ القديم، من طرف المسؤولين ورجال السلطة، تعرضت اليوم أسرة من مدشر «وارك» التابع لجماعة مولاى أحمد الشريف، إلى اعتداء شنيع من طرف رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة بقيادة قبطان سرية الدرك الملكي بتارجيست، بدون أي إيداع قانوني من النيابة العامة يسمح بمداهمة بيوت السكان دون وجه حق، والذي لم يترتب عنه سوى نشر الرعب والفزع في المدشر المذكور في الثانية صباحا، فعوض حمايتنا يأخذون ممتلكاتنا باسم القانون». وتوعدت الحركة، في السياق ذاته، بالعودة إلى الاحتجاج وخوض كافة الأشكال النضالية السلمية للدفاع عن كرامة وسلامة نساء ورجال المنطقة.