قصة مأساوية سردتها إحدى العائلات بمدينة فاس حول تهمة «إهمال» تلاحق قسم الأم والطفل بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بالعاصمة العلمية. العائلة قالت إن المولودة سقطت على رأسها من بطن الأم، بينما كانت المولدة منشغلة بتناول وجبة الفطور رفقة زملائها، دون أن تبالي باستغاثة وصرخات المرأة الحامل التي كانت تتوجع، وتطالب بتدخل عاجل، دون أي استجابة، مما أسفر عن إصابة المولودة برضوض في الرأس عجلت بوفاتها. وأكدت الأسرة أن المولودة نقلت إلى قسم الإنعاش لمعالجتها من الرضوض التي أصيبت بها، حيث مكثت بإحدى غرفه لما يقرب من شهرين، قبل أن تخبر إدارة المستشفى الأسرة بوفاة المولودة، ورفض الزوج تسلم جثتها المولودة التي تم الاحتفاظ بها في مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي، وطالب بتشريح الجثة على يد خبير مختص محايد لمعرفة أسباب وملابسات الوفاة. وذكرت مصادر ل«المساء» أن الشرطة فتحت تحقيقات حول هذه القضية، واستمعت إلى الزوج والزوجة، اللذين أكدا المعطيات ذاتها التي وردت في شكايتهما، وطالبا بإجراء خبرة قبل استيلام الجثة للدفن. وتعود وقائع القضية، حسب الشكاية التي وجهتها كل من جمعة كعواش وعبد اللطيف العلاوي، إلى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لفاس، إلى فاتح يوليوز الماضي، عندما أحست الزوجة بأعراض الولادة، ونقلت على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الاستشفائي الحسن الثاني بفاس، الذي حولها إلى قسم الولادة. وبهذا القسم حضرت مولدة لمعاينة الزوجة الحامل، حيث لمست بطنها، وأخبرتها بأن وقت ولادتها لم يحن بعد، ثم تركتها بالقاعة، دون أن تمكنها حتى من سرير تستريح عليه وهي تتألم، فاشتد بها الألم وبدأت تصيح وتطلب إنقاذها وإنقاذ الجنين ببطنها، إلا أن المولدة كانت منشغلة بتناول وجبة الفطور ولم تعرها أي اهتمام إلى أن سقط الجنين على رأسه. ودفع هذا الحادث المولدة برفقة بعض الممرضين إلى التحرك، حيث جرى نقل الزوجة الحامل إلى المكان المخصص للولادة، وبعد فترة من الزمن، خرجت المولدة لتخبر الزوج بأن ظروف ولادة زوجته كانت صعبة، مضيفة أن حالة المولودة حرجة وتتطلب نقلها إلى قسم الإنعاش. لكن الزوج أصيب بالصدمة مباشرة بعد لقاء زوجته، التي أخبرته بتفاصيل الحادث، فقرر التوجه صوب إدارة المستشفى لوضع شكاية ضد المولدة، ووعد بفتح تحقيق في النازلة. ولازمت المولودة قسم الإنعاش لمدة شهرين، إلى أن لفظت أنفاسها بتاريخ فاتح شتنبر الجاري. وقال الزوج عبد اللطيف العلاوي إن وفاة المولودة ناجمة عن إهمال وقع بقسم الولادة، ما أدى إلى سقوطها من بطن أمها وهي في قاعة الانتظار بين الحياة والموت، وأصيبت في رأسها وفي أطراف أخرى من جسدها.