انطلقت أول أمس الأربعاء بمدينة أصيلة، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي، التي تميزت هذه السنة باستضافة فلسطين كضيف شرف، وبتكريم وجوه إعلامية بارزة في مقدمتها الإعلامي المصري أسعد طه، كما شهد حفل الافتتاح عرضا مقتضبا حول الأفلام العشرة المشاركة في المسابقة الرسمية. واعتبر سفير فلسطين في الرباط، أمين أبو حصيلة، أن اختيار بلاده كضيف شرف للدورة، في ظرف تخرج فيه غزة للتو من حرب قاسية قتلت وشردت الآلاف ودمرت بنياتها التحية، يعد تأكيدا جديدا على استقرار القضية الفلسطينية في وجدان المغاربة. وسينمائيا، ذكر السفير الفليسطيني بأسبقية بلاده إلى اقتحام عوالم السينما، وخوض تجارب الفيلم الوثائقي تحديدا، عبر ما أسماها الكاميرا المقاتلة التي نقلت بالصوت والصورة والوثيقة معاناة الفلسطينيين منذ 1948، وساهمت في توثيق النضال الفلسطيني، عبر من وصفهم بالسينمائيين الفدائيين. وكان رئيس الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية، المنظمة للمهرجان، عبد الله أبو عوض، قد أوضح أن الهدف الأساس لهذا الحدث هو وضع قطعة جديدة في جسر جامع بين أوروبا والشرق، وهما فضاءان فرقتهما السياسة في كثير من الأحيان، ولكن جمعتها الإنسانية حسب المتحدث. وأضاف أبو عوض أن المغرب يؤكد مرة أخرى عبر بوابة السينما الوثائقية هذه المرة، على الاستمرار في دوره التاريخي، كمركز لتلاقي وتمازج ثقافات مختلفة، وهو ما يعبر عنه تنوع مضامين الأفلام العشرة المشاركة في المسابقة الرسمية، والتي تم اختيارها من طرف لجنة المشاهدة من ضمن 50 عملا مرشحا. وتتميز الأفلام المشاركة في هذه الدورة بانفتاحها على ثقافات جديدة تنطلق من إيرلندا في أقصى الشمال مرورا بالمغرب الكبير ووصولا إلى الصين في أقصى شرق آسيا، كما يبصمها انفتاح مجموعة من المخرجين المشاركين على مواضيع من خارج بلدانهم، مثل فيلم «آذان في مالطا»، وهو من إخراج المغربي رشيد القاسمي ويتناول حضور الثقافة الإسلامية والعربية في مالطا، وفيلم «إسبانيو المغرب»، وهو من إخراج الفرنسية باولا بالاسيوس، وفيلم «إلغوستو»، وهو من إخراج الايرلندية صافيناز بوزيبا، ويحكي عن قصة فرقة مسيقية جزائية تجتمع بغد غياب طويل. أما قائمة الأفلام العشرة المشاركة في الدورة فتضم إلى جانب الأفلام المذكورة، الفيلم الصيني «التماس»، للمخرج زهاوو ليانغ، والذي كان فيلم الافتتاح، وهو يحكي معاناة الطبقات الكادحة في الصين مع انعدام العدل وفساد الغدارة والقضاء، ويرابطون أمام إدارة لرفع الملتمسات صابرين على المطاردات والاعتداءات والاعتقالات، غير أن بعضهم يستسلمون لليأس في النهاية فيختارون الانتحار على سكة القطار القريبة. وبالإضافة للفيلم الصيني تضم اللائحة أيضا فيلم «غوغل ودماغ العالم» للمخرج الإسباني بن لويس، و»أسرى كانون» للمخرجة الإسبانية روزير كوريلا، و»ابن خلدون» للجزائري الشرقي الخروبي، و»ناجي العلي في حضن حنظلة»، للفلسطيني فائق جرادة، بالإضافة إلى فيلم «محمد قلي..» للمغربي أيوب اليوسفي والكوري جيرو يون، وأخيرا فيلم «السلحفاة التي فقدت درعها» للألمانية من أصل فلسطيني باري القلقيلي.