تنطلق مساء غد الأربعاء فعاليات الدورة الثانية للمهرجان الدولي أوروبا- الشرق للفيلم الوثائقي بأصيلة، بحضور شخصيات وازنة من عالم الفيلم الوثائقي من مختلف بلدان العالم، وببرنامج حافل بأفلام وثائقية متميزة من مختلف القارات. ويعرف المهرجان، الذي يستمر إلى 13 شتنبر الحالي، تكريم وجوه وشخصيات سينمائية مغربية وعربية، من بينها سينمائيون طبعوا مسيرة الفيلم الوثائقي في العالم العربي. وأعلنت الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية، المنظمة لمهرجان الفيلم الوثائقي بأصيلة، أنه سيتم تكريم ثلاثة شخصيات خلال الدورة الثانية للمهرجان، وستكون دولة فلسطين ضيفة شرف. وسيتم تكريم المخرجة والكاتبة الفرنسية من أصل جزائري، يمينة بن قيقي، الوزيرة المكلفة بالفرنكفونية. وتعتبر بن قيقي من السينمائيات البارزات في عالم الفيلم الوثائقي، حيث أخرجت العديد من الأفلام الوثائقية لقنوات فرنسية مثل «فرانس2» و»كنال بلوس»، وأخرجت فيلم «ذكريات مهاجرين» سنة 1997، بالإضافة إلى فيلم روائي طويل بعنوان «إن شاء الله الأحد» سنة 2001، والدراما التلفزيونية «عائشة»، سنة 2007. كما يكرم المهرجان وجوها نسائية سينمائية مغربية، مثل المنتجة السينمائية المغربية مليكة حاتم، والممثلة نورا الصقلي، ابنة مدينة أصيلة. كما يتم تكريم المخرج المصري أسعد طه، الذي عمل مراسلا لدى العديد من القنوات الفضائية العربية، أبرزها قناة «الجزيرة»، وأنتج وقدم العديد من الأفلام الوثائقية ضمن سلسلة «نقطة ساخنة»، إلى جانب إنتاجات أخرى جعلت منه واحدا من أعمدة الفيلم الوثائقي في العالم العربي. أما بخصوص لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للدورة الثانية للمهرجان، فتتكون من وجوه مغربية وعربية وأجنبية احترفت الأعمال السينمائية الوثائقية في شقيها الأكاديمي والإنتاجي، ويترأس اللجنة المخرج والأستاذ الجامعي المغربي جمال السويسي، الذي سبق أن أخرج العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية المغربية والدولية، كما ترأس أو شارك في لجان تحكيم عدة في مهرجانات وطنية ودولية، ويعمل حاليا أستاذا لمادة السينما بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. وتضم لجنة التحكيم السينمائي المصري كمال عبد العزيز، رئيس المركز القومي السينمائي، وله أكثر من 40 فيلما روائيا و30 فيلما تسجيليا. وتتشكل اللجنة أيضا من المخرجة الفرنسية دومينيك كرو، التي تضم في رصيدها من الأعمال الوثائقية أكثر من 30 فيلما، ثم المخرج الإسباني خوليو أسكراطي، الذي سبق أن أخرج أفلاما مثيرة، من بينها «فلسطين على الجانب الآخر» لقناة «كانال بلوس»، وأخيرا المخرج البريطاني أوفييدو سالازار، المهتم بالدراسات العربية والإسلامية والذي اشتغل في مجال السينما الوثائقية طيلة 20 عاما. أما أفلام المسابقة الرسمية، فقد تم اختيارها من طرف لجنة المشاهدة المكونة من عبد الله الدامون، صحافي وسيناريست ومعد الأفلام الوثائقية، وعبد الصادق بنعيسى، معد البرامج الوثائقية والصحفي بإذاعة «ميدي 1»، وإدريس الريفي التمسماني، مخرج الأفلام الوثائقية وأستاذ التعليم العالي بجامعة تطوان. وخلال هذه الدورة تتنافس 10 أفلام على الظفر بالجوائز الخمس للمسابقة، ويتعلق الأمر بجائزة الجزيرة الوثائقية، وهي الجائزة التي تبلغ قيمتها 10000 درهم، ثم جائزة لجنة التحكيم وجائزة السيناريو وجائزة الإخراج وجائزة النقد، وقيمة كل منها 5000 درهم. أما الأفلام المشاركة في المسابقة، فهي فيلم «توسل»، من إخراج صيني ومدته 120 دقيقة، والفيلم الإسباني «غوغل ودماغ العالم»، ومدته 70 دقيقة، والفيلم الإسباني الآخر «أسرى كانون» ومدته 30 دقيقة، ثم الفيلم المغربي «آذان في مالطا» ومدته 30 دقيقة، والفيلم الجزائري «ابن خلدون» ومدته 30 دقيقة، والفيلم الفلسطيني «ناجي العلي في حضن حنظلة» ومدته 52 دقيقة، وأيضا الفيلم المغربي الكوري المشترك «محمد قُلِّي..» ومدته 29 دقيقة، والفيلم الفرنسي «إسبانيو المغرب، بين الذاكرة والحاضر»، ومدته 52 دقيقة، وفيلم «السلحفاة التي فقدت درعها» من ألمانيا، ومدته 70 دقيقة، وأخيرا فيلم «إلغوستو» من إخراج أيرلندي، ومدته 85 دقيقة». وتبرمج الدورة أيضا عروضا للأفلام الوثائقية خارج المسابقة الرسمية، ضمن فقرة بانوراما، بكل من ساحة عبد الله كنون، وهي متاحة لجميع سكان وزوار أصيلة، وثانوية وادي الذهب، وهي عروض مخصصة للتلاميذ، ثم عروض لنزلاء السجن المدني، وتتضمن لائحة العروض 7 أفلام وهي «الخاسرون» و»الطريق إلى مكة» و»أوروبا وتشرنوبل» و»نموت ولا ننسى» و»غرام منسي» و»أصيلة تلون العالم»، وأخيرا فيلم «سبتة.. ثقافات ملونة» ويعرف ثاني أيام المهرجان، تنظيم ندوة فكرية بعنوان «صورة أوروبا في المتخيل المغربي»، بتنسيق مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية – سلك الدراسات العليا في تخصص الفيلم الوثائقي والسينما، وبمشاركة كل باحثين وأكاديميين مغاربة، ويتعلق الأمر بعبد الله بوصوف، وسعد الزموري وعز العرب معنين وسعيد يقطين. كما تشهد الدورة في يومها الثاني تنظيم لقاء مفتوح مع الإعلامي المصري أسعد طه، حول تجربته الوثائقية، ولقاء مهنيا في اليوم الثالث للمهرجان حول موضوع الإنتاج المشترك، وحفل توقيع العدد الثاني من إصدارات المجلة المغربية للأبحاث السينمائية، ثم مائدة مستديرة حول السينما الوثائقية الفلسطينية ودورها في المقاومة، فيما سيعرف اليوم الرابع تنظيم لقاء خاص حول تجارب إنتاج الفيلم الوثائقي مع سافينيز بوزيبا. وستشهد هذه الدورة حضور فلسطين كضيف شرف المهرجان، عبر سفير البلد في الرباط المشارك في حفل الافتتاح والذي يتضمن أيضا عرض فيلم «مع أني أعرف أن النهر قد جف»، للمخرج الفلسطيني عمر روبيرت هاملتون، والذي يحكي قصة عودة مهاجر فلسطيني بأمريكا إلى بلده الأم الذي غادره وهو طفل صغير، فيما ستكون فلسطين حاضرة في باقي أيام المهرجان عبر عروض ونقاشات حول تجربة الإنتاج الوثائقي الفلسطيني، مع استحضار دورها في المقاومة الفلسطينية من بوابة الإعلام. وبرمجت اللجنة المنظمة، أيضا، ورشتين تكوينيتين ضمن هذه الدورة، الأولى لفائدة طلبة ماستر الفيلم الوثائقي بجامعة تطوان، ويؤطرها المخرج والصحفي الأردني منتصر مرعي، مسؤول الإنتاج السابق بقناة الجزيرة الوثائقية ورئيس قسم الاستشارات الإعلامية حاليا. فيما الورشة الثانية مخصصة ل»الطفل المبدع»، ويؤطرها المخرج المغربي عبد الغفار السالفي، وتتمحور فكرتها حول إنتاج فيلم وثائقي من إعداد وإخراج أطفال أصيلة.