بعد صمت دام عدة أيام بخصوص ملف اللاعب منير الحدادي الذي اختار اللعب للمنتخب الإسباني بدل أن يحمل قميص»الأسود»، خرجت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن صمتها، وأدلت بالكثير من المعطيات المتعلقة باللاعب وعائلته، وكيف أن الجامعة تحركت في كل الاتجاهات لتقنع اللاعب بالانضمام إلى المنتخب الوطني. لقد قال فوزي لقجع رئيس الجامعة في تصريحات صحفية إن كل شيء تم القيام به ليحمل الحدادي قميص «الأسود»، قبل أن يصف ما يردده والد اللاعب ب»المغالطات» التي لا أساس لها من الصحة، مشيرا إلى أن الاتصالات بدأت في عهد الجامعة السابقة التي كان يترأسها علي الفاسي الفهري، وأنها تواصلت مع الجامعة الحالية، وأن اللاعب وعائلته لو كانوا يرغبون في أن يلعب منير للمنتخب الوطني لفعل ذلك، ليخلص إلى أن قميص المنتخب غال، وأنه لا يمكن أن يتم وضعه في المزاد العلني. أما نور الدين البوشحاتي رئيس لجنة المنتخبات الوطنية، فقد أدلى بمعطيات مهمة عن الخطوات التي قامت بها الجامعة، وكيف أنه تمت الاستعانة بسفير المغرب في إسبانيا، وكيف سافر هو شخصيا لمليلية للقاء عائلته، قبل أن يكشف أن عائلته لم تعد ترد على مكالمات الجامعة ولم تحضر للقاء تم الاتفاق بشأنه، وغيرها من معطيات. وإذا كانت قضية الحدادي أثارت الكثير من الجدل، فإنه هنا لابد من التنويه بالخروج الإعلامي لرئيس الجامعة وأيضا لرئيس لجنة المنتخبات الوطنية لأنهما قدما معطيات مهمة، لو أنهما احتفظا بها لنفسيهما، فمن المؤكد أن الصورة كانت ستبقى مضببة، وسيترسخ في اعتقاد الجميع أن ما قاله والد الحدادي هو الصواب، وأن الجامعة لم تحرك ساكنا، ولم تقم بأي خطوات لضم هذه الموهبة. هنا لابد من الإشادة بموقف الجامعة، وبتواصلها مع الرأي العام، فهنا تظهر أهمية التواصل وقيمته ودوره في وضع النقاط على الحروف. لقد بدأت تلوح في أفق الجامعة بوادر تواصل فعال ومهني ومحسوب، والأمل أن يتواصل ذلك في كل المحطات، أما الأكثر أهمية، فهو أن تضع الجامعة استراتيجية محكمة للتنقيب عن المواهب، فرحيل حدادي ليس نهاية العالم، فهناك «حداديات» كثر في مغربنا، وهناك مواهب تحتاج إلى من ينقب عنها، ويمنحها التكوين العلمي ويصقل مؤهلاتها، حتى تحمل غدا قميص «الأسود»، وهو ما لن يتم بدون مراكز تكوين فعالة، وبدون مؤطرين من المستوى العالي، أما الحدادي فيظل في البداية والنهاية شابا مغربيا اختار طريقه، نتمنى أن يوفق فيه، مثلما نأمل أن يبزغ فجر جديد للكرة المغربية وخصوصا المنتخب الوطني الذي توضع عليه آمال كبيرة، حينها سيأتي أمثال الحدادي مشيا على الأقدام ليحظوا بفرصة اللعب ل»الأسود».