كشف التقرير، الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة بداية الأسبوع إلى مجلس الأمن حول ملف الصحراء عن ارتفاع ضحايا حوادث انفجار الألغام بالصحراء المغربية، سواء شرق أو غرب الجدار الأمني. فقد سجلت بعثة «المينورسو» وقوع 8 حوادث انفجار ألغام خلال شهري يناير وفبراير 2009، في حين لم تسجل سوى ثلاث حوادث في الفترة ذاتها من 2008، وقد أرجع التقرير هذه الزيادة إلى الأمطار التي عرفتها المنطقة مع بداية السنة الجارية. امجمد مخلوف، رئيس الجمعية المغربية لضحايا الألغام بالسمارة، أوضح ل «المساء» أن هذه الأخيرة وقفت خلال حملة تحسيسية قامت بها بداية شهر أبريل الجاري بنواحي السمارة على جرف مياه الأودية بفعل الأمطار الكثيرة التي عرفتها المنطقة بداية السنة، لعدد من الألغام وحملها إلى مناطق عارية، مما زاد من حوادث انفجارها. وقال رئيس الجمعية إن المعطيات المتوفرة لديه تشير إلى وفاة 4 رعاة خلال شهري دجنبر 2008 ويناير 2009 بمنطقة الحوزة (90 كلم شرق مدينة السمارة)، وأضاف أن عددا من الحوادث يكون سببها جهل الرعاة والكسابة بشكل الألغام التي يصادفونها في طريقهم. وخلال العام الماضي، عرفت المناطق الصحراوية 18 حادث انفجار لغم ومواد متفجرة، 12 منها غرب الجدار الأمني و6 شرقه، وهو ما يشكل زيادة كبيرة مقارنة بسنة 2007 التي لم تسجل سوى 8 حوادث. وذكر التقرير أن القوات المسلحة الملكية قامت، استجابة للنداءات الدولية، بإزالة الألغام من مناطق تصل مساحتها إلى 420 كلم مربع، بفعل الحملة التي شنتها من فاتح ماي 2008 إلى 28 فبراير الماضي. وقد عاينت «المينورسو» تدمير 70 لغماً مضادا للأفراد، و62 مضادا للدبابات و1644 ذخيرة غير متفجرة و10000 مادة متفجرة مُخزنة. وقال «بان كي مون» إن الجهود المشتركة مكنت من تحسين جودة المعلومات والتعرف بطريقة أحسن على وجود مواد متفجرة من مخلفات الحرب، مشيرا إلى وجود تعاون بين المينورسو والمنظمة الدولية غير الحكومية «لاند مين أكشن». وخلصت المنظمة الدولية في تقريرها حول عملية الجمع إلى وجود 199 منطقة خطيرة و412 موقعا به ذخائر لم تنفجر بعد، ويتوقع أن ينفذ خلال سنتي 2009 و2010 برنامج لوضع إشارات وعلامات تنبه البدو الرحل وسكان المنطقة عموما إلى وجود مواد خطيرة. وأشار الأمين العام، في ملاحظاته وتوصياته لمجلس الأمن، إلى أن الجيش المغربي منخرط في جهود إزالة الألغام، وقد طلب موارد إضافية، متمثلة في آليات ميكانيكية وأجهزة رصد، لتسريع وتحسين عملياته لتطهير المناطق الصحراوية من هذه المواد المتفجرة، ودعا المسؤول الأممي الأطراف المانحة لمساعدة طرفي النزاع للدفع قدماً بعمليات الإزالة التي تتطلب موارد مالية مهمة.