أعد مركز «بوي» البحثي الأمريكي خريطة توضيحية تضم معلومات وإحصاءات رسمية للدول بشأن عدد المقاتلين الخارجين منها إلى الأراضي السورية، للمشاركة في صفوف الجماعات المسلحة في الحروب الدائرة بأكثر من دولة بالمنطقة. وأوضحت الخريطة، التي نشرها المركز على موقعه الإلكتروني، أن المغرب صدر ما يفوق 1500 مقاتل إلى صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» ليحل بذلك في الرتبة الثالثة بعد تونس، التي تعد أكبر دولة مصدرة للمقاتلين إلى الأراضي السورية بين الدول العربية، حيث خرج منها ما يقرب من 3000 مقاتل، تلتها المملكة العربية السعودية ب2500 مقاتل.. الرسم التوضيحي، الذي نشره المركز البحثي الأمريكي، يشير أيضا إلى أن روسيا حلت على رأس قائمة الدول الأجنبية المصدرة للإرهاب بسوريا بعد خروج 800 مقاتل منها، تليها فرنسا التي خرج منها 700 مقاتل للمشاركة في الحرب بالأراضي السورية. التقرير الأخير ينضاف إلى تقرير صادر قبل أشهر عن مركز «سوفان غروب» للدراسات الاستراتيجية، الذي يوجد مقره بنيويورك، وأشرف على تحضيره الدبلوماسي ورجل الاستخبارات البريطاني السابق ريتشارد باريت، وهو التقرير الذي يشير إلى ارتقاع عدد المقاتلين من جنسيات مختلفة في سوريا إلى أزيد من 12 ألف مقاتل، ووضع تونس في المقدمة، متبوعة بالسعودية والمغرب ثم الجزائر بقرابة 200 مقاتل. مشاركة المقاتلين المغاربة في الحرب الدائرة في سوريا أدت إلى مقتل حوالي 270 مغربيا، حسب ما كشفت عنه إحصائيات حديثة. وقد أظهرت إحصائيات معهد عسكري أوروبي أن القتلى المغاربة سقطوا بنيران مختلفة، حيث ينتمي بعضهم إلى جماعات مقاتلة مختلفة، يأتي في مقدمتها تنظيم «الدولة الإسلامية» وجبهة النصرة. وأشارت الإحصائيات ذاتها إلى أن عددا قليلا من المغاربة ينشطون بصفتهم قناصة ضمن الجماعات المسلحة في سوريا، في الوقت الذي توكل إلى نسبة كبيرة منهم مهمة القتال على الأرض. وأدى ارتفاع القتلى في صفوف المغاربة إلى تراجع عدد منهم عن فكرة الاستمرار في القتال، وفتحوا قنوات اتصال مع الأجهزة الأمنية في المغرب للعودة، متعهدين بأنهم لن يمسوا أمن المغرب، وأنهم مستعدون للانخراط من جديد في المجتمع المغربي.