المراهقة مرحلة صعبة تتميز بعدم الاستقرار الذي يؤثر على جميع أفراد العائلة وخاصة بالنسبة للآباء الذين يواجهون غضب ونزوات أطفالهم المراهقين الذين يتحولون إلى «عصاة وثوار». لكن ليست هناك تربية بدون مواجهة، ودور الآباء هو الأخذ بعين الاعتبار هذه الرغبة الشرعية لأبنائهم المراهقين في الابتعاد وفي فرض وجودهم وشخصيتهم. لكن يبقى الأصعب هو أن جعلهم مطيعين بدون صراخ أو تهديد. خبراء التربية يقدمون لك سيدتي هذه النصائح التي تساعدك على تحويل ابنك المراهق المتمرد الى طفل حنون ووديع. ابحثي معه عن الحلول ناقشي معه المشاكل التي يسببها لك، واطلبي منه إيجاد حل يلائمكما. فهذه الإستراتيجية تمنحه الثقة بالنفس. وتذكري أنه عندما تسمع وتحترم طلبات المراهق فإنه يكون أكثر قابلية للإذعان. قولي له مثلا أنك ستغضين النظر عن الفوضى شريطة أن يفرغ سلة مهملاته ويجلب الأكواب والصحون المتسخة إلى الحوض، ولكن لا تسمحي له بالدخول في نقاشات جدلية بدون نهاية، ويجب أحيانا أن تعرفي كيف توقفيه عند حده. دعيه يتعلم من التجارب دعيه يتحمل نتائج أفعاله، فهدة خطوة مهمة للتعلم الذاتي والحرص في المستقبل والتفكير قبل الإقدام على أي فعل، ووضعه في مواجهة مسؤولياته، وتأكدي أنه عندما تتكوم ملابسه المتسخة سيجد الطريق فورا لآلة الغسيل. ذكريه باستمرار ضعي إشارات من أجل مساعدته على تذكر بعض الأشياء للعمل بها ولاحترامها. مثلا ألصقي ورقة على مرآة الحمام من أجل تذكيره أنه يجب غسل الحمام بعد قضاء الحاجة، أو أخرى على باب غرفته من أجل أن يتذكر أن يكنس غرفته صباحا.. كوني حازمة معه اتفقي مع زوجك على قواعد من أجل أن لا تبدوا منقسمين أمام الطفل. وكونا متأكدين من نفسيكما. فإذا أحسا بفشلكما فانه لن يعيركما اهتماما. ليكن صوتكما هادئا وحازما مما سيوحي إليه بضرورة العمل بكلامكما. مثلا، «عندما تنتهي من هذا... افعل هذا ...». فهذا الأسلوب هو أكثر فعالية من «أطلب منك أن تفعل....». عوّديه على الالتزام استخدمي ضابط الوقت الخاص بك من أجل تشجيعه على طاعتك. مثلا، اضبطي الوقت الذي يجب عليه أن ينهي عمله فيه وكوني حازمة، فعندما ينتهي الوقت فقد انتهى. وهي طريقة مسلية لفرض الحدود وتشجيع التصرفات الجيدة. وتأكدي أنك ستكونين مبهورة من الدرجة التي سيلتزم فيها المراهق بهذه اللعبة. قليل من المديح في سن المراهقة، ما يزال المراهق يسعى إلى أن تكوني راضية عنه. ولهذا يجب أن لا تبخلي عليه بالمديح لأن هذا سيجعله يحس بأنك تعتمدين عليه، وأنه لن يخذلك. والهدف هو أن يكون فخورا بأن علاقتكما في تحسن، وأن له دورا في هذا. وسيشعر أنه لديه تأثيرا على نفسه أولا وعلى من حوله. مثلا قولي له: «إنني فخورة بك لأنك فكرت بتنظيف غرفتك»، أو امنحيه بعض النقود. كوني قدوة له كيف يمكنك أن تطلبي من ابنك المراهق أن ينظف غرفته بينما غرفتك غير نظيفة؟ وكيف تطلبين منه أن يحضر في الموعد إلى المدرسة بينما أنت دائما متأخرة عن عملك؟ الأمر لا يتعلق بآباء مثاليين، فلديك الحق في الخطأ، لكن تذكري أن المراهق يعتبرك نموذجه الأول. عاقبيه لكن بدون إذلال لكي تظهري أن بعض التصرفات غير لائقة يجب أن يكون هناك عقاب، لكن يجب أن تكون العقوبة محددة وفعالة وعادلة بدون إذلال. ويجب أن تطلبي منه أيضا أن يحل المشكلة التي تسبب بها بنفسه أو أن يشارك في أعمال منزلية. ومهما كان الأمر تجنبي التهديدات التي لا تستطيعين تنفيذها.