سيصبح بمقدور المقاولات المغربية الصغرى والمتوسطة تطوير إنتاجيتها باحترام معايير السلامة البيئية الدولية، بعد أن أشرف مركز الأنشطة الجهوية للإنتاج النظيف الذي يعمل بشكل مستقل مع منظمة الأممالمتحدة، أمس بالدار البيضاء، على توقيع اتفاقية» مبادرة كريكو» مع كل من الاتحاد العام لمقاولات المغرب ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة وكتابة الدولة في الماء والبيئة لتحسين مردوديات المقاولات ومحاربة أشكال التلوث الصناعي. وصرح رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة، أن الحاجة أصبحت ملحة لاتباع المعايير البيئية في القطاع الصناعي لتفادي تبعات التلوث وتخفيض حجم النفايات. وأضاف الشامي أنه حان الوقت لإدماج حماية البيئة في سياسات التنمية الاقتصادية لضمان تنافسية أكبر للمقاولات المغربية. بالمقابل، اعتبر عبد الكبير زهود، كاتب الدولة في البيئة، أنه تم إنجاز 95 مشروعا بغلاف مالي ناهز 481 مليون درهم خاص بالحماية البيئية في مختلف المراحل الإنتاجية الخاصة بالمقاولات الصناعية والصناعة التقليدية، مشيرا إلى أنها تعكس برنامج التنافسية البيئية وتمثل فرصة للمقاولات الصغرى والمتوسطة في تقوية بنياتها البيئية. ومن المنتظر أن تدمج المقاولات المغربية، باختلاف أنشطتها الصناعية، مبادئ الحماية البيئية لتشمل منتوجاتها وخدماتها بتكاليف منخفضة. وتتجلى أهداف مفهوم الإنتاج النظيف الخاص بالمقاولات، الذي تعتمده كل من مصر وإسبانيا وتركيا وكرواتيا، في وضع ضوابط التشريع البيئي وإدخال التقنيات البيئية في كافة مراحل الإنتاج لتفادي التلوث. وتعاني المنطقة المتوسطية من الاستعمال المفرط للماء والطاقة واستخدام المنتوجات الكيماوية في سلاسل الإنتاج الصناعي، واستفادت مائة مقاولة في المنطقة من برنامج التنافسية البيئية، ووفر لها ما يناهز 14 مليون أورو، فيما ارتفعت الأرباح الصافية بعد خمس سنوات لتصل إلى 57 مليون أورو. وتتضمن أهداف المشروع الذي يعده مركز الأنشطة الجهوية للإنتاج النظيف مساندة المقاولات في المنطقة المتوسطية لتوفير خبراء مختصين في مجالات الإنتاج، وتحليل توزيع الأرباح الاقتصادية المتعلقة بالبيئة. ومن المنتظر أن تساعد آليات هذا المشروع حسب الخبراء على خلق عصرنة تنافسية وتسريع وتيرة انخراط المقاولات الصغرى والمتوسطة فيه، وتأهيلها لمواجهة تحديات السوق الوطنية والدولية والمتطلبات الاجتماعية للمقاولة وحتى تتمكن من تحسين صورة ونوعية المنتوج المغربي على الصعيد الدولي.