أشرفت عناصر للدرك على فك الشمع الأحمر لإعادة فتح الصندوق الخشبي الذي وضع فيه جثمان الطالب المتوفى مصطفى مزيان، في وقت متأخر من ليلة الخميس/الجمعة، بتنسيق مع النيابة العامة لمحكمة الاستئناف بفاس، وذلك استجابة لإصرار عائلة الطالب على إلقاء النظرة الأخيرة على الجثمان، وظل جثمان الطالب طيلة الليلة في سيارة إسعاف بجوار المنزل، قبل تشييع الجنازة صباح أمس الجمعة للدفن في مقبرة مجاورة. وفي السياق ذاته، حسم تقرير صادر عن أطباء شرعيين بمستشفى ابن رشد بالدارالبيضاء، بعد تشريج جثة مصطفى مزياني، الطالب القاعدي المتوفى بعد 70 يوما من الإضراب عن الطعام، في ملابسات الوفاة. وقالت مصادر اطلعت على ملخص للتقرير الطبي إن الأطباء الشرعيين أكدوا بأن أسباب الوفاة تعود إلى تداعيات الإضراب المفتوح عن الطعام، موردة بأن الجهاز العصبي والتنفسي والكبد والجهاز الهضمي للطالب والتي تعرضت لأضرار بليغة جراء امتناعه عن الأكل، وخوضه لإضراب لا محدود عن الطعام، مطالبا بالعودة إلى الجامعة وإلغاء قرار طرده من كلية العلوم بمركب ظهر المهراز. وأوردت المصادر ذاتها بأن عائلة الطالب المتوفى، أشعرت بهذه الخلاصات، بتعليمات من النيابة العامة، حيث تقرر بعدها استكمال ترتيبات نقل جثمان الطالب من الدارالبيضاء في اتجاه قرية «تانديت» بنواحي بلدة «أوطاط الحاج» التابعة لإقليم ميسور، حيث يتحدر الطالب المتوفى، وذلك بناء على رغبة العائلة التي قررت دفنه في قريته، في مقبرة مجاورة. وشارك المئات من المتظاهرين برفقة أفراد عائلة الطالب، ومنهم جده وجدته، في احتجاجات عارمة جابت «شوارع» قرية «تناديت» المنسية في وقت متأخر من الليل، احتجاجا على سياسة «الإهمال» التي ووجهت بها قضية الطالب المتوفى والذي نعته الطالبة القاعديون ب»شهيد الشعب المغربي». وقال عمر أربيب، عضو المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ل»المساء» إن الجمعية قد سبق لها أن حذرت من الفاجعة، بعدما توصلت بمعطيات وتقارير من فرعها بفاس سايس، مضيفا بأن عمادة كلية العلوم بجامعة فاس كانت عنيدة، ورفضت إعادة تسجيل الطالب، وقال إن حكومة بنكيران تعاملت بنوع من «الانتقام» مع ملف الطالب المتوفى، وهو تعامل غير مسؤول، يضيف أربيب، في إشارة إلى مخلفات أحداث ما يعرف ب»الخميس الأسود» بمركب ظهر المهراز، والتي أسفرت لحد الآن عن مقتل الطالب الإسلامي عبد الرحيم الحسناوي، واعتقال 13 طالبا من رموز القاعديين، ووفاة أحدهم متأثرا بإضرابه المفتوح عن الطعام. وتحولت قرية «تانديت» المعزولة إلى محج للعشرات من النشطاء والمتعاطفين مع «البرنامج المرحلي»، أحد أبرز الفصائل السياسية الحاضرة بالمركب الجامعي ظهر الهراز بجامعة فاس، وذلك إلى جانب فعاليات حقوقية ويسارية، بغرض المشاركة في جنازة الطالب مزياني، والذي انضاف إلى قائمة «شهداء الحركة الطلابية» بتعبير ناشط يساري في مدينة فاس. وسار العشرات من المحتجين ضد سياسية «الإهمال» التي ووجه بها ملف هذا الطالب في تظاهرات حاشدة في هذه القرية المنسية. وكان قد أعلن، مساء يوم الأربعاء، عن وفاة الطالب القاعدي مزياني وهو يرقد في غرفة الإنعاش بالمستشفى الجامعي، متأثرا بالإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على قرار طرده من متابعة الدراسة في كلية العلوم ظهر المهراز، وسط احتجاجات للطلبة القاعديين الذين دخلوا في مناوشات مع القوات العمومية بسبب منعهم من إلقاء النظرة الأخيرة على الطالب المتوفى.