خلصت الندوة المنعقدة بأكادير، والتي نظمها الفرع الجهوي للجمعية المغربية للصحافة الرياضية مساء الجمعة الأخير حول موضوع الوصف الرياضي بالأمازيغية، إلى ضرورة توحيد المصطلحات الرياضية وتيسير الوصف الإذاعي بالأمازيغية. واتفقت آراء المشاركين في الندوة على ثلاثة روافد أساسية لإغناء وتوحيد معجم المصطلحات الرياضية الأمازيغية، أولا بترجمة المصطلحات إما حرفيا أو بترجمة المعنى ثم بالقياس والنحت اللذين تتيحهما اللغة الأمازيغية، وثالثا باشتقاق وخلق مصطلحات رياضية أمازيغية جديدة. اختيار موضوع الندوة حسب مداخلات الحاضرين فرضته الدينامية التي خلقها تحرير المشهد السمعي البصري، وزيادة الوعي بثقافة القرب التي تستوجب قنوات أكثر فاعلية للتواصل، ومادام أن علم اللسانيات يجعل اللغة المحلية أو اللغة الأم، الأقرب إلى التعبير عن ثقافة ومشاعر مستعملها، وبالتالي فالوصف الإذاعي الرياضي بالأمازيغية هو السبيل الأنسب لإيصال المعلومة الرياضية، خصوصا بالمناطق التي تنتشر فيها الأمازيغية بشكل واسع كسوس،الأطلس والريف. الوصف الإذاعي بالأمازيغية في بدايته لم يكن هينا، بل كان يستلزم جرأة كبيرة لاقتحام الوصف الإذاعي باللغة الأمازيغية، فكانت أولى التجارب في الوصف المباشر للزميل محمد ولكاش الذي نقل أول مقابلة باللغة الأمازيغية من ملعب الانبعاث بداية التسعينيات، وجمعت حسنية أكادير بأحد الفرق الفرنسية في حفل تكريم بنعيسى اللاعب السابق للحسنية والجيش الملكي، وكانت غير عادية على الأقل بالنسبة للجمهور السوسي الذي لم يألف نقل مباريات الفرق السوسية بلغته الأم. وإلى جانبه برز صوت الزميل مبارك إدمولود الذي تخصص في برامج رياضية بالأمازيغية بالإذاعة الجهوية لأكادير، وبعدهما مصطفى إدعبد الرحمان ورشيد عبد الواحد قبل أن تفتح الإذاعات الخاصة في السنتين الأخيرتين الباب لأسماء إذاعية أخرى اختارت الوصف الرياضي بالأمازيغية. فأضحت مصطلحات من قبيل « تمسويت ،لغراف ندونيت، أكدود.» تجد مكانها بثبات في الوصف الرياضي بالأمازيغية بعدما كانت في السابق تثير الاستغراب بل أصبحت متداولة على نطاق واسع. وإلى جانب مطلب تقعيد المصطلحات الأمازيغية، ألح المشاركون في الندوة على ضرورة عدم خلط الوصف الإذاعي بالأمازيغية بكلمات من العامية أو الفصحى أو حتى الكلمات اللاتينية، والميل أكثر إلى الاجتهاد في ما يتيحه القاموس الأمازيغي من المصطلحات الأكثر تداولا في كل منطقة من المناطق الثلاث، على أساس توحيد الوصف بينها مستقبلا، دون أن يصل الاجتهاد إلى درجة نطق أسماء الفرق والأندية بما يقابلها في الأمازيغية وما إلى ذلك من الاجتهادات غير المحمودة.