هي واحدة من نجمات السينما المصرية في الثلاثينات والأربعينات، حققت شهرة واسعة في عالم الفن السابع بفضل جمالها الآسر. لكن خلف بريق السينما كانت راقية تخفي شيئا كبيرا انكشف بعد هجرتها مصر إلى الأبد في عام 1954. معا نكشف الحياة المزدوجة لراشيل أبراهام أو راقية إبراهيم. من راشيل إلى راقية لنعد إلى بداية بطلة القصة راشيل أبراهام ليفي. والتي ولدت لأسرة يهودية مصرية بحي اليهود بالسكاكيني في ال22 من يونيو عام 1919. تلقت راشيل تعليمها في المدارس الفرنسية ثم في كليه الآداب بالقاهرة.كانت مدرسة فرقة الأناشيد في المدرسة الابتدائية، وكانت أمنيتها أن تصبح مطربة مشهورة، وقيل إنها بدأت حياتها بالعمل في بيع الملابس، كما كانت تعمل بالخياطة للأمراء، والملوك، مما ساهم في خلق طموح بداخلها للوصول لأعلى درجات الشهرة. وبدأت أولى خطواتها في مجال الفن من خلال العمل بإحدى محطات الإذاعة الأهلية والتي كان يمتلكها الأديب فريد رفاعي، وقررت تغيير اسمها من راشيل أبراهام إلى راقية إبراهيم، وبعدها إلى فرقة زكى طليمات، أحد رواد المسرح المصري، ليبدأ نجمها الفني في البزوغ. دخلت راقية السينما المصرية مع بهيجة حافظ، من أوائل الرائدات المصريات في عالم التمثيل والإنتاج في السينما، وهي أول وجه نسائي ظهر على شاشة السينما. توالت نجاحات راقية بعد ذلك من خلال قيامها ببطولة أفلام، «ليلى بنت الصحراء»، و«أولاد الذوات»، و»سيف الجلاد»، و«رصاصة في القلب»، الذي يبقى أشهر أفلامها وأحد أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية» حين أدت مع الموسيقار محمد عبد الوهاب أغنية حكيم عيون. تزوجت راقية من مصري مسلم هو المهندس مصطفى والي واستمرت في العمل بالسينما، وبالموازاة مع ذلك بدأت العمل في نشاط سري. فرغم جنسيتها المصرية إلا أن ولاء راقية ابراهيم الأول والأخير كان لدولة إسرائيل، حيث لعبت دورا كبيرا في تشجيع يهود مصر على الهجرة لإسرائيل عقب حرب 1948، وإعلان قيام دولة إسرائيل بشكل سري. في عام 1952وأثناء عرض فيلم «زينب» في مهرجان «كان» اختلفت راقية بطلة الفيلم مع الوفد المصري المصاحب لها، فقابلت اللجنة المنظمة للمهرجان وادعت أنها تتعرض لاضطهاد من الحكومة المصرية بسبب كونها يهودية فما كان من اللجنة المنظمة للمهرجان إلا أن استبعدت الوفد المصري واعترفت ب راشيل أبراهام ممثلة وحيدة لمصر، وقد سبق لها أن رفضت المشاركة في فيلم تقوم فيه بدور بدوية تخدم الجيش المصري الذي بدأ يستعد لحرب فلسطين. بعد قيام ثورة يوليو وقيام راقية ببطولة آخر أفلامها «كدت أهدم بيتى» إنتاج 1954 طلبت الطلاق من المصور مصطفى والي وهاجرت إلى الولاياتالمتحدة وتنازلت عن الجنسية المصرية، وأهدتها إسرائيل الجنسية وعينت دبلوماسية في مكتب إسرائيل لدى الأممالمتحدة، وتزوجت من يهودي أمريكى وأسسا شركة لإنتاج الأفلام. بعد قيام ثورة يوليو على الملكية عام 1952 وعقب انتهائها من فيلم «جنون الحب» وانتهاء إجراءات طلاقها من زوجها المصري عام 1954، تخلت راقية عن مصريتها ونزعت عن نفسها الرداء المصري،واختارت أن تكون إسرائيلية، فهاجرت عام 1954 إلىالولاياتالمتحدة للعمل مع الوفد الإسرائيلي في الأممالمتحدة، بفضل إجادتها للغات الفرنسية والإنجليزية والإيطالية باسمها الحقيقي راشيل أبراهام ليفي. تزوجت راقية خلال وجودها بأمريكا بأمريكي من أصول يهودية، وتحولت راقية إلى سيدة أعمال بمدينة نيويورك حيث امتلكت محلات لبيع التحف حتى وفاتها عام 1977. عميلة للموساد كشفت الأيام أن راقية إبراهيم كانت تعمل جاسوسة لحساب الموساد الإسرائيلي، وتردد أنها كانت شريكة في عملية اغتيال عالمة الذرة المصرية، وإن ظل البعض ينفي تلك الجريمة عنها. لكن بعد أكثر من 25 سنة على وفاتها، خرجت حفيدتها «ريتا ديفيد توماس» عام 2012، لتقر وتعترف بتورط جدتها في الجريمة وأكدت أن جدتها تعاونت مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي «الموساد» لاغتيال عالمة الذرة المصرية «سميرة موسى»، مؤكدة أن جدتها كانت مؤمنة بإسرائيل. الحفيدة قالت إن جدتها اليهودية راشيل إبراهام ليفي التي حملت اسم راقية إبراهيم، أخفت بداخلها طيلة وجودها في مصر عقيدة إيمانها بإقامة دولة إسرائيل. الحفيدة أكدت أن جدتها ارتبطت بصداقة في أواخر الأربعينيات بعالمة الذرة المصرية «سميرة موسى»، وهي تضمر أيضا في نفسها الشر والحقد لها، إلى أن واتتها الفرصة، وتعاونت مع الموساد الإسرائيلي في التجسس عليها وقتلها، وهذا ما كشفت عنه مذكراتها الشخصية التي كانت تخفيها وسط كتبها القديمة في شقتها. بين راشيل وعمرو موسى كانت المفاجأة، أن هناك من ربط بين الفنانة اليهودية وعمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق، وأمين جامعة الدول العربية السابق، والذي طالته إشاعات وقت خوضه لانتخابات الرئاسة في مصر في عام 2012، وهو ما دفع عمرو موسى وقتها لإصدار بيان ينفي فيه أن والده تزوج الفنانة راقية إبراهيم، أو أن له أخاً غير شقيق منها يدعى «علي». وجاء في البيان الذي أصدره موسى، وقتها، عبر صفحته الرسمية على «فيسبوك» وتويتر: «تناقلت بعض المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي أمراً مضحكاً في مضمونه مؤسفاً في تزويره، بأن والد عمرو موسى تزوج الفنانة راقية إبراهيم وهذا عار تماماً عن الصحة وسوف نضع المتسبب في هذا الكذب والتزوير أمام القانون، حيث إن والدة عمرو موسى هي ثريا حسين الهرميل كريمة حسين الهرميل عضو مجلس النواب الأسبق عن دائرة محلة مرحوم التابعة لمحافظة الغربية، وحفيدة الشيخ عثمان الهرميل عضو مجلس شورى القوانين ومصطفى باشا أبوالعز من أعيان ميت أبو غالب بالدقهلية». وأضاف: «تناولت هذه المواقع أيضاً أن عمرو موسى له أخ غير شقيق يدعى «علي» أو «إيلاي»، فوالد عمرو موسى، الدكتور محمود موسى عضو مجلس النواب الأسبق، نجل الشيخ أبوزيد موسى عمدة قرية بهادة بالقليوبية، كان له ولد من ارتباط سابق أثناء دراسته في فرنسا في العشرينيات من القرن الماضي ويحمل اسم «بيير»، وهو لا يحمل أي جنسية غير الجنسية الفرنسية ولا علاقة له بمصر. تصنف راقية على أنها من أجمل ممثلات مصر في القرن العشرين تسلقت سلالم الشهرة أمام كاميرات مصرية وخلفت وراءها 19 فيلما، وكانت على عكس الكثير من الفنانين اليهود المصريين الذين تمتعوا بالوطنية والانتماء الشديد لمصر، تؤمن فقط بدولة إسرائيل ولم تتردد في التضحية بأصدقائها في سبيل ذلك.