مسؤول فرنسي رفيع المستوى .. الجزائر صنيعة فرنسا ووجودها منذ قرون غير صحيح    سقوط عشرات القتلى والجرحى جراء حريق في فندق بتركيا    جريمة بيئية في الجديدة .. مجهولون يقطعون 36 شجرة من الصنوبر الحلبي    "حماس": منفذ الطعن "مغربي بطل"    الكاف : المغرب أثبت دائما قدرته على تنظيم بطولات من مستوى عالمي    دوري أبطال أوروبا.. برشلونة يقلب الطاولة على بنفيكا في مباراة مثيرة (5-4)    ماستر المهن القانونية والقضائية بطنجة ينظم دورة تكوينية لتعزيز منهجية البحث العلمي    "سبيس إكس" تطلق 21 قمرا صناعيا إلى الفضاء    الحاجب : تدابير استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد (فيديو)    ارتفاع عدد ليالي المبيت السياحي بالصويرة    ربط كهربائي ومعبر جديد.. المغرب وموريتانيا يرسّخان جسور الوحدة والنماء    "البام" يدافع عن حصيلة المنصوري ويدعو إلى تفعيل ميثاق الأغلبية    كأس أمم إفريقيا 2025 .. "الكاف" يؤكد قدرة المغرب على تنظيم بطولات من مستوى عالمي    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    تركيا.. ارتفاع حصيلة ضحايا حريق منتجع للتزلج إلى 76 قتيلا وعشرات الجرحى    التحضير لعملية "الحريك" يُطيح ب3 أشخاص في يد أمن الحسيمة    لمواجهة آثار موجات البرد.. عامل الحسيمة يترأس اجتماعًا للجنة اليقظة    الحكومة: سعر السردين لا ينبغي أن يتجاوز 17 درهما ويجب التصدي لفوضى المضاربات    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض    تركيا.. يوم حداد وطني إثر حريق منتجع التزلج الذي أودى بحياة 66 شخصا    وزارة التربية الوطنية تعلن صرف الشطر الثاني من الزيادة في أجور الأساتذة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأربعاء    مطالب في مجلس المستشارين بتأجيل مناقشة مشروع قانون الإضراب    اتخاذ إجراءات صارمة لكشف ملابسات جنحة قطع غير قانوني ل 36 شجرة صنوبر حلبي بإقليم الجديدة    توقيع اتفاق لإنجاز ميناء أكادير الجاف    مجلس المنافسة يكشف ربح الشركات في المغرب عن كل لتر تبيعه من الوقود    الدفاع الجديدي ينفصل عن المدرب    اليوبي يؤكد انتقال داء "بوحمرون" إلى وباء    فضيل يصدر أغنيته الجديدة "فاتي" رفقة سكينة كلامور    افتتاح ملحقة للمعهد الوطني للفنون الجميلة بمدينة أكادير    هل بسبب تصريحاته حول الجيش الملكي؟.. تأجيل حفل فرقة "هوبا هوبا سبيريت" لأجل غير مسمى    أنشيلوتي ينفي خبر مغادرته ريال مدريد في نهاية الموسم    المجلس الحكومي يتدارس مشروع قانون يتعلق بالتنظيم القضائي للمملكة    ندوة بالدارالبيضاء حول الإرث العلمي والفكر الإصلاحي للعلامة المؤرخ محمد ابن الموقت المراكشي    المبادلات التجارية بين المغرب والبرازيل تبلغ 2,77 مليار دولار في 2024    الغازوال والبنزين.. انخفاض رقم المعاملات إلى 20,16 مليار درهم في الربع الثالث من 2024    مطالب برلمانية بتقييم حصيلة برنامج التخفيف من آثار الجفاف الذي كلف 20 مليار درهم    تشيكيا تستقبل رماد الكاتب الشهير الراحل "ميلان كونديرا"    انفجار في ميناء برشلونة يسفر عن وفاة وإصابة خطيرة    المؤتمر الوطني للنقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية: "خصوصية المهن الفنية أساس لهيكلة قطاعية عادلة"    العمراني : المغرب يؤكد عزمه تعزيز التعاون الإستراتيجي مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد تنصيب ترامب    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات" بالاذاعة الوطنية : نظرات في الإبداع الشعري للأديب الراحل الدكتور عباس الجراري    ترامب يوقع أمرا ينص على انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية    إيلون ماسك يثير جدلا واسعا بتأدية "تحية هتلر" في حفل تنصيب ترامب    ترامب: "لست واثقا" من إمكانية صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    المغرب يدعو إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة    الإفراط في اللحوم الحمراء يزيد احتمال الإصابة بالخرف    وفاة الرايس الحسن بلمودن مايسترو "الرباب" الأمازيغي    دوري أبطال أوروبا.. مواجهات نارية تقترب من الحسم    ياسين بونو يتوج بجائزة أفضل تصد في الدوري السعودي    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    القارة العجوز ديموغرافيا ، هل تنتقل إلى العجز الحضاري مع رئاسة ترامب لأمريكا … ؟    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    دراسة: التمارين الهوائية قد تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صلاح سرميني: ظاهرة السرقات في الثقافة السينمائية العربية

بدءاً من هذا اليوم, وبهدف تنظيف الوسط النقديّ العربيّ من المُتطفلين, والطفيليين(على حدّ تعبير الناقد السينمائي اللبناني محمد رضا), أفتح ملفات النقل, والسطو, والسرقة في الثقافة السينمائية العربية, وأدعو من يهمّه الأمر لمُناقشة هذه الظاهرة القديمة/الجديدة, والتي تضخمّت كثيراً مع انتشار الانترنت.
وهنا, فإنني أقدم للقارئ الفضوليّ عينةً واضحةً وضوح الشمس من سرقة غبية, وأترك القارئ, والوسط النقدي, والسينمائي يحكم عليها كما يشاء, ويتخذ الإجراءات الأخلاقية, والقانونية اللازمة للقضاء عليها ما أُمكن.
سرقة اليوم بطلها الصحفي المصري أشرف البيومي(ويوقع أحياناً باسم أشرف نهاد), وضحيتها الصحفي المصري هشام لاشين, وقد أدرجت النصّ المسروق كما نُشر حرفياً في موقع (جماعة السينما الفلسطينية), والنص الأصلي المنشور في مجلة (العربي الناصري).
ومن الطريف بأن السارق يُذيل نصّه المسروق بصفة الناقد, والباحث السينمائي.
ومحاولة للردع, أتمنى من كلّ الغيورين على المهنة, وأخلاقياتها, المساهمة بشكل, أو بآخر بالكشف عن لصوص الثقافة السينمائية.
صلاح سرميني
تابعوا التفاصيل في مدونة سحر السينما
http://salah-sermini.maktoobblog.com/
النصّ المسروق
اليهود والسينما فى مصر..
كوميديا ساذجة وأفلام ضد المصريين،
بقلم أشرف البيومي
كتاب يحكى قصتهم من شالوم إلى راقية إبراهيم :
اليهود والسينما فى مصر.. كوميديا ساذجة وأفلام ضد المصريين
اشرف البيومي
إذا كان انفعال الباحث بقضايا أمته هو الدافع الأساسى وراء ما ينجزه من بحوث ودراسات.. يصبح من الطبيعى أن يتساءل البعض عن السبب فى تأخر ظهور بحث عن اليهود والسينما فى مصر ليأتى مع نهاية ربع قرن من الزمان استهلك معظمه فى بحث العلاقة بين الصهيونية والسينما العالمية بينما ظلت السينما المصرية بعيدة عن الاهتمام رغم أن الواقع يؤكد أن اليهود لعبوا دورا ملموسا فى مسيرتها حتى ما بعد عام 1948 بهذه المقدمة يستهل الناقد الجاد والباحث الدءوب أحمد رأفت بهجت أحدث إصدارته اليهود والسينما فى مصر وهو الكتاب الذى يميط اللثام عن فترة شائكة وملتبسة فى السينما المصرية بل ويعد محاولة جيدة لنضج بعض المفاهيم الشائعة حول أن الفيلم المصرى قبل 1948 لم يكن غير بضاعة هدفها الترفيه والمتعة لكل الطبقات والأجناس.. وأن الرأسمالية اليهودية انصرفت لامتلاك دور العرض السينمائى وبنيتها الأساسية مثلها فى ذلك مثل الرأسمالية اليونانية والشامية وأن ما يجمع بينهم جميعا الرغبة فى المنافسة من أجل الربح.
فقد استشعر اليهود منذ البداية كما يؤكد أحمد بهجت مدى أهمية احتكار السينما باعتبارها الشكل الجديد والأمثل من وسائل الترفيه القادرة على تحقيق أهدافهم المادية وأفكارهم الايديولوجية ويستشهد على ذلك بوقائع عديدة فمنذ بداية ظهور الشرائط السينمائية هيمنت مؤسسة فرنسية لها خطورتها ونفوذها وهى مؤسسة اليهودى شارل باتيه والتى أخذت على عاتقها احتكار السينما فى بداية عمرها 1863 - 1957 وهو ما نجحت فيه خلال ما يقل عن عشر سنوات حيث أنشئت امبراطورية واسعة ضمنت لفرنسا شبه غلبة على السينما العالمية فى سنوات ما قبل الحرب العالمية الأولى.. لاتزال بعض آثارها باقية فى معظم دول العالم إلى اليوم.. وقد نجح باتيه فى السيطرة على صناعة السينما فى العالم بما فى ذلك مصر بعد أن سيطر على الإنتاج والتوزيع ودور العرض ونجاحه فى التحالف مع الشركات الأمريكية واليهودية، ومع ازدياد دور العرض السينمائى كانت الخطوة التالية قيام الرأسماليين اليهود بإنشاء شركات لاستيراد مستلزمات دور العرض السينمائى وسنجد هنا أسماء لعائلات يهودية شهيرة تستحوذ على التوكيلات الأجنبية لهذه الأجهزة ومنها عائلات جرين وموصيرى وكوزبيل وليفى وكان من أهم القطاعات التى حرصت الرأسمالية اليهودية على السيطرة عليها قطاع دور العرض فبعد أن صدرت لائحة المحلات عام 1911 كانت سينما جوزى بالاس التى أسسها إيلى موصيرى هى النواة الأولى لتكوين أول شركة لدور العرض فى مصر وهى شركة جوزى فيلم وقد امتلكت وأدارت عشر دور عرض فى الإسكندرية والقاهرة وبورسعيد والسويس ولم يكن غريبا أن يواكب تأسيس هذه الشركة قيام فرد آخر من عائلة موصيرى وهو جال موصيرى بتأسيس أول فرع للمنظمة الصهيونية والحصول على تأييد كل الطوائف الاشكنازية السفردية كما يقوم ألبرت بإصدار مجلة إسرائيل المعبرة عن أنشطة الحركة الصهيونية فى مصر.. كذلك نشطت شركات أخرى عن طريق سيطرتها على العديد من دور العرض فى القاهرة والإسكندرية ومنها شركة إخوان بوليتى إيلى.. إيزاك.. رالف بوليتى التى تأسست عام 1928 ولم يقتصر دورها على المشاركة مع موزير ليفى فى امتلاك دور العرض السينمائيالكورسال الصيفى والشتوى ولوكس القاهرة وفريال الإسكندرية وراديو القاهرة والإسكندرية.. كما يشير المؤلف إلى شبكات دور العرض التى تكونت من اليهود وعلاقتها بالصهيونية بل وبما سمى بالصهيونيين التصحيحيين، وهم تلامذة جابوكوفسكى الأب الروحى للعصابات الإرهابية فى مصر وفلسطين كذلك أول غرفة للسينما والتى كان نائب رئيسها دومرتو هو نفسه جوزيف موصيرى، وقد حرص اليهود على امتلاك العشرات من دور العرض فى الوجه البحرى والقبلى بمصر.. كما يمتد الاحتكار إلى سينما الحى مثل الظاهر وعابدين والأزبكية ومصر الجديدة وكان لدور العرض هذه نشاط بارز فى الترويج للفكر الصهيونى خاصة بين سكان منطقة الظاهر التى شهدت سباقا لافتا للنظر فى مجال إقامة دور العرض السينمائى بدأت بدارين هما سينما توغراف بالاس، وسينما فوتوغراف المنظر الجميل.. وصلت عام 1947 إلى ما يقرب من عشرة دور عرض.. علما بأن التمهيد السياسى لسينما الحى فى الظاهر والمناطق المحيطة مثل السكاكينى والعباسية والفجالة، بدأ مع المؤتمر اليهودى العاشر الذى عقد فى بازل فى أغسطس 1911 والذى أعلن فيه أن المسألة اليهودية لا يمكن أن تحل إلا بالهجرة إلى فلسطين.. من هنا أصبحت دور العرض السينمائى خاصة فى مناطق تجمع اليهود لا يختلف عن وظيفة المدارس الإسرائيلية والمكتبة اليهودية فى القاهرة وقبل كل ذلك المعابد اليهودية التى شيد أربعة منها الظاهر والسكاكينى.
إن الباب الأول من الكتاب لا يخلو من مفاجآت فى فصليه الأخيرين حول دور اليهود فى مجال الاستوديوهات أو حتى مجال التوزيع فيتحدث عن علاقة طلعت حرب فى ظل ظروف اقتصادية براجماتية بهم سواء فى بنك مصر أو حتى ستوديو مصر خصوصا اختياره للبتوباروخ لإدارة شركة مصر للتمثيل والسينما فى فترة من أكثر فتراتها حساسية وهى فترة إنشاء ستوديو مصر وتحديد كوادره الفنية.
فى الباب الثانى للكتاب يشير بهجت إلى مسيرة الفنانين والفنيين اليهود فى مصر، وكيف أنهم لم يلجأوا إلى تغيير أسمائهم. إلا بعد ظهور السينما لتصبح أسماء مصرية محايدة فأصبحت راشيل إبراهام ليفى راقية إبراهيم وليليان كوهين كاميليا بل ودفعت الإيطالى المتمصر توجو مزراحى فى ذروة رغبته فى أن يكون نجما سينمائيا مصريا إلى تغيير اسمه إلى أحمد المشرقى بينما لم تحاول أسماء أخرى التوارى مثل شالوم حتى يؤدى رسالته الاجتماعية أو السياسية.. كما يشير إلى فكرة الزواج المختلط التى نشأت فى ظروف ذروة التهديد النازى وفشل معظم هذه الزيجات مثل طلاق ليلى مراد وأنور وجدى وسميحة مراد من على رضا ثم زواجها من اليهودى ليون كاذيس وراقية إبراهيم من مهندس الصوت مصطفى والى ثم زواجها من رجل أعمال يهودى ومنير مراد من سهير البابلى ونجوى سالم من عبدالفتاح البارودى.
ونصل إلى أهم أبواب الكتاب حول الشخصية اليهودية فى الفيلم المصرى حيث يؤكد على أن أغلبية الأفلام التى قدمت بين عامى 1927 - 1929 قد اتسمت بطبيعة فكرية واحدة.. وكل من كتب عنها يعتقد أنها تظهر كل ما يسيء إلى مصر عامدة متعمدة وأنها تصور المصريين فى أقبح المظاهر.. ويستشهد على ذلك بأفلام مثل ليلى قبلة فى الصحراء سعاد الغجرية فاجعة فوق الهرم الضحية مأساة الحياة، غادة الصحراء، وفى هذه الأفلام كلها فلكلور مجتمع الصحراء الذى لا يسمح للعربى بالتطور الطبيعى حتى ولو وصل إلى أعلى درجات السلم الاجتماعى فهو فى النهاية نمط لكل الملامح السلبية التى تفرزها حياة الشرق البربرية.. ويرى المؤلف أن الشخصية اليهودية لم يكن لها وجود ملموس فى بدايات السينما المصرية سوى فى أفلام توجو مزراحى الكوميدية التى قدمها خلال الثلاثينيات واضطلع ببطولتها الممثل اليهودى شالوم فى إطار تنوع يشمل الميلودراما والكوميديا والرومانسية الغنائية إلخ..
ويرى أن القراءة المتسرعة لأفلام مزراحى الكوميدية قد تكون مدعاة لخيبة الأمل.. فالمواقف تبدو ساذجة وغير مهمة ولكن الواقع يؤكد أن القراءة المتأنية لهذه الأفلام ستكشف أنها مليئة بالتفاصيل الاجتماعية والسياسية ذات الطابع الدعائى وصراعاتها الخفية تضع اليهود فى مواجهة الأغنياء عموما مصريون وأجانب وذلك ما يسعى أحمد رأفت بهجت لإثباته.
*أشرف البيومي : ناقد وباحث سينمائي مصري
أحد كتاب موقع جماعة السينما الفلسطينية

النصّ الأصليّ

أحمد رأفت بهجت يحكى قصتهم من شالوم إلى راقية إبراهيم:
اليهود والسينما فى مصر.. كوميديا ساذجة وأفلام ضد المصريين
إذا كان انفعال الباحث بقضايا أمته هو الدافع الأساسى وراء ما ينجزه من بحوث ودراسات.. يصبح من الطبيعى أن يتساءل البعض عن السبب فى تأخر ظهور بحث عن اليهود والسينما فى مصر ليأتى مع نهاية ربع قرن من الزمان استهلك معظمه فى بحث العلاقة بين الصهيونية والسينما العالمية بينما ظلت السينما المصرية بعيدة عن الاهتمام رغم أن الواقع يؤكد أن اليهود لعبوا دورا ملموسا فى مسيرتها حتى ما بعد عام 1948 بهذه المقدمة يستهل الناقد الجاد والباحث الدءوب أحمد رأفت بهجت أحدث إصدارته اليهود والسينما فى مصر وهو الكتاب الذى يميط اللثام عن فترة شائكة وملتبسة فى السينما المصرية بل ويعد محاولة جيدة لنضج بعض المفاهيم الشائعة حول أن الفيلم المصرى قبل 1948 لم يكن غير بضاعة هدفها الترفيه والمتعة لكل الطبقات والأجناس.. وأن الرأسمالية اليهودية انصرفت لامتلاك دور العرض السينمائى وبنيتها الأساسية مثلها فى ذلك مثل الرأسمالية اليونانية والشامية وأن ما يجمع بينهم جميعا الرغبة فى المنافسة من أجل الربح.
فقد استشعر اليهود منذ البداية كما يؤكد أحمد بهجت مدى أهمية احتكار السينما باعتبارها الشكل الجديد والأمثل من وسائل الترفيه القادرة على تحقيق أهدافهم المادية وأفكارهم الايديولوجية ويستشهد على ذلك بوقائع عديدة فمنذ بداية ظهور الشرائط السينمائية هيمنت مؤسسة فرنسية لها خطورتها ونفوذها وهى مؤسسة اليهودى شارل باتيه والتى أخذت على عاتقها احتكار السينما فى بداية عمرها 1863 - 1957 وهو ما نجحت فيه خلال ما يقل عن عشر سنوات حيث أنشئت امبراطورية واسعة ضمنت لفرنسا شبه غلبة على السينما العالمية فى سنوات ما قبل الحرب العالمية الأولى.. لاتزال بعض آثارها باقية فى معظم دول العالم إلى اليوم.. وقد نجح باتيه فى السيطرة على صناعة السينما فى العالم بما فى ذلك مصر بعد أن سيطر على الإنتاج والتوزيع ودور العرض ونجاحه فى التحالف مع الشركات الأمريكية واليهودية، ومع ازدياد دور العرض السينمائى كانت الخطوة التالية قيام الرأسماليين اليهود بإنشاء شركات لاستيراد مستلزمات دور العرض السينمائى وسنجد هنا أسماء لعائلات يهودية شهيرة تستحوذ على التوكيلات الأجنبية لهذه الأجهزة ومنها عائلات جرين وموصيرى وكوزبيل وليفى وكان من أهم القطاعات التى حرصت الرأسمالية اليهودية على السيطرة عليها قطاع دور العرض فبعد أن صدرت لائحة المحلات عام 1911 كانت سينما جوزى بالاس التى أسسها إيلى موصيرى هى النواة الأولى لتكوين أول شركة لدور العرض فى مصر وهى شركة جوزى فيلم وقد امتلكت وأدارت عشر دور عرض فى الإسكندرية والقاهرة وبورسعيد والسويس ولم يكن غريبا أن يواكب تأسيس هذه الشركة قيام فرد آخر من عائلة موصيرى وهو جال موصيرى بتأسيس أول فرع للمنظمة الصهيونية والحصول على تأييد كل الطوائف الاشكنازية السفردية كما يقوم ألبرت بإصدار مجلة إسرائيل المعبرة عن أنشطة الحركة الصهيونية فى مصر.. كذلك نشطت شركات أخرى عن طريق سيطرتها على العديد من دور العرض فى القاهرة والإسكندرية ومنها شركة إخوان بوليتى إيلى.. إيزاك.. رالف بوليتى التى تأسست عام 1928 ولم يقتصر دورها على المشاركة مع موزير ليفى فى امتلاك دور العرض السينمائيالكورسال الصيفى والشتوى ولوكس القاهرة وفريال الإسكندرية وراديو القاهرة والإسكندرية.. كما يشير المؤلف إلى شبكات دور العرض التى تكونت من اليهود وعلاقتها بالصهيونية بل وبما سمى بالصهيونيين التصحيحيين، وهم تلامذة جابوكوفسكى الأب الروحى للعصابات الإرهابية فى مصر وفلسطين كذلك أول غرفة للسينما والتى كان نائب رئيسها دومرتو هو نفسه جوزيف موصيرى، وقد حرص اليهود على امتلاك العشرات من دور العرض فى الوجه البحرى والقبلى بمصر.. كما يمتد الاحتكار إلى سينما الحى مثل الظاهر وعابدين والأزبكية ومصر الجديدة وكان لدور العرض هذه نشاط بارز فى الترويج للفكر الصهيونى خاصة بين سكان منطقة الظاهر التى شهدت سباقا لافتا للنظر فى مجال إقامة دور العرض السينمائى بدأت بدارين هما سينما توغراف بالاس، وسينما فوتوغراف المنظر الجميل.. وصلت عام 1947 إلى ما يقرب من عشرة دور عرض.. علما بأن التمهيد السياسى لسينما الحى فى الظاهر والمناطق المحيطة مثل السكاكينى والعباسية والفجالة، بدأ مع المؤتمر اليهودى العاشر الذى عقد فى بازل فى أغسطس 1911 والذى أعلن فيه أن المسألة اليهودية لا يمكن أن تحل إلا بالهجرة إلى فلسطين.. من هنا أصبحت دور العرض السينمائى خاصة فى مناطق تجمع اليهود لا يختلف عن وظيفة المدارس الإسرائيلية والمكتبة اليهودية فى القاهرة وقبل كل ذلك المعابد اليهودية التى شيد أربعة منها الظاهر والسكاكينى.
إن الباب الأول من الكتاب لا يخلو من مفاجآت فى فصليه الأخيرين حول دور اليهود فى مجال الاستوديوهات أو حتى مجال التوزيع فيتحدث عن علاقة طلعت حرب فى ظل ظروف اقتصادية براجماتية بهم سواء فى بنك مصر أو حتى ستوديو مصر خصوصا اختياره للبتوباروخ لإدارة شركة مصر للتمثيل والسينما فى فترة من أكثر فتراتها حساسية وهى فترة إنشاء ستوديو مصر وتحديد كوادره الفنية.
فى الباب الثانى للكتاب يشير بهجت إلى مسيرة الفنانين والفنيين اليهود فى مصر، وكيف أنهم لم يلجأوا إلى تغيير أسمائهم. إلا بعد ظهور السينما لتصبح أسماء مصرية محايدة فأصبحت راشيل إبراهام ليفى راقية إبراهيم وليليان كوهين كاميليا بل ودفعت الإيطالى المتمصر توجو مزراحى فى ذروة رغبته فى أن يكون نجما سينمائيا مصريا إلى تغيير اسمه إلى أحمد المشرقى بينما لم تحاول أسماء أخرى التوارى مثل شالوم حتى يؤدى رسالته الاجتماعية أو السياسية.. كما يشير إلى فكرة الزواج المختلط التى نشأت فى ظروف ذروة التهديد النازى وفشل معظم هذه الزيجات مثل طلاق ليلى مراد وأنور وجدى وسميحة مراد من على رضا ثم زواجها من اليهودى ليون كاذيس وراقية إبراهيم من مهندس الصوت مصطفى والى ثم زواجها من رجل أعمال يهودى ومنير مراد من سهير البابلى ونجوى سالم من عبدالفتاح البارودى.
ونصل إلى أهم أبواب الكتاب حول الشخصية اليهودية فى الفيلم المصرى حيث يؤكد على أن أغلبية الأفلام التى قدمت بين عامى 1927 - 1929 قد اتسمت بطبيعة فكرية واحدة.. وكل من كتب عنها يعتقد أنها تظهر كل ما يسيء إلى مصر عامدة متعمدة وأنها تصور المصريين فى أقبح المظاهر.. ويستشهد على ذلك بأفلام مثل ليلى قبلة فى الصحراء سعاد الغجرية فاجعة فوق الهرم الضحية مأساة الحياة، غادة الصحراء، وفى هذه الأفلام كلها فلكلور مجتمع الصحراء الذى لا يسمح للعربى بالتطور الطبيعى حتى ولو وصل إلى أعلى درجات السلم الاجتماعى فهو فى النهاية نمط لكل الملامح السلبية التى تفرزها حياة الشرق البربرية.. ويرى المؤلف أن الشخصية اليهودية لم يكن لها وجود ملموس فى بدايات السينما المصرية سوى فى أفلام توجو مزراحى الكوميدية التى قدمها خلال الثلاثينيات واضطلع ببطولتها الممثل اليهودى شالوم فى إطار تنوع يشمل الميلودراما والكوميديا والرومانسية الغنائية إلخ..
ويرى أن القراءة المتسرعة لأفلام مزراحى الكوميدية قد تكون مدعاة لخيبة الأمل.. فالمواقف تبدو ساذجة وغير مهمة ولكن الواقع يؤكد أن القراءة المتأنية لهذه الأفلام ستكشف أنها مليئة بالتفاصيل الاجتماعية والسياسية ذات الطابع الدعائى وصراعاتها الخفية تضع اليهود فى مواجهة الأغنياء عموما مصريون وأجانب وذلك ما يسعى أحمد رأفت بهجت لإثباته.
هشام لاشين/ مجلة العربي الناصري العد د 960 بتاريخ 22 مايو 2005


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.