تقوم المخرجة المصرية إيناس الدغيدي بالاستعداد لإنجاز مسلسل تلفزيوني جديد، تدور أحداثه حول شخصية الممثلة المصرية الراحلة «كاميليا» 1919- 1950، والتي رحلت في حادث تفجير طائرة ركاب متجهة إلى روما فوق الأراضي المصرية، لا تزال تفاصيله غامضة حتى الآن. وقالت الدغيدي، بحسب ما نقل «البيان»، إنها عقدت جلسات عمل مطولة مع مؤلف المسلسل علاء حيدر للبدء في مراحل التنفيذ، خاصة أن النص كان مكتوبا كفيلم سينمائي قبل أن يتفقا على تحويله إلى مسلسل تلفزيوني نظرا لطبيعة الأحداث التي تضمها القصة والفترة الزمنية الهامة التي تدور فيها. وتعد كاميليا شخصية شهيرة ليس فقط لكونها ممثلة معروفة في الأربعينيات من القرن الماضي، ولكن نظرا لشبكة علاقاتها الواسعة والشائعات التي أثيرت حولها، ومن بينها اتهامها بالتجسس لصالح إسرائيل، وعلاقتها القصيرة بالملك فاروق الثاني والفنان الراحل رشدي أباظة، وانتهاء بحادث مقتلها الغامض. يذكر أن هناك من استغل علاقتها التي لم تستمر طويلا بالملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، ليتهموها بتسريب أخبار الجيش المصري لإسرائيل وهي على فراشه، مما أدى إلى فشل الجيش المصري في حرب 1948 . جهاز المخابرات الفرنسية وأعربت إيناس الدغيدي، في تصريح لها عن إعجابها بالعمل الفني «كاميليا» المأخوذ عن وثائق من جهاز المخابرات الفرنسية، واطلع عليها كاتب العمل الصحافي علاء حيدر خلال ترؤسه لمكتب وكالة أبناء الشرق الأوسط بباريس من 2000 إلى 2006 . ولفتت الدغيدي، إلى أنها ستدرس جميع الترشيحات المناسبة للعمل الفني بعناية للاستقرار على جميع أبطاله عقب الانتهاء من مسلسل «عصر الحريم»، كاشفة عن ترشيحها النجمة هيفاء وهبي لدور البطولة. وتكشف الدغيدي في عملها الفني كيف تعاونت «كاميليا» مع البوليس السياسي المصري ورفضت التجسس لصالح إسرائيل وجهودها الدؤوبة لإثبات ديانتها المسيحية رغم أنها حملت رغما عنها ديانة واسم زوج أمها اليهودي المصري فيكتور ليفي كوهين الصائغ الثري. كما تكشف لماذا قرر الموساد قتل كاميليا بتفجير أول طائرة مدنية في تاريخ الطيران المدني من خلال تلغيم طائرة شركة الطيران الأمريكية «تي دبليو إيه» رحلة نجمة ميرلاند رقم 903 بقنابل موقوتة لتنفجر فوق دلتا وادي النيل لمنعها من إطلاع السلطات المصرية على تورط الممثلة اليهودية الراحلة راقية إبراهيم في الخطة الرامية للتخلص من عالمة الذرة المصرية سميرة موسى. لمكما تكشف المخرجة إيناس الدغيدي في العمل الفني «كاميليا» أيضا كيف تمكن الموساد من قتل عالم الذرة المصري العبقري مصطفى مشرفة حتى قبل أن يتم الإعلان عن ميلاد الموساد بشكل رسمي في نوفمبر 1949. كما تتناول الدغيدي في مشروعها الفني الجديد، موقف الضباط الأحرار قبل ثورة 23 يوليو من علاقة كاميليا بالملك فاروق، وكيف طالب جمال عبدالناصر قبل الثورة بوقف كل حملات تشويه صورة الملك فاروق من خلال استغلال علاقته بكاميليا، بعد أن علم من أنور السادات، نقلا عن مصادر السادات في القصر الملكي، أن كاميليا مصرية وطنية رفضت تماما التعاون مع إسرائيل ضد مصر، وكانت أول من قدم معلومات لمصر عن جهاز الموساد الذي تأسس بعد جدل كبير بين قادة إسرائيل على أساس أن الوكالة اليهودية كانت تلعب دور جهاز المخابرات على أكمل وجه ولا داعي لجهاز آخر مواز . كما يتناول العمل أيضا موقف الإخوان المسلمين من دعوة الزعيم الراحل عبدالناصر للجماعة بوقف حملات استغلال علاقة كاميليا بالملك بعد تأكده من وطنيتها. كذلك يتناول العمل حياة كاميليا الشخصية وكيف ارتضت أن تحمل اسما يهوديا هو اسم زوج والدتها لكي يوفر لها حياة كريمة ويحميها من بلطجي في حي الأزاريطة الشعبي بالإسكندرية رغم أنها مسيحية الديانة من أم مصرية قبطية وأب مسيحي فرنسي كان يعمل خبيراً في قناة السويس. بالإضافة إلى علاقة كاميليا بالممثل والإعلامي أحمد سالم، أول من اكتشفها كممثلة، وكذلك علاقتها بيوسف وهبي، الذي اشترى حق استغلالها الفني من أحمد سالم بثلاثة آلاف جنيه، كما تتوقف إيناس الدغيدي كثيرا عند قصة الحب العنيفة التي جمعت بين كاميليا وبين رشدي أباظة، حتى مقتلها في تفجير الطائرة، بعد أن كانا قد تواعدا على الزواج فور عودة كاميليا من سويسرا وفرنسا. كما تتوقف الدغيدي كثيرا عند تدهور العلاقة بين الملك فاروق وزوجته الأولى الملكة فريدة والدة بناته الثلاث، بعد أن علمت بعلاقته بكاميليا، خاصة بعد الشائعات التي تحدثت عن إمكانية قيام الملك بالزواج منها، أملا في أن يرزق منها بولد ذكر، يرث عرش محمد علي باشا باعث نهضة مصر الحديثة.