دشنت إسرائيل يوما دمويا جديدا فجر أمس الأربعاء بقصف عنيف وعشوائي لقطاع غزة أدى إلى مقتل أكثر من 150 شخصا، لترتفع بذلك حصيلة القتلى منذ بداية العدوان إلى 1284 قتيلا، في الوقت الذي كثفت جهودها الدبلوماسية للبحت عن مخرج مشرف بعد توالي ضربات المقاومة في صفوف جيشها وسط تخوف من إعادة سيناريو حرب لبنان، حيث فقدت إسرائيل المئات من جنودها. ونفذ الطيران الإسرائيلي غارات دامية أدت إلى مقتل سبعة أفراد من عائلة واحدة في خان يونس، قبل أن تواصل القصف فجر أمس الأربعاء، مما أدى إلى مقتل 54 فلسطينيا. ولم تسلم حتى المناطق التي يلتجئ إليها المدنيون الفلسطينيون من القصف العشوائي الإسرائيلي. إذ أفاد مراقبون دوليون أن مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قُصفت بصاروخين بينما كان الكثير من اللاجئين بالمدرسة نائمين. وقد أسفر القصف، حسبما ذكر مصدر طبي في منطقة جباليا القريبة من المدرسة، عن إصابة قرابة مائة شخص بجروح بالغة الخطورة. وتعتبر هذه المرة الثالثة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة التي تستهدف فيها الغارات مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، بعدما اتهمت قوات الاحتلال حركة المقاومة حماس باستعمال مدراس تابعة لأونروا لتخزين وإطلاق الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية. ودفعت قلة المعلومات الاستخباراتية حول أماكن تخزين صورايخ المقاومة الجيش الإسرائيلي إلى قصف عشوائي استهدف المساجد. حيث ذكرت مصادر طبية أن القصف استهدف مسجدين في تل الهوى ومخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين بمدينة غزة. وسارع الجيش الإسرائيلي إلى الإعلان عن أنه قصف نحو مائتي هدف بالقطاع خلال ال24 ساعة الأخيرة، بينها عدد من المساجد. إلى ذلك بثت كتائب القسام شريط فيدو يوثق لعملية إنزال خلفية ناجحة قامت بها حول برج مراقبة إسرائيلي، حيت يظهر الشريط كيف تمكن المقاومون من التسلل خلف خطوط الجيش الإسرائيلي شرق حي الشجاعية بقطاع غزة وتنفيذ هجوم محكم أسفر عن مقتل عشرة جنود إسرائيليين. وتسبب شريط الفيديو في بث الرعب في قلوب جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، حيث رفض عدد كبير منهم الالتحاق بصفوف الجيش على الحدود مع قطاع غزة. أما على الصعيد الدبلوماسي، فتكثف إسرائيل من ضغوطها على أمريكا والدول الغربية من أجل دفع حماس إلى قبول المبادرة المصرية، في الوقت الذي جددت حماس رفضها للمبادرة المصرية بصيغتها الحالية.