جثث هامدة وممزقة وجرحى مضرجون بالدماء وناجون في حالة صدمة ودماء تسيل على الارض ذلك هو المشهد بعد استشهاد 17 فلسطينيا في مجزرة جديدة الاربعاء شهدها سوق حي الشجاعية شرق غزة بعد غارة اسرائيلية, بحسب ما افادت مصادر طبية وشهود. ومع حصلية تصل الى 108 قتلى على الاقل كان هذا اليوم من اشد الايام دموية منذ ان شن الجيش الاسرائيلي في 8 يوليوز هجومه على قطاع غزة وقتل اكثر من 1359 فلسطينيا معظمهم من المدنيين وبينهم عدد كبير من الاطفال. وقبل حمام الدم في سوق الشجاعية بعد ظهر الاربعاء, قتل 16 شخصا على الاقل بينهم الكثير من الاطفال, فجرا بصاروخين سقطا على مدرسة للاونروا في جباليا لجأ اليها غزيون فروا من منازلهم بسبب القصف والغارات. وفي الشوارع المحيطة بالسوق كانت المشاهد مؤلمة. وفي حين كانت تصعد من المباني سحب دخان سوداء كثيفة كان مارة ينقلون على عجل في بطانيات اونقالات جثثا هامدة الى سيارات اسعاف او سيارات خاصة احداها لطفل غائب عن الوجود بين ذراعي رجل. بعضهم جريح واخرون موتى وبدا الضحايا مضرجين بالدماء بعضهم مبتور الاعضاء ومن ضمنهم رجل حمل على نقالة وقد بترت ساقه جزئيا. وبدت دماء تقطر من درجات سلم. في حين جثم رجل تهشم راسه غارقا في خليط من البنزين والوحل. وارتمى اخرون في الشارع بلا حراك بينهم طفل ورجل تمدد على ظهره وهو يرتدي سترة واقية من الرصاص وخوذة. واكد اشرف القدرة المتحدث باسم اجهزة الطوارىء في غزة ان بين القتلى صحافي فلسطيني يعمل لوكالة محلية, وقال ان اكثر من 200 اصيبوا بجروح. وعلت اصوات ناجين يستغيثون وسط اجواء من الفوضى في حين جرى اخرون في كل الاتجاهات تحت تأثير الصدمة, وسيارات الاسعاف تتوافد على المكان ويعمل مسعفون بهمة بين الجرحى والقتلى. وقال ابو ميسرة الذي رفض كشف هويته الكاملة "سقطت قذيفة اولى وبدا الناس على الفور باخلاء الجرحى" ولم يكن بامكانه تحديد ما اذا كانت القذيفة مصدرها دبابة او صاروخ قادم من الجو. وصرخ فجأة "نريد الحرب (..) نريد ان ترد كتائب القسام (الجناح العسكري لحماس) وتضرب قلب تل ابيب". ومجزرة الاربعاء في حي الشجاعية القريب من الحدود مع اسرائيل هي الثانية منذ مجزرة 20 يوليوز, ووقعت اثناء "هدنة انسانية" اعلنها الجيش الاسرائيلي بين الساعة 12,00 و16,00 تغ (15,00 و19,00 بالتوقيت المحلي). وقال الجيش الاسرائيلي ان الهدنة لا تنطبق على المناطق التي فيها جنود "ينفذون عمليات" دون مزيد من التفاصيل. انه حمام دم جديد بعد يوم رهيب على المدنيين في قطاع غزة. وفي الصباح الباكر قتل 16 فلسطينيا على الاقل بينهم الكثير من الاطفال, في صواريخ استهدفت مدرسة جباليا الابتدائية للبنات, شمال القطاع حولتها الاونروا الى ملجأ لاستقبال اهالي غزة الهاربين من القصف الذي دمر بيوتهم. ووصف مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة بيار كرينبول ما حدث بانه "انتهاك خطير للقانون الدولي" من قبل الجيش الاسرائيلي مطالبا "بمحاسبة المسؤولين". وقال "قتل اطفال اثناء نومهم بجانب والديهم على ارض غرفة في المدرسة التي ابلغنا الجيش باننا حولناها الى ملجأ", واضاف "هذا عار دولي". اما بان كي مون الامين العام للامم المتحدة فقد اعتبر هذا القصف "غير مبرر" وطالب بمحاسبة المسؤولين و"احقاق العدالة". ونددت واشنطن وفرنسا باستهداف المدرسة كذلك وبعدم توفير الامان لالاف اللاجئين الذين باتوا بلا مأوى. وهي المرة الثانية خلال اسبوع التي تقصف فيها اسرائيل مدرسة للانروا التي تستقبل اكثر من مائة الف نازح في القطاع. وروى الممرض عابد البحتيتي من مستشفى كمال عدوان "نقل ما بين 30 و40 جريحا الى هنا معظمهم من النساء والاطفال والمسنين. تطلب الامر بتر ارجل العديد منهم" من بين جرحى الشجاعية. وتحمل اسرائيل حركة حماس المسؤولية عن مقتل المدنيين الفلسطينيين متهمة اياها باتخاذهم "دروعا بشرية", على حد قولها.