سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سريع وادي زم.. نزل سريعا إلى قسم الهواة ولم يسارع أحد لإخراجه من القسم الشرفي لعب نصف نهاية كأس العرش واستقبل «رابيد فيينا» في عشرينيات القرن الماضي ولعب له السليماني والحدومي
هي فرق ذاع صيتها، فازت بألقاب وتربعت يوما على عرش البطولة الوطنية، لكنها الآن أصبحت نسيا منسيا.. «المساء» تدعوكم إلى التعرف على أندية وطنية، تسكن أرشيف الرياضة المغربية، لا يذكرها البعض إلا في مناسبات قليلة.. فرق كانت مصدر فخر لجمهورها، وقدمت للمغرب أسماء لاعبين كبار موهوبين، ساهموا يوما في صنع مجد الرياضة المغربية.. لكنها بعد سنوات تألق، توقف نبضها، وصارت في خبر كان، وأصبح الحديث عنها أشبه ب«حجايات» جميلة نحتاج معها إلى صيغة الماضي، «كان يا ما كان».. لنبدأ حكاية فرق عزت ثم هانت.. في مدينة الشهداء، كما يحلو للبعض أن يسميها، في مدينة واد زم، في تاريخ بعيد، كانت ولادة فريق سريع وادي زم، كان ذلك في سنة 1926، من طرف المستعمر الفرنسي، وكانت تلكم سادتي بداية ناد رياضي سيبلغ يوما نصف نهاية كأس العرش وسيهدي بطولتنا لاعبين موهوبين، وسيصبح فيما بعد الوجه المشرق لمدينة وادي زم. لتسمية الفريق حكاية تداولتها وسائل الإعلام، ويرددها كل المهتمين بالشأن الرياضي في المدينة، فقد حدث أن زار فريق «سريع فيينا» مدينة واد زم، كان ذلك في تاريخ بعيد يسكن ذاكرة أبناء وادي زم، وكانت المناسبة إجراء مباراة في كرة القدم، كان الفريق النمساوي قد حضر إلى مدينة وادي زم على متن طائرة حربية، كان الحدث كبيرا، ظل حديث المدينة لمدة طويلة، فقد لفت الفريق النمساوي إليه الأنظار حين نزل لاعبوه بالمظلات، وانتهت المباراة بهزيمة رابيد فيينا بهدف يتيم. فأصبح اسم الفريق سريع واد زم على غرار سريع فيينا. ظل الفريق يمارس في العصبة الحرة، قبل أن ينخرط في الجامعة بعد الاستقلال، وتم دعمه في سبعينيات القرن الماضي من طرف معمل للقطن فأصبح اسم الفريق سريع قطن وادي زم، لكن ما فتئ الفريق أن استرجع اسمه السابق بعد إغلاق المعمل، فاز الفريق ببطولة الهواة في سنة 1996، ولكن التاريخ يسجل للفريق وصوله في موسم 83/84 إلى نصف نهاية كأس العرش، كان الأمر صعبا في ظل وجود أندية قوية، ولم يتوقع أحد أن يكون لهذا الفريق كل ذلك الحضور وهو الذي يحسب خطواته في بطولة الصغار. كان الفريق يمتلك ترسانة هامة من اللاعبين الجيدين، يذكر الجمهور بفخر اللاعب قاسم الجيار، الذي انتقل إلى فريق الجيش الملكي، والذي عزز فيما بعد صفوف المنتخب المغربي، كان ذلك في ستينيات القرن الماضي، لم يتوقف أمر تطعيم الأسود بقاسم فقط، ففي ثمانينيات القرن الماضي سيلتحق مصطفى زياني بالأسود، وأصبح للفريق لاعبون دوليون يحافظون للفريق على سمعته الرياضية، ويعتز أبناء وادي زم بلاعبهم الموهوب عبد الله حدومي الذي تألق في بطولتنا الوطنية، قبل أن يكسب ثقة الناخب الوطني في سنة 1997 . ظل فريق سريع وادي زم وفيا لعادة إنجاب النجوم على مر السنين، والذين سيعززون فيما بعد صفوف العديد من الأندية الوطنية، نذكر ولد الموساوي، ناجمي، بحار، الهاليل، لاعب الرجاء الموهوب رشيد السليماني.. اللاعب الذي سيضمن حضور مدينة وادي زم في تشكيلة الأسود. يذكر هواة التأريخ الرياضي أن فريق سريع وادي زم قاوم الاستعمار بقوة، وقاوم في مرات أخرى كثيرة بعد الاستقلال من أجل أن يكون له حضور دائم بين الكبار، لكنه كان يجد نفسه في العديد من المرات وسط زوابع من المشاكل، يقف حينا ويسقط في أحايين كثيرة.. يعاني التهميش، يفتقر للدعم المادي ويجد نفسه مرغما على التواضع، ويخوض مبارياته خارج الديار في ظل افتقاره لملعب يحتضن مبارياته، ويستشعر دفء جمهور تعلق بالفريق ويحلم بأن يراه يوما في قسم أول أو ثاني، يعرف البعض أن الحلم قد يتحقق يوما وقد لا يتحقق أبدا، ولكن يؤمن كل عاشق من أبناء مدينة وادي زم بحظوظ فريقه حتى النهاية فالفريق الذي لعب يوما نصف نهاية كأس العرش وهزم أندية كبيرة قد يبلغ يوما مناه دون عناء، فقط يجب أن يجد من ينتشله من جب المشاكل، وأن تتضافر جهود كل فعاليات المدينة لكي يتحول الحلم إلى حقيقة. سريع وادي زم، حكاية فريق نزل سريعا إلى قسم الهواة ولم يسارع أحد لإخراجه من القسم الشرفي.